كل يوم لنا ذكرى وحماة صارت إحدى هذه الأيام

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

كل يوم لنا ذكرى وحماة صارت إحدى هذه الأيام

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

هالنا الحدث الجلل بهوله وعظمه ، في تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، بعد سلسلة مذابح على الأررض السورية مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ، لم تستثني منطقة من الأرض السورية حينها ، حتّى دمشق العاصمة لم ينساها طواغيت الشام آل الأسد من التفجيرات بقصد تخويف أهلها ، ومجازر بالمئات جرت على مدار سنتين من جسر الشغور إلى حلب وأسوأها مذبحة مسجد المشارقة ، التي كان المؤمنين فيها يؤدون صلاة العيد ، وبينما هم يتهانون بهذا اليوم الجليل ، وإذا برصاص الغدر والإجرام يُحاصر المسجد والمصلين ، ويقضي على من فيه دون سبب ، إلا لأن حلب الشهباء كانت البادئة بالثورة الأولى على عصابات آل الأسد ، ، وهي الآن تُدمر عن بكرة أبيها ـ لأنها من تكسّر رأس العصابة الأسدية على سهولها ، ومذابح كثيرة جرت من حارة الجلوم والصالحين إلى جميع أحياء حلب وادلب وحمص والطبقة ودير الزور و... ، وختموها بحماة الشهيدة ، التي أطبقوها فوق ساكنيها لم يستثنوا من قتل طفل أو رضيع أو عجوز أو شاب أو امرأة حامل بقروا بطنها ، الكل كان مُستهدف وبلا رحمة حتى الشجر والحجر لم يُستثنى ، ورأينا حينها صمت العالم أجمع عن جرائم يُندى لها جبين الإنسانية ، راح ضحيتها في حماة مايزيد عن الأربعين ألف إنسان ـ وثلاثون ألف قُتلوا في باقي المدن السورية ، وثلاثين ألف أعدموا في سجن تدمر ، الذي كان يُعدم فيه أسبوعياً وعلى مدار عشرة أعوام 1982 – 1992 كما ذكر ذلك بمذكراته وزير الدفاع عصابات آل الأسد الأسبق مصطفى طلاس ، وأعظمه في تلك الليلة المظلمة في 27 حزيران 1980 ـ التي نفذ فيها معدومي الإنسانية من عصابات آل الأسد جريمتهم النكراء ، بقتل أكثر من 1200 رجل وشاب من خيرة أبناء ومثقفي ومفكري الشعب السوري ، والتي زاع صيتها على الخلائق ، دون أن نرى من هذا المُسمّي نفسه بالمجتمع الدولي أي احتجاج أو تقديم مذكرات جنائية دولية ، فيما لو مضت في ذلك الحين ، لما تجرأ هذا المعتوه السفاح بشار للمضي في سياسة أباه ، بل فاقه إجراما ودموية 

واليوم وبعد واحد وثلاثين عام من ذكرى المذابح الأليمة ، تعود إلينا الذاكرة من جديد لما حصل في تلك السنينن الظالمة ، ولكننا اليوم نشهد أحداثاً فاقت في بشاعتها وأهوالها ماكان في ذلك العهد الأسوأ ، وإنما تدمير سورية بأكملها ، وكُل يوم تُدك عصابات آل الأسد وقوات الحرس الإيراني سورية بطيران وصواريخ اسكود الروسية والفاتح 10 الفارسية وراجمات صواريخ ، بتمويل إيراني ودعم روسي بألا لاف الأطنان من المتفجرات والقنابل والذخيرة وأدوات التدمير الشامل ، والفارق بين الزمنين الأول : لم يعي شعبنا خطورة السكوت ، تماماً كما حصل مع الفلسطينيين من مذابح عام 1948 وإن لم تكن بهذه الوحشية وهذا المستوى ، ولكن كان كفيلاً بدب الرعب عند الصدمة الأولى ، وما حصل اليوم أن شعبنا السوري العظيم أكتسب مناعة ، واعتبر مما حصل له عند السكوت ، وما آلت اليه حال العصابة الأسدية من التأله وإذلال الناس ، فاق حدود التحمّل والتصور ، مما دعى شعبنا الأبي الى رفض الضيم ، والإعلان عن ثورته المباركة ، مع مايعرف سلفاً مما سيقدمه من التضحيات ، فنرى الأم لاتكتفي بدفع أولادها إلى ساحات الوغى لمواجهة هذه الحثالة ، والكثير من هؤلاء البواسل من ظهرن إلى التلفاز بعدما فقدت الكثير من أبناءها وإخونها وذويها وما أصابها ، وتقف بكل تحدّي وإباء ، وتُشير بكل عزيمة وطمأنينة إلى النصر ، ونرى المرأة السورية تداوي الجرحى ، ولربما العبء الأكبر من مآسي الثورة مُلقاً على كاهلها ، إذ هي من يفقد الولد والأخ والأب ومن يُدمر بيتها ، ولربما من تُغتصب ولايثني عزيمتها على المضي ، حتى تطهير أرضنا السورية من دنس عصابات آل الأسد ، وهذا حال النساء السوريات ، فما بالكم بالشباب الأبطال ، والشيوب الرجال ، إنها قلّما سطر التاريخ مثيلاً لها ، وقل أن تجد نظيراً لها في التضحية والفداء 

ولهذا جاء قرار شعبنا النهائي أن لاحوار ، وأن كفى ، فآباءنا من فرط بالأمانة ، وجيلنا دفع الكثير من الجهد والعزيمة وربّى ، وهؤلاء الشباب أبناءنا من ينتصر مُعتمداً على الله سبحانه في استلهام القوة والإرادة من العزيز الجبار ، ، وجميعنا له دور في المعركة ، وكُل في مكانه يعمل ، بعيداً عن لغة التخوين والتشكيك ، إلا لأولئك اللقطاء من يُحاولون النخر في عُضد المعارضة ، ومن يُساندون النظام ، وهم مكشوفين ومعروفين ، ومن ينشرون الإشاعات والأكاذيب والأراجيف ويدعون بأنهم من المعارضة ، ألا سُحقاً لهم ، والأيام قادمة لنرى كيف ستكون معاملة الشعب لهم ، لأوجه التحية بهذا الخصوص للشيخ معاذ الخطيب على صرخته المدوية في وجوه المتقاعسين والمتآمرين الذين ألجئوه إلى ما هو الأمر دون أن يتنازل عن شروط الثورة حقناً للدماء ، وإلا .... سأتابع في مقالة أخرى كي لا أُطيل ، أو تصريح سيُنشر لي قريباً ، والله أكبر ، والنصر لشعبنا السوري العظيم.