بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الموجه ضد المرأة

المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )

لكل فرد حق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه

( المادة /3/ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)

بيان

بمناسبة اليوم العالمي

للقضاء على العنف الموجه ضد المرأة

في أجواء محمومة بالوجوم و النأي و التجاهل العالمي من جهة .... و التواطئ السياسي من الدول التي سلبت القرار الدولي من جهة أخرى..... تطل علينا في سوريا ذكرى اليوم العالمي للقضاء على العنف الموجه ضد المرأة و الموافق 25 تشرين الثاني " نوفمبر "   و قد تجاوزت حصيلة النساء الذين صادرت القوات الحكومية حقهم في الحياة منذ بداية الثوة السورية في 15/3/2011  و حتى الآن    / 3537 / إمرأة في حين بلغ مجموع من سقط من الأطفال / 3532 / طفل.

منذ الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية و مع التصاعد التدريجي في حدة القمع الحكومي تفاقمت ظاهرة الإعتداء الجنسي كأداة للإستبداد و الاستعباد السياسي من قبل القوات الحكومية حتى تحولت لاستراتيجية حرب و تدمير ممنهجة تمارسها القوات الحكومية سواءاً في الأقبية و المعتقلات  أو أثناء عمليات الدهم و اقتحام البيوت و خرق الحرمات.

و لم يقتصر ضحايا الإعتداء الجنسي على النساء بل تجاوزتها للذكور لاسيما الأطفال و بصورة خاصة في الأقبية و المعتقلات سواءاً من قبل القوات النظامية أو المليشيات شبه النظامية  التابعة لها " الشبيحة " .

و مع الأسف فإن كثيراً من حالات الإعتداء الجنسي لا تصل لعلم المنظمات الحقوقية بسبب تكتم الضحية على الجرح تحاشياً للخزي و العار و التي تتمحض القوات الحكومية قصد  وصمها به.

و قد وثقت المنظمة السورية لحقوق الإنسان و استمعت لشهادات الكثير من الضحايا عن  حالات الإغتصاب منها ما هو جماعي و منها ما يتم بحضور جميع أفراد العائلة أثناء حملات الدهم لا سيما في حمص و الريف الدمشقي و قد وثقت المنظمة السورية في " عربين " إغتصاب ربة أسرة  بحضور زوجها و أولادها و منهن الطالبات الجامعيات من قبل أحد العساكر بأوامر مباشرة من الضابط المشرف على عملية الدهم،  كما وثقت المنظمة السورية إستخدام الإعتداء الجنسي كوسيلة تعذيب و ذلك بإيلاج أشياء مختلفة في أدبار الضحايا بما في ذلك فأر تمّ إدخاله لرحم إحدى السيدات في فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية " بحسب إحدى شهود العيان " و صولاً لتعريض الأعضاء التناسلية للضحايا للصدمات الكهربائية و غيرها الكثير من الأساليب الشائنة و الخسيسة في أجواء من الحرمان من الحد الأدنى اللازم و الضروري من الخدمات الطبية أو الدعم النفسي أو الاجتماعي أو المساعدة القانونية أو إمكانية علاج الإصابات التي تخلفها حالات الإعتداء الجنسي.

بمقدار ما تتمسك المنظمة السورية لحقوق الإنسان بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان بمقدار ما تؤكد أن التواطئ الدولي من الدول الخمسة الدائمة العضوية كان قد حول سوريا إلى واحة للإفلات من العقاب و حول النصوص الضامنة لحق المرأة في التمتع بحقوقها الأساسية على قدم المساواة مع الرجل سواءاً منها الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو العهدين الدوليين أو اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة أو مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية و اللانسانية إلى حبر على ورق بالنسبة لشعوب الجنوب المستضعفة في مواجهة دول خمسة تتحكم بمصير العالم و تتواطئ مع أنظمة أقل ما يقال فيها أنها قاتلة و تفتقر للحد الأدنى من القيم الأخلاقية و الإنسانية سبق لها و أن نجحت فعلاً في تحقيق معادلة القضاء على جميع ضروب التمييز ضد المرأة في سوريا ولكن فيما يتعلق بالقمع و التنكيل و الإرهاب.

دمشق 25/11/2012                   مجلس الإدارة