يا حمص
عقاب يحيى
كلام كبير عما يريدون من إبادة حمص..
بين القبض على رقبة الثورة، والتطهير المذهبي تتعدد التحليلات..
هناك من يعتبر الذي يجري في حمصاً جزءاً صميماً من تفكير الطغمة بإقامة الدويلة، أو المملكة الأسدية العلوية.. التي يصعب أن تنهض دون حمص وامتدادها وموقعها وأهميتها.. وهناك من يرى أنها معركة كسر العظم لقطع أوردة الثورة في منتصفها..ومنع وصول الإمداد لمعركة دمشق التي يجب أن تكون فاصلة، أو أنها جزء من " حرب" الطغمة للقضاء على الثورة بعد الخطاب الحربجي لرأس الطغمة المحقون بالدعم الإيراني والروسي وغيرهما..
****
أشهر والنقاش يدور : هل هم يفكرون فعلاً بإقامة دولة طائفية في الساحل تمتدّ حتى حمص؟، أم أن الأمر لا يتعدى كونه تكهنات، وبعض صفحات الحرب بين الثورة والطغمة ؟..
يقولون بتواتر عن الأسلحة التي تخزن هناك فوق الأرض وتحتها. عن الاستعدادات والتجهيز والتدريب، ونقل كثير المعدات والثروات وحتى المنشآت.. ولغط مبهم عن قرارات.. وقيادات، ومؤسسات لدولة تنهض..وأن حمص يجب أن تكون بالضرورة جززءاً منها.
الأكيد أن الطغمة تسعى لإبقاء سيطرتها على كامل بلدنا الحبيب، ولو استخدمت الحرب الشاملة، ولو أزهقت أرواح الملايين، وهي مستعدة لذلك، ولا شيء يمنعها إن استمرت.. لكن ليست الأمور بيدها، وليست صاحبة القرار الوحيد بالشأن السوري، فهناك ثورة، وشعب يقاتل ويضحي.. وهناك تصاعد في رقعة الثورة وأعدادها.. وحكم بالسقوط سينفذ، وهناك فشل لكل الحلول العنفية ـ الدموية التي يمارسها نظام الإجرام منذ الأشهر الأولى..
ـ حين ينحصر في الزاوية. وحين تتحرر دذمشق.. قد يفكر بعد الطغاة الحاقدين في الطغمة باللفجوء إلى الساحل، وقد يذهب المدى ببعضهم للتفكير بكيان ما.. لكن، وكما أعتقد، فمثل ذلك لا مقومات للحياة له.
الثورة التي تضع وحدة سورية أرضاً وشعباً وكياناً لن تسمح بذهاب شبر منها، فكيف بدويلة فئوية. ستقاومها، وستقاتل لنحرها، والطائفة العلوية بقاعدتها العريضة، ووطنيتها لن تقبل هذا الفصل والعيش في كانتون يُخرجها من وطن عزيز اسمه سورية..
ـ حمص تقاتل ويجب نجدتها. وحمص الرمز راية وموئل علينا أن نقوم بدورنا كي تبقى شامخة، عاصمة للثورة..