تركيبة النظام السوري إرهاب، وسلوكه تشبيح

بدر الدين حسن قربي

تركيبة النظام السوري إرهاب، وسلوكه تشبيح

بدر الدين حسن قربي /سوريا

[email protected]

في استراتجيات النظام السوري، تخويف دول ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ من مواطنيهم من اﻟﺸﻴﻌﺔ ومعهم إيران، وإيذاء تركيا وترهيبها بدعم وتسليح حزب ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟكرﺩﺳﺘﺎﻧﻲ وتحريضه عليها، وإثارة قلق أمريكا دوماً بخوفها على استقرار إسرائيل، وتهديد العراق بتهريب المسلّحين، ولبنان بإغلاق الحدود والعبث فيه من خلال محازيبه وحلفائه.

وفي عميق سياساته، تهديد العلويين ونشر ثقافة الرعب بينهم بانتقام السنة، والدروز ﺑﺎﻟﻌﺸﺎﺋ، والمسيحيين بالإخوان، وحركة فتح بحماس، والحريري بحزب الله.  وتهديد المغتربين بأهلهم وآبائهم وأولادهم ودراستهم، والسوريين بالمخابرات، والمتظاهرين منهم بالشبيحة، وعناصر الجيش بالأمن، والأمن بالحرس الثوري الإيراني، وآل مخلوف بأولاد رفعت. وعند اللزوم وفوق ذلك كله، قتل الشعب وبتوحش، وقصفه بالطائرات والبراميل المتفجرة، والصواريخ والمدفعية والتجويع والحصار، وأشاع في البلاد الذبح والخراب والدمار.

وفي خطاب بشّار الأسد الأخير، الذي أذاعوه يوم الأحد السادس من كانون الثاني 2013 باعتباره بثاً مباشراً، رغم أنه مسجّل من يوم الجمعة في 4 كانون الثاني، قال فيه:

الإرهابيون قتلوا الأبرياء، ودمروا البنية التحتية لسوريا.  الإرهابيون مجموعة قتلة ولصوص، يقومون بقطع الكهرباء والماء والغاز عن المواطنين، ويخدمون أجندة إسرائيل، فلا مكان لهم في سوريا، ولايمكن الحوار معهم، وسوف تستمر الحرب ضدهم حتى آخر إرهابي.  وبالطبع، لو دقّقنا قليلاً فيما قاله عن الإرهابيين، لوجدناه يصف حقيقته عارياً. وهو أمر دفع فيكوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى القول: إنه واحد من الشخصيات الأكثر وحشية في العالم، وأن ما فعله تعدى نطاق الوحشية، ونفت عنه صفة الإنسانية، بل وأن يقول وزير الخارجية الفرنسي فابيوس :نعلم أنه قاتل لشعبه، ولكننا نلاحظ من خلال خطابه المثير للشفقة أنه أصم وأعمى أيضاً.

وعليه، فإنه بالجمع بين استراتجيات النظام، وعميق سياساته ومايفعله على امتداد أرض سوريا وخارجها، ﻭمايتحدث به عن المؤامرة الكونية وما قاله أخيراً في خطابه، لسوف نصل إلى نتيجة واحدة ومحدّدة، نتعرّف بها إلى أن الإرهابي الدولي هو وحده رأس النظام، وأن من معه من الشبيحة المجرمين ممن يمارسون القتل وسفك الدماء جهاراً نهاراً، ويحسبون بخطاب رئيسهم وكذب إعلامهم أنه لم يرهم أحد، ولايقدر عليهم أحد هم الإرهابييون، ولا إرهاب يعلو على إرهابهم.

إرهاب وترويع وإجرام في بلد محكوم بالتشبيح من نظام مافيا شبيحة، لا أدل عليه من هتافات الحضور وصراخهم بين يديه وهو يغادر قاعة دار الأوبرا على عجل : شبيحة للأبد من أجل عيونك يا أسد.  وعليه، فليس غريباً بل وقد يكون قريباً أن تصبح أخبار شبيحة الإعلام الرسمي على شاكلة: قامت فرقة الشبيحة بقصف كذا..، أو نفذت كتائب التشبيح عمل كذا..، وقال الشبيح الأكبر كذا وكذا، لأنه نظام هو هكذا، تركيبته إرهاب وسلوكه تشبيح وأنصاره شبّيحة للأبد.