صرخةٌ عاجلةٌ انتصاراً لحلفايا الخبزِ والدمِ
الحمد لله رب العالمين القائل في وصف الطغاة المتجبرين:" وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ " [الفجر:10/14]
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:" إنَّ الله لَيُملي للظالم حتى إذا أخذَه لم يُفلِتْه " [متفق عليه] وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فإننا نحن الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا نتقدم بواجب العزاء لأهلنا في سورية خاصة وللأمة العربية والإسلامية عامة بالمُصاب الجلَل الذي حلَّ بهم بما اقترفته يد الإجرام والوحشية عصابات الأسد الإرهابية من قصفِ تجمعاتِ المدنيين الأبرياء العُزَّل من النساء والأطفال والشيوخ أمام المخابز والأفران الآلية في سورية عموماً وفي مدينة حلفايا خصوصاً مما نتج عنه سقوط المئات من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، وإننا إذ نتقدم بهذا الواجب نتوجه بصرخة عاجلة إلى أحرار العالم أجمع فنقول:
1- أيها الأحرارُ في كل مكان إذا لم تحركنا أشلاءُ أطفال ونساء وشيوخ مدنيين تبعثرت أمام المخابز واختلطت برغيف خبزهم فما الذي يحركنا؟! وإذا لم نتحرك الآن فمتى نتحرك؟!
2- أيها الأحرارُ في الدول العربية والإسلامية حكَّاماً ومحكومين إننا نحملكم المسؤولية أمام الله تعالى وأمام شعوبكم وندعوكم إلى العمل الجاد والسريع لمساندة ودعم الشعب السوري في اقتلاع طاغية العصر وأتباعه من أرض الشام المباركة.
3- أيها الأحرارُ في كل مكان إنَّ أهل سورية يُقتلون بالسلاح من الأرض والجو كما يُقتلون بالبرد والجوع وفَقد الدواء والغذاء فإلى متى سيبقى صمتُكم مطبقاً؟؟!!
4- أيها الأحرارُ في كل مكان أما كفانا كلاماً وتنديداً وشجباً وتباكياً فإن التنديدَ والشجبَ والاستنكارَ لم يمنع القتل عن الأبرياء ولم يمنحهم الطعام والدفء والأمان، بل إنه كلما زاد الشجبُ والتنديدُ ازدادت شهيةُ المجرمين للقتل وسفك الدماء وتعذيب الأبرياء، بل اجعلوا التنديدَ والشجبَ أعمالاً تدفعون بها الموت والتعذيب والتشريد عن إخوانكم.
5- أيها المجاهدون في أرجاء سورية كلِّها عليكم بتوحيد الصف وجمع الكلمة ولَمِّ الشمل والضربِ بيدٍ من حديد على كلِّ معقِلٍ من معاقل الإرهاب والإجرام الأسدي، قال الله تعالى:" قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"[التوبة:14]، فإنكم أيها المجاهدون معقدُ والأمل والرجاء بعد الله تعالى في تحقيق النصر واستعادة الحرية والكرامة.
6- أيها المعارضون الأحرار في الائتلاف الوطني وغيره ندعوكم إلى سرعة التحرك على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات لوقف حمام الدم النازف بسرعة التخلص من طاغية العصر وجنوده وأتباعه.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يعجِّل بالنصر والفَرَج إنه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم ارحم الشهداء واشف الجرحى وفك الأسارى ورُدَّ المهجرين إلى ديارهم غانمين سالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
ألا هل بلغنا اللهم فاشهد، ألا هل بلغنا اللهم فاشهد، ألا هل بلغنا اللهم فاشهد.
صدر عن الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
الاثنين 10 /صفر/ 1434هـ- 23/ديسمبر/ 2012م
الأمين العام: د.محمد مصطفى عبد الرزاق
رئيس الهيئة: الشيخ أحمد محمد نجيب