أرامل مبارك والكذب المفضوح
أرامل مبارك والكذب المفضوح
محمود القاعود
ثمة ظاهرة غريبة انتشرت فى إعلام فلول النظام البائد ، ألا وهي البكاء على عصر مبارك والحنين لأيام الهناء والرخاء التى أغرق فيها البلاد حتى صار الشعب إبان حكمه يأكل السمن والعسل والمن والسلوي !
كنا نعتقد أن مثل هذه الكتابات هى تخاريف حشاش أعياه الدخان الأزرق فأخذ يهذي بضلالة وحماقة تصحبه ضحكات أهل الأنس والفرفشة.. لكن الموضوع دخل فى إطار الجد !
مقالات عديدة فى صحف الفلول تتحدث عن الشعب المصرى منزوع الإنسانية قاسى القلب ، الذى لا يرأف بقائده الحكيم ويصر على حبسه رغم أنه – يا كبدى- فى الخامسة والثمانين !
وقد تخصص الصحفى سليمان جودة فى الدفاع عن الديكتاتور البائد كل بضعة أيام فى جريدة نجيب ساويرس "المصري اليوم" ، حتى كادت لغة مقالاته أن تصل إلى درجة يخاطب فيها الديكتاتور بقوله : " يا مستتنى ..ياللى كنت جايبلى النابوليا بالشئ الفلانى"!
فى مقال ركيك له بعنوان قلة أصل مع مبارك بتاريخ 6 أكتوبر 2012م كتب جودة يقول:"الذين ينادون، فى الوقت الحالى، بأن تعاد محاكمته، وأن يبقى فى السجن مدى حياته، يجب أن يقال لهم، إن رجلاً فى مثل عمره، لن تفرق معه كثيراً، ولا قليلاً، أن يتلقى حكماً بالسجن، أياً كان عدد السنوات، إذا كان هو قد فقد حفيده المقرَّب إلى قلبه، منذ سنوات، فكانت طعنة لم يفارق أثرها وجدانه، وإذا كان هو، فى الوقت نفسه، قد عاش مذلة أن يرى حبس ابنيه، أمام عينيه، سواء كان الحبس عن حق، أو عن غير حق!" ا.هـ
وفى مقال سخيف آخر بعنوان " انقلاب فريدة مبارك" بتاريخ 8 سبتمبر 2012م كتب جودة يقول: " لا أحد يناقش فى أن يخضع «مبارك» و«جمال» و«علاء» وغيرهم للقانون فيدينهم أو يبرئهم، ولكن ما ذنب عمر علاء مبارك - مثلاً - حين يجرى منعه من السفر مع باقى أفراد الأسرة، رغم أنه ابن ست سنوات، وما ذنب فريدة جمال مبارك ذات العامين؟! وما ذنب باقى أطفال رموز النظام السابق جميعاً، سواء كانوا أبناء أو أحفاداً، وما الحل إذا احتاج أحدهم علاجاً أو تعليماً فى الخارج، وما ذنب خديجة نفسها التى عرفت «جمال» بعد أن أصبح «جمال»، وبالتأكيد لم تقتل متظاهرين، أو تشارك فى ذلك؟!.. هل نخشى أن تدبر «فريدة» انقلاباً إذا غادرت البلاد؟!"!
وفى مقال ثالث بتاريخ 21 / 12 / 2012م بعنوان " شئ فى مبارك" يكشف جودة عن وجهه الحقيقى ويحرض القوات المسلحة لتفرج عن سيده السفاح : " لا يحزن المرء لأن القوات المسلحة قد رضيت أن يتعرض واحد من أبرز أبنائها لما يتعرض له الرئيس السابق، دون أن يكون لها رأى فى الموضوع، مع أننا نعلم أنها لو كان لها رأى آخر فيما يجرى له، لأخذت به السلطة الحالية على الفور، ولن يناقشها أحد، ولو شاءت القوات المسلحة أن يقضى فترة عقوبته فى بيته، فسوف يقضيها حيث يشاء الجيش وقياداته لا حيث يشاء أى طرف آخر.. لا.. لا يحزن المرء لهذا السبب!" أ.هـ
والواقع أن أمثال سليمان جودة لا يفعلون ما يفعلون اعتباطاً ولا لمجرد الصدفة ، وإنما تحركهم خلية " أبو ظبى" بقيادة ضاحى خلفان وأحمد شفيق، وإلا فما معنى أن تقوم ثورة ضد سفاح عالمى ليُفرج عنه بعد شهور وكأنه لم يقتل ويُفسد ويهلك الحرث والنسل ؟؟
لو كان سليمان جودة قد أصيب بالفشل الكلوي أو السرطان أو الفشل الكبدى لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة قد تم اغتصابه فى قسم شرطة أو سلخانة تابعة لأمن الدولة لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة تخرج بإحدى الجامعات فى ثمانينيات القرن العشرين ولم يجد عملا حتى 2011 لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة يُعالج فى مستشفيات التأمين الصحى لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة شرب المياه المخلوطة بالصرف الصحى لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة تم اعتقاله أو خطف زوجته لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة قد قتل قريب له تحت التعذيب لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة أحد أطفال غزة الذين حاصرهم الديكتاتور الدموي المخلوع لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة معتقلا ويعانى من السكر ويستجدى الحراس ليأخذ حقنة الأنسولين لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة وطنيا ويرفض رهن القرار المصري بالقرار الصهيو أمريكي لما قال ما قال ..
لو كان سليمان جودة مصريا لما قال ما قال ..
إن سليمان جودة وكل أرامل مبارك فقدوا الحياء، وصاروا يجاهرون بالفحشاء والمنكر ويدعون علانية للإفراج عن أخطر إرهابى قاتل فى العصر الحديث وهو السفاح حسنى باراك عدو الوطن والإنسانية والإسلام ..
إن هذه المقالات وغيرها تشكل جريمة تكاد تعصف بأمن الوطن وتدمر الثورة المصرية فى مهدها، وهذا خطأ عدم سن قوانين لحماية الثورة من سدنة وخصيان النظام البائد ..
لقد وصلت الوقاحة بعبيد مبارك أن يتنطع أحدهم ويسأل الرئيس محمد مرسي أثناء زيارته لضحايا قطار البدرشين، سؤاله العقيم: ألا تجد دافعاً إنسانياً لزيارة الرئيس السابق حسنى مبارك ؟!
أى إنسانية يا أعداء الإنسانية ؟؟
أهى إنسانية زوار الفجر التى حماها وأيدها مبارك ؟
أهى إنسانية الخطف والاغتصاب والاعتقال وهتك الأعراض التى رعاها مبارك ؟
أهى إنسانية وضع صور مبارك فى السجن وإجبار الإسلاميين على السجود لها؟
أهى إنسانية اعتقال الحاج حسن زلط القيادى بالإخوان عقب قيامه بإجراء عملية قلب مفتوح بيومين ووضعه فى بطانية والإبر بذراعيه وقذفه فى سيارة "ميكروباص" تتبع أمن الدولة وهو الشيخ الذى تجاوز الثمانين؟
أهى إنسانية القتل تحت التعذيب ؟
أهى إنسانية منع الداعية المجاهد وجدى غنيم من حضور جنازة والدته ونفيه وطرده خارج البلاد؟
عن أى إنسانية تتحدثون يا أعداء الإنسانية؟؟
إن أرامل حسنى مبارك لم يكتفوا بإالفساد والاستبداد الذى تم طوال العقود الماضية، بل يريدون إخراج سيدهم السفاح القاتل ليلوثوا الحاضر والمستقبل ..
فليحذر الشعب البطل الذى أسقط السفاح من هذه المؤامرة الدنيئة ، فخيوط المؤامرة باتت ظاهرة للجميع .