ما بعد الثورات
محمد عميرة – القدس
ما زال الأسرى في أرض الإسراء ينتظرون اكتمال بدر الثورات على أحرّ من الجمر ليروا الخطوة التالية لما بعد الثورات العربية المباركة ، والتي ما تزال تعمل على ترتيب البيت الداخلي وملاحقة الفلول والبعوض ليهدأ أهل البيت ويستريحوا من لسعاتهم حتى نخطو الخطوة التي تتلهّـف لها قلوب الملايين من الشعوب العربية والإسلامية على امتداد خريطتنا الواسعة في قلب هذا العالم الواسع ، وهي الوحدة ، فبها تزداد دولنا قوة وعزّة وكرامة وحضارة .
فما أجمل أن يكون لنا دينارٌ واحدٌ نتداوله بيننا تحت علم واحد ، فلـُـغتنا واحدة وقلبنا ينبض بالإسلام ، والكفاءاتُ في رجالنا ، والخيراتُ مليئة بها أراضينا ، والأنهار في بلادنا وفيرة ، والنفط ما زال يمنحنا فرصة بذهبه الأسود إلى جانب المعادن الأخرى الكثيرة الدفينة ، وعندنا تكافل اقتصادي يـُغنينا عن التعامل مع الشرق والغرب .
ولمّـا تكون هذه الوحدة وهذا التكافل ، فإن المتطفـّـلون المستعمرون والمُتستــّـرون بقناع الديمقراطية سيبتعدون بلا شك عنّـا ويتركوننا وشأننا بعد أن يتركوا خلفهم المائدة الكبيرة بحجم أوطاننا والتي طالما ملأوا بطونهم منها وآباءهم وأجدادهم ؛ ليروا أنّ تلك المائدة التي شبعوا منها ما زالت مباركة كما كانت قبل تَداعيهم عليها .