قضايانا الموسمية

قضايانا الموسمية

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

القدس و الأسرى و اللاجئين و الارض و الاستيطان  قضايا يعيشها الفلسطيني يوميا ، فالقدس تتعرض لهجمة تهويديه ضخمه شملت كل جوانب الحياة بالقدس ، والاسرى لا يكاد يمر يوم ال اوبه اسير بل اسرى جدد يدخلون قائمة الاعتقال التي لاتنتهي ، اما اللاجئين فجرحهم بات اكبر في ظل الحرب القائمه عليهم في مخيمات سوريا و الظلم الواقع عليهم في لبنان والتقصير الكبير بحقهم في العراق ، اما الارض والاستيطان فحدث ولا حرج ، ارض تصادر ومستوطنات تقام لتنهب الارض وتسرقها من اهلها ، ولم يتوقف الامر هنا بل تحرك المستوطنين في كل مكان للاعتداء على الفلسطينيين وحرق ارضهم وقلع اشجارهم .

قضايا دائمة مكرره لا تنتهي ، بل لا يخلو يوم من ايامنا منها ، لكن لقد غدا تناولنا لهذه القضايا موسمي فقط ، وحسب المناسبه او المؤثر الخارجي ، فالاسرى الان هم حديث الشارع وذلك بفضل ثله من اسرانا البواسل اختاروا ان يوقضوا قلوبنا وعقولنا بأمعائهم الخاويه ، فأعلنوا الاضراب عن الطعام متحدين السجن والسجان ومتحدين تخاذلنا عن نصرتهم ، لذا تجد الشارع الفلسطيني – ولو على خجل – يتحرك بفعاليات مختلفه من اجل نصرة وتفعيل قضية الأسرى .

قضايانا المصيرية اصبحت قضايا موسمية مقتصره على المناسبات ، فيوم للأرض ويوم للاسير ويوم للقدس وسيكون لللاجيء يوم ، فتتسابق وسائل الاعلام لاحياء هذا اليوم و ينشط المتحدثين ليذكروا بقيمة الحدث و واهميته ، بل حتى المدارس تخصص اذاعتها وحصتها الأولى لاحياء اليوم ، وما ان تنتهي الــ 24 ساعه حتى يعود كل الى مكانه وبيته وتنتهي المناسبه ، كأن كل منا قد قدم المطلوب منه وانتهى الامر وبلغتنا : رفع عتب.

أين الخلل ؟؟!! اهو فينا نحن الشعب !! ام بفصائلنا !! ام قياداتنا السياسيه !!

اعتقد ان الخلل والتقصير في كل المنظومة الموجوده ، وفي الجميع ، فلا اعتقد ان هنالك من يستثني القدس او اللاجئين او الأسرى او الارض من قضايانا المصيرية والمركزيه ، لكن قد يكون الخلل في توزيع الأولويات او في ترتيب الاهمية – مع انني ارى انها جميعا بنفس الاهمية – والاصل توزيع الادوار والافعال بحيث يكون هنالك متابعه شاملة لكل القضايا وبنفس الزخم والاهمية ، قد يقول قائل ان هذا صعب ومستحيل !!

لكني ارد عليه : عشرات بل مئات المراكز والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بالاضافة الى الوزارات وضف عليهم المختصين والباحثين الذين يمتليء بهم الاعلام  في كل مناسبة ، كل هؤلاء الاصل ان يوظفوا توظيفا سليما ومتكامل بين الجميع بحيث يكون العمل لاجل القضية لا تنافس لاجل اسماء او فصائل ، ولابد من ايصال صوتنا و قضايانا المصيرية والمركزية الى كل العالم وبلغة العالم التي يفهمها سواء كانت اللغة المكتوبه كالانجليزية او اللغة المتعامل بها كحقوق الانسان والقانون الدولي ، فلابد من توظيف كل الامكانات من اجل متابعة هذه القضايا دوليا ، لن انسى ان اشدد على ان انهاء الانقسام هو اللبنة الاولى في البناء ولن يكتمل البناء او يكون اقوى الاب وحده الشارع الفلسطيني وتكاتفه.