ما خفي من خيانة.. ليس أعظم مما ظهر!
د. طارق باكير
لم يكن ليخفى على أجهزة العصابات الأسدية وخبرائه ومستشاريه ، الذين يسعون بكل الطرق والأساليب لتحسين قباحة وجهه بالكذب والخداع والتضليل ، والمكر والغدر والسفاهة ، وإطالة عمره ما أمكن ، بالبطش والفتك والإجرام .. لم يكن ليخفى عليهم ما لذي ستسببه صفقة الإفراج عن الأسرى الإيرانيين لدى الثوار ، مقابل قيام العصابات الأسدية بالإفراج عن مواطنين سوريين من النساء والأطفال والرجال معتقلين لمطالبتهم بالحرية والكرامة ، أو محتجزين رهائن في سجونها ، من حرج وفضح لنظام العصابات الأسدية ، وللذين يدافعون عنه ، ويخلعون عليه أوصاف المقاومة والممانعة والقومية ..
ولقد جاءت هذه الصفقة التي أمرت إيران بإنفاذها ، غير عابئة بحرج نظام العصابات ، فنفذها طائعا راكعا .. لتُظهر للعالم حقيقتين ، ما كانتا خافيتين عن شعبنا الحر الثائر يوما :
الأولى : أكدت هذه الصفقة الحقيقة الساطعة ، التي لم تعد تخفى حتى عن أطفال سورية ، أن الشعب السوري الذي تحكمه العصابات الأسدية ، هو بكامله دون استثناء ، العدو الأول – وربما الوحيد - لهذه العصابات ، وهذا شأن الخونة والعملاء ، الذين يختانون أنفسهم وأوطانهم وشعبهم ، في كل زمان ومكان ، ويعملون على تدمير شعوبهم وأوطانهم ، وتسليمها للأعداء ، من أجل منافع ذاتية حقيرة تافهة لهم ..
الثانية : كما أكدت هذه الصفقة الحقيقة الساطعة الأخرى ، وهي أن إيران إنما تسعى لتحقيق مصالحها كدولة ، ومصالح مواطنيها وسلامتهم كشعب لها ، تشعر بمسؤوليتها عن مصيرهم ، لأنهم شعبها ، ولا يهمها أمام مصلحتهم مصير هذه العصابات الأسدية الخائنة لله والوطن والشعب ، وأن دفاع إيران عن هذه العصابات الأسدية المجرمة ، إنما هو بقدر ما تحقق لهم من مصالح ومكاسب ، وأنها ستتخلى عنها عندما تصبح عاجزة عن تحقيق هذه المصالح ، ولذلك ، فإن دفاعها عن نظام العصابات الأسدية اليوم ، لا يعدو دفاعها عن عميل خائن خائب ، انتهى دوره ، لأنه لم يحسن القيام بدور العمالة والخيانة ، كما يريدون ، أو كما يحفظ سيطرتهم ، أو كما كان ينفذ المجرم الطاغية الخائن حافظ أسد ما يملون عليه ، من قبل ، بمكر وخبث برع فيهما ، على حساب الشعب السوري ، الذي يمثل له هو الآخر العدو الأول ، وربما الوحيد أيضا ، في العالم .
هذا ما ظهر حتى الآن ، وما خفي من خيانة هذه العصابات الأسدية ، وعدائها للشعب والوطن ، لن يكون أعظم وأسوأ بكثير ، مما ظهر وأعلن من عداء وخيانة للشعب والوطن حتى الآن !