مالي...واللاجئين السوريين ومال العرب

محمد سعد الدين

كان سباقا بين فرسين.....أنتهى الامر بحرب طاحنة استمرت اربعين عاما...لم يكن الأخضر الأبراهيمي قد ولد بعد ليتدخل ربما وسيطا بحرب داحس والغبراء...اختلف بنومازن وبنوشيبان على ماء يقال لها سفوان فزعمت كل قبيلة أنه لها فاشتعلت حرب طاحنة وفقد العديد من الرجال حياتهم في صراع على سبب من اسباب الحياة!!!ربما كان الماء يكفي الأشقاء معا ويزيد....حينها لم تكن الأمم المتحدة قد أسست بعد لارسال قوات فصل بينهما

في جاهلية ما قبل الاسلام....كانت حروب الأخوة تبدأ صغيرة ثم  تقوى ويصطلي الجميع بنارها بل يترامون فيها....يحمسهم فيها شعراء يتغنون بالحرب ويبالغون بشجاعة قبيلتهم ونخوتهم وجبن الاعداء وهزائمهم

حروب جاهلية ما قبل الاسلام  اصبحت تاريخا لايتمنى العرب عودته حين أعزهم الله  بالاسلام وطهر قلوبهم بالقران الكريم ونور طريقهم بسنة نبيه الشريف

بعد اربعة عشر قرنا.....السوريون كلهم (طاغيتهم وعصابته) والثوار ولاجئيهم يشتكون من تأمر اخوانهم العرب وكيدهم -وهم محقون-...المصريون باسلامييهم وفلولهم يعاتبون اشقائهم العرب على أستفزازهم وخداعهم!! اليمينون بشمالها وجنوبها لا يكفون عن الشكوى من جيرانهم الأغنياء وخذلانهم

الفلسيطينيون  بسلطتها وحماسها أدمنوا ربما العتاب والصراخ  في وجه امتهم العربية منذ زمن بعيد على حصارهم والمتاجرة بمأساتهم

الخليجيون بدوأ هم الأخرون بالتوجس والتحذير من شركائهم في القبيلة العربية  الكبيرة والتحذير من شرورهم

السودانيون ارتضوا بتقطيع جسدهم واوصالهم بعد ان فهموا جيدا ان احفاد داحس والغبراء(عبس والذبيان) ....لا يحبونهم  رغما عنهم

العراقيون سنتهم المظلومون وشيعتهم المستبدون ...مستاوؤن جدا من محيطهم العربي يتهمه اشقائهم السنّة بتمكين  عدوهم عليهم ويهاجمه الشيعة محملا باحقاد التاريخ السوداء 

هجر العرب مصدر عزهم  وسبب انتصاراتهم ....وولم يألوا جهدا بالأستعانة والتوكل على من يحارب الله ورسوله!!!بل باللهث وراء ارضائه بحجج زينها الشيطان لهم فسموها تارة سياسة  الواقع وتارة مقتضيات العصر 

العرب في عصر جاهلية ما قبل الأسلام كانوا يعشقون الحروب لاسباب جلها  تافهة......أما عرب في عصر جاهلية ما بعد الأسلام فحروبهم  ربما لا يعرفون حتى سببها!!!الأمارت وأخواتها سيمولون بكرم وسخاء(رغم حاجة اللأجئيين السوريين الملحة للقليل من المال وبعضا من وقود التدفئة) حرب الفرنسيين على أخوانهم السنّة وربما يزودون طائراتها المقاتلة بالوقود اللأزم لقصف المسلمين في دولة ربما لا يعرفون من اسمها سوى مال.......................ي

مركز النذير للدراسات