شتائم كويتية لا مبرر لها

كاظم فنجان الحمامي

شتائم كويتية لا مبرر لها

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

لا نريد الرد على الشتائم التي شنتها ضدنا مؤخراً جريدة الوطن الكويتية المعروفة بعدائها للشعب العراقي بعددها الصادر يوم الثلاثاء 11/12/2012, في مقالة كتبها (حسن علي كرم) كانت بعنوان: ((الكويت ومقولة ابن عباس في العراقيين)), ولا نريد التحاور معه بلغته التجريحية, فالرد عليه متروك للقارئ الكريم, الذي نضع أمامه النص الحرفي للمقالة من دون تحريف أو إضافة, مع الإشارة إلى الرابطة الالكترونية للموضوع, حتى يتبين للقارئ (الخيط الأبيض من الأسود) في ضوء ما ورد بالعبارة التي استهل بها الكاتب مقالته, ونترك للقراء حرية التعليق عليها, لكننا نوجه كلامنا إلى بعض أهل الحل والعقد من الساسة ورجال الأعمال, ومن الأكاديميين الموجودين الآن في العراق, وعلى وجه التحديد إلى أصحاب الشأن الذين انحازوا بمواقفهم السرية والعلنية لصالح دول الجوار, ووقفوا ضد المطالب والحقوق العراقية جملة وتفصيلا. .

فنقول لهم: هذا صوت آخر من الأصوات التي نشأت في حاضنات الحقد الموروث, وتربت على البغضاء, وحملت جينات الكراهية المتأصلة في خلاياها وأوردتها وتلافيف أدمغتها, صوت يغوص في أعماق التاريخ, ليسترجع مقولة ابن عباس, قبل أن تظهر الكويت إلى الوجود بأكثر من أربعة عشر قرناً, ويعود للزمن الذي كانت فيه حدود العراق غير حدوده الآن, والأقوام التي استوطنته غير الأقوام التي ترزح الآن تحت مقصلة البند السابع, يعود إلى الزمن الذي لم تكن فيه الكويت معروفة, لا بالاسم ولا بالرسم, إلى الزمن الذي كان فيه الخليج كله عراقي الملامح والهوية, تارة يسمونه (خليج الفرات), وتارة أخرى (خليج البصرة). .

إلى ذلك الزمن عادت جريدة الوطن الكويتية كعادتها إلى الماضي السحيق مثلما عادت عام 2010 بمقالة كتبها (مفرج الدوسري) يبيح فيها دماء العراقيين, مستنجداً فيها بالحجاج بن يوسف الثقفي ليخرج من قعر جهنم, حتى يلبي الرغبات المكبوتة في قلوب العاملين في جريدة الوطن, فيستل سيفه ويقطع رقاب العراقيين بالجملة, من دون تفريق بين أحد. .

نقول للمنحازين للكويت ضد العراق, ألم تسمعوا هذه النداءات الكويتية التي تتغنى بكراهيتنا ؟, أليس في هذا العراق من روابط تربطكم بتربته وتشدكم إليه, وتدعوكم لإخراس هذه الألسن الظالمة ؟, ألا تأخذكم الحمية في الدفاع عن أبناء الشعب العراقي, الذين مارست ضدهم بعض الصحف الكويتية أبشع أساليب التشويه والتلفيق والافتراء ؟. .

أنا لا أقرأ الصحف الكويتية, لأنها لا تصل إلينا, ولم أعلم بما كتبه (حسن علي كرم), لكنني علمت بمقالته من رجل خليجي شريف, شرب ذات يوم من ينابيع دجلة والفرات, وتغذى من رحيق نخيلها على ضفاف شط العرب, وتعلم ألف باء القراءة والكتابة في ضواحي البصرة الفيحاء, فلم يتحمل هذا التطاول السافر على الشعب العراقي الطيب الصبور, وأبت نفسه الكريمة الاستماع إلى هذا التجني. .

رجل غيور يفيض بالأحاسيس العربية الأصيلة, رفض بمروءته الاستماع للشتائم التي ليس لها ما يبررها. .

عاد هذا الرجل الشريف إلى وطنه الأم منذ نصف قرن, لكنه ظل يحمل حب العراق في فؤاده ووجدانه, فما الذي دهاكم أنتم حتى وصل بكم الأمر إلى التنكر للعراق, والتغاضي عن هذه التجاوزات المنكرة, فتتجاهلون هذه الحملات الموتورة ؟؟. .

الكويت لها من يدافع عنها في مجلس التعاون الخليجي, وفي الأمم المتحدة, وفي البنتاغون, وفي حلف الناتو, جيشت من أجلها أمريكا الجيوش لتسحق العراق وتقلب عاليه سافله, ووقف معها مجلس الأمن الدولي, والأمم المتحدة, فرسموا لها حدودها, واستقطعوا لها الموارد المالية المجزية من ثرواتنا النفطية, وصرنا ندفع لها ضرائب الحروب التي كنا نحن أول ضحاياها, فمتى تنحازون أنتم إلينا ؟, ومن ذا الذي سيدافع عنا ويسترد حقوقنا, ويقف إلى جانبنا في هذا الزمن الرديء ؟. .

ونتوجه أيضا إلى الشعب الكويتي الكريم, لنعاتبهم على تغاضيهم عن هذه الحملات الإعلامية الظالمة, فنقول لهم: ألستم أنتم ونحن من عرق واحد, ودين واحد, ودم واحد, وأسرة واحدة ؟؟, ألا ترون بأعينكم هذه الخناجر المسمومة, التي تغرزها الصحف الصفراء في خاصرة الشعب العراقي من دون أن يرتكب ذنبا أو يقترف إثماً ؟. .

لا حول ولا قوة إلا بالله. أي عالم هذا الذي صار فيه الكون كله ضد العراق, وأي عدالة هذه التي تقف فيها معظم دول الجوار الآن ضد الشعب العراقي ؟, قديما كانوا يقتلوننا بذريعة بغضهم للنظام السابق, ثم ظهر حقدهم على النظام اللاحق بكل تشكيلاته الدستورية المتعاقبة, وبكل تفاصيله النيابية المنتخبة, فصاروا يفجروننا وينسفوننا متذرعين بالأعذار القديمة نفسها, وأخيراً خرجت علينا غربان الشر من صفحات جريدة الوطن الكويتية, لتعلن عن كراهيتها وبغضها للشعب العراقي, وعلى وجه التحديد لعرب الجنوب والوسط, فاستنجدوا بالحجاج الثقفي كي يسفك دمائنا, وعادوا إلى استرجاع ما قاله ابن عباس قبل أربعة عشر قرناً, قبل ولادة الكويت, وقبل اكتشاف أمريكا التي استعانوا بها في سحق بنيتنا الفوقية والتحتية, وقبل تأسيس مجلس الأمن, وقبل ولادة كل الغزاة الذين اشتركوا بالعدوان علينا ابتداءً من نورمان شوارسكوف, وديك تشيني, ورامزفيلد, وانتهاءً بالعفريت الأسود كولن باول وتابعته كوندي ؟.

اللهم أنصر الشعب العراقي, وأدحر الذين يبغضونه, واخزي المتواطئين ضده من من كل الأجناس والطوائف والفرق, اللهم يا منزل الكتاب, ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, ويا هازم الأحزاب اهزم أعداء العراق في الداخل والخارج, وأقذف الرعب في قلوبهم, اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك, اللهم أن بالعراقيين من الحزن والضنك والضيق والألم ما لا نشكوه إلا إليك, يا رب العرش العظيم. . .

 

               

الكويت ومقولة ابن عباس في العراقيين..!!

حسن علي كرم

جريدة الوطن الكويتية بعددها الصادر في 11/12/2012

نحتاج آلاف السنين حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود في علاقتنا مع الجار العراقي إلى أن يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود في علاقتنا الملتبسة مع الجار العراق قد نحتاج إلى آلاف السنين وقد نحتاج إلى آلافأجيال عراقية قادمة..!!

الرئيس العراقي السيد جلال الطالباني في لقائه الأخير مع الوفد الصحافي الكويتي تحدث عن استعداد العراق تقديمتعهد خطي أو عملي لطمأنة الكويت، وأنا هنا أقول للسيد الرئيس وهو بالمناسبة صديق للكويت. لو كانت علاقة البلدين خالصة بيد سيادتكم لاطمأننا ولا احتجنا إلى تعهدات عملية أو كتابية، ولكن يا مولاي العراق بلد كل من «إيدو إلو»، هذا أولاً، وثانيا مشكلتنا مع العراق ليست مع الشمال وإنما مع وسط وجنوب العراق، وليت الأخوة الأكراد جار لنا بدلاً عن الأقوام الذين وصفهم عبد الله بن العباس ناصحاً ابن عمه الحسين بن علي عليهما السلام«قوم غُدر فلا تقربنهم».لسنا هنا في موضع فتح الجراح مجدداً ولكنني أزعم أن الجراح لا زالت مفتوحة. فنحن إلى هذه اللحظة نسمع من العراق ما لا يسر وما يجعل البلدين في حالة الانعزال والشك، فإن كان ذلك راجعاً لدوافع عراقية صرفة، أو بإيعازات خارجية، ففي كل الأحوال تبقى مزعجة ومؤلمة ليست لنا هنا في الكويت وأظن حتى للعراق، فعلاقات الدول لا تؤسس على حالة الالتباس والشك وإنما تؤسس على أساس المصالح المشتركة وقبلها الثقة، فهل توافرت الثقة حتى نشرع في المصالح المشتركة؟!!.

نسمع كثيرا من كبار المسؤولين العراقيين كلمات الإطراء والعلاقة الأخوية ونسيان الماضي، ولكن لا نلمس شيئاً حقيقياً على أرض الواقع، فالعراق الذي ما زال يرزح تحت طائلة عقوبات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ويسعى وزير خارجيتهم السيد هوشيار زيباري إخراجهم من طائلة العقوبة الدولية، إلا أنهم يماطلون في تلبية المطالب الدولية على الرغم من المناشدات المتكررة من الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وعلى الرغم من زيارته الأخيرة لكل من الكويت والعراق..!!. هادي العامري وزير النقل العراقي وقائد قوات بدر والتابع لمدرسة ولي الفقيه السيد خامنئي ما زال يكرر على الكويت تحريك ميناء مبارك الذي وصل العمل به نحو الـ%50 من موقعه لأن حضرته شايف أن مكان الميناء يزاحم موانئ عراقية (!!!) ومطالبة العامري تذكرنا بالمثل الشعبي القائل «البيت بيت أبونا والقوم زاحمونا»، فلعلم العامري أم قصر كانت كلها في يوم ما وتاريخيا تابعة للكويت، فارجع للتاريخ هذا إذا كنت تقرأ التاريخ حتى تعرف حقيقة ملكية أم قصر..؟!!

نحن لا نريد من العراق إلا الثقة حتى نؤسس علاقة تقوم على المصالح المشتركة وعلى الجوار التاريخي.. أنا شخصيا أشك، فلو كانوا صادقين لبناء علاقة متميزة لأنهوا كل أو أقلها غالبية المشاكل العالقة وعلى الأخص والأهم المشاكل الحدودية البرية والبحرية..!! ثمانون سنة من المطامع العراقية بالكويت وثمانون سنة من التزوير والتحريف للتاريخ وانتهت تلك الثمانين سنة بالعدوان الهمجي الغاشم، فكم نحتاج من سنين ومن أجيال حتى يصحح عراقيو الوسط والجنوب معلوماتهم عن الكويت..؟!!