طهران تتوسط لانتقال مقاتلي جماعة جبريل وعائلاتهم من سورية ولبنان إلى العراق
خشية عمليات انتقامية منهم بعد سقوط نظام الأسد
طهران تتوسط لانتقال مقاتلي جماعة جبريل وعائلاتهم
من سورية ولبنان إلى العراق
في مؤشر قوي على قرب نهاية نظام الأسد, كشفت مصادر في "التحالف الوطني" الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية ل¯"السياسة", أمس, ان طهران تتوسط لانتقال مئات المقاتلين من تنظيم "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل, مع اسرهم, من سورية إلى العراق.
وقالت المصادر ان القيادة الايرانية ترغب بدور عراقي في استقبال بعض كوادر "القيادة العامة" في بغداد على ان يذهب العدد الأكبر منهم للإقامة في ايران بينهم جبريل نفسه, مشيرة الى ان التوجه العام لدى حكومة نوري المالكي هو رفض استقبال هذا التنظيم خشية ان يؤدي ذلك الى اشكاليات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية.
وتحول مئات المقاتلين من جماعة جبريل داخل المخيمات الفلسطينية في سورية خاصة في مخيم اليرموك بدمشق الى قوات شبيحة لدعم نظام الاسد في مواجهة "الجيش السوري الحر", وسط معلومات عن أن مقاتلي جبريل هم من صفوا بعض قادة جيش التحرير الفلسطيني في مدينة حلب, كما أنهم متورطون في تسهيل اعتقال واغتيال مئات الفلسطينيين الذين اختاروا الوقوف الى جانب الثورة السورية.
وحسب المصادر الشيعية, فإن الدوائر الاستخباراتية الايرانية التي تأتمر بمرجعية قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني, المسؤول عن العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" الايراني, تخشى من وقوع جبريل في الأسر بيد قوات المعارضة السورية بعد انهيار نظام الأسد, الأمر الذي قد يؤدي لاحقاً إلى تسليمه لدوائر غربية ربما تنجح في الحصول منه على معلومات عن عمليات إرهابية في اوروبا بدعم إيراني.
وكشفت المصادر ان عملية نقل مقاتلي جبريل تشمل أيضاً الموجودين في منطقة البقاع اللبناني وليس فقط في سورية, بسبب المخاوف من الانتقام منهم بعد سقوط الأسد.
واشارت المصادر إلى ان قنوات عراقية كردية بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية في رام الله تعمل على بقاء الاسر الفلسطينية التابعة ل¯"القيادة العامة" داخل سورية بضمانات من التنظيمات الفلسطينية في مقدمها "حماس" و"فتح", وبضمانات من "الجيش السوري الحر" الذي يعتقد انه سيتولى الأمن على الارض في مرحلة ما بعد الاسد, غير ان القلق من ظهور حالات انتقام وتصفية قد تكون مطروحة ولا يمكن منعها بسبب تقارير مفادها ان مقاتلي جبريل تورطوا في شن الهجمات على احياء داخل دمشق وساهموا بتصفية ثوار ومدنيين سوريين في القابون والحجر الاسود وبرزة والميدان والمزة والعسالي والقدم.
وأفادت المصادر العراقية ان الاعتقاد السائد في بغداد كان أن تنظيم جبريل له همية للمخابرات السورية غير انه اتضح من الوساطة الايرانية أنه أكثر اهمية بالنسبة للدوائر الاستخباراتية في طهران, وان هناك حرصاً ايرانياً لافتاً لضمان حياة احمد جبريل.
ووفقاً للمصادر, يمكن لرجل الاستخبارات الايراني القوي قاسم سليماني ان يكون لديه خطط للاستفادة من مقاتلي جبريل في شن عمليات محددة في اوروبا وافريقيا وبعض المناطق منها دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية اخرى في الفترة المقبلة.
ورأت المصادر ان الحكومة العراقية ربما لا تمانع باستقبال عائلات فلسطينية من جماعة جبريل لأسباب انسانية, على ان لا يمارس احد من افرادها اي عمل سياسي وعسكري, غير ان هذا الامر يبدو غير مضمون لأن الدوائر الايرانية ستكون على صلات قوية مع من سيأتي من افراد تنظيم جبريل الى العراق, ولذلك ربما يكون السيناريو المطروح بقاء اسر المقاتلين على الساحة العراقية على ان يذهب المقاتلون الى إيران و يمكن بعدها ترتيب تواصل انساني بين المقاتلين في ايران وبين اسرهم في العراق, ما يعني ان اقامة الاسر ربما تقع في مناطق قريبة من الحدود العراقية الايرانية.
وتضاربت المعلومات عن عديد مقاتلي جبريل وأسرهم, ففي حين تؤكد بعض التقارير من داخل سورية ان عددهم يتجاوز ألفي شخص تتحدث القنوات الايرانية عن اعداد تتجاوز الخمسة آلاف عنصر بينهم عناصر من تنظيم الصاعقة الفلسطيني التابع للنظام السوري.