رسالة لأحمد معاذ الخطيب بخصوص سياسة الائتلاف
رسالة لأحمد معاذ الخطيب
بخصوص سياسة الائتلاف
عبد الله المنصور الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عبد الله المنصور الشافعي إلى رئيس الائتلاف الأخ أحمد معاذ الخطيب
كتبت من قبل مقالتين أنصح فيهما وأقدم وجهة نظري ولعل الناظر لمس صحة ما في دعوتي واستشعر بعضه .وإني بحول الله تعالىمختصر الكلم وصلى الله تعالى وسلم على من أوتي جوامع الكلم
أخ أحمد معاذ إن الثائر أشبه ما يكون اليوم في خُلُقِه بفرس وحش. فبعد تجربة المجلس والتي أورثت في الثائر علتين الأولى عدم الثقة بمعارضة الخارج وبالغرب عموما والثانية شعور الثائرأنه "سوبرمان" ولست أقصد بهذا الوصف القدح .مع ما يغذي هذا الشعور من روافد ايمان غض لمّا يضرب بجرانه في الصدور واعتياد تمرد على كل توجيه لفقد القيادة الحازمة وكثرة الأخطاء السابقة تولى كل ثائر إمرة نفسه وخاصته .وهذه نتيجة طبيعية لما أسلفت ... فأنت يا أخي إن خاطبت الثائر بخطاب العقل والسياسة خسرته وتمرد عليك .فلا بد أن تخاطبه بخطاب لا أقول مواز لخطابه بل على الأقل أن لا يكون على عكس قناعاته ونظراته وتضحياته الهائلة والعادلة .هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الغرب الذي عشت فيه نحوا من 25 سنة كاملة وأعرف الغربي والسياسي الغربي وأقول بناء عليه إنك إن قنعت أن تعطي رجل السياسة الغربي نقدا على أن يوفيك نسيئة خسرت صفقتك لأنهم قوم مطل ووعدهم كوعد الشيطان غرور . ولأن من تعول من الثوار قد عيل صبرهم وبتر صنبورهم .والسياسة الحكيمة تبنى على قاعدة يدا بيد والنساء فيها عليك وليس لك ... فبناء على هذا التأسيس أقول ... إنك مثلا حين زرت الرئيس الفرنسي هولاند وطلب منك اعتماد المحاصّة في تقاسم السلطة ثم اقترح تعيين ماخوس كان أمامك خياران الأول أن ترفض تعيين ماخوس بحجة سياسية وحكمة تكتيكية هي . أن الغرب يطلبون منك تأليف الداخل معك وتحليقهم حولك وأنك مع عدم ممانعتك من حيث المبدأ للفكرة بل حظ الطائفة أكثر من سفير لا يمكنك قبول ذلك حفاظا على طلبكم منا بتأليف الناس حولنا وأن عليكم مساعدتنا في تحقيق هذا وليس العكس مما قد يتسبب بتنفير الثوار من حولك ... أما إن أصر الجانب الفرنسي مثلا على طلبه فههنا لا بد من منيحة نقدا تجعل ازدراد هذا على الثوار سائغا مريئا ألا وهو . الإعلان مقرونا بتعيين ماخوس عن تقديم دفعة من السلاح كعربون بدء المساعدات العسكرية .إن تقديم التنازلات المجردة والغير مقترنة بذكر المكاسب سيطيح بالائتلاف قريبا والعياذ بالله .ويؤكد الفكرة التي أطلقها المرجفون أنه صنيعة الغرب
إن رفض الغرب للتعاون وفق هذا المبدأ يعني شيئا واحدا أنه يكسب بكم الوقت وأنه يخادعكم ولا سبيل لكم قِبَل هذا إلا أن تبتدروا الأبواب وتنسحبوا علنا من جلساتكم مع الغرب وتعلنوا بالتوبيخ ... وتلقوا بالآئمة على الغرب وأن قادته يراؤون في شعاراتهم ويكذبون في دعواهم للصداقة مع الشعب السوري لأنهم شركاء أوحش نظام عرفه العصر الحديث وأن سياستهم هي مولدة التطرف بسبب تأخر الحسم
كما يتم التأكيد على أن سوريا لا تختلف عن ليبيا .بل هي أحوج اليوم إلى السلاح والحظر الجوي منها مما كانت عليه ليبيا بالأمس ويتم التنويه بما يتعرض له الأطفال خاصة والنساء إنهم يتناوبون الأدوار لتمام الابتزاز ففرنسا توافق على التسليح والاتحاد يرفض ثم يتفقون بعدلأْي وشروط جديدة ثم يظهرون العمل أحدهم على التقريب والآخر عكسه
وأمرهما واحد ثم سيختلفون أخرى في الظاهر ويتدخلون في الحكومة ثم يشترطون للتسليح الشروط من ضبط المتطرفين والضمان ...الخ كل هذا لكسب مقصدهم وهو كسب الوقت
وطبعا مثل هذه الإعلانات ينبغي أن تكون في عقر دار الغرب وأمام جمع من الصحفيين وإلا فإن الإعلان لا يؤتي ثمرته بل على العكس يفسد ولا يكسب شيئا
فإن لم تكن بأيدينا على ضعفنا ورقة نلوح بها ونستخدمها فإنهم سيتحكمون بنا في كل شيء ولن يسلحوا ولن يتدخلوا لمصلحتنا إلا حين يرون مصلحتهم .فلا بد من عكس السياسة التي كانت متبعة من المجلس .إنه لمن أعجب العجب أن يلوح الرئيس مرسي بالتهديد لاسرائيل مع أنها دولة معترف بها عالميا ويترك هذا مع نظام الأسد الفاقد للشرعية عالميا .فما هو السر ؟ وأيضا فإن اجتماع المغرب وتونس ومصر وغيرهم على الدعوة لحل يكون انتقال السلطة في سوريا انتقالا سلميا يبدو مريبا وكأنهن جميعا تحت إمرة أمريكا أو أن المجلس كان الوسيلة لهذا !؟
لقد شرحت في الماضي أن غليون مثلا سافر إلى المغرب وبعد يومين فقط من سفره سافر العثماني إلى فرنسا ليعلن من باريس أن المغرب تدعم انتقالا سلميا ...الخ
فلا بد من وضع حد لهذا وخاصة أن مؤتمر أصدقاء سوريا سيكون في مراكش وتحت عنوان وسائل تأمين الانتقال السياسي !أي وبعد مئة ألف شهيد مازلنا ندعو إلى الحل السياسي
وفي رسالتي السابقة وغيرها فصلت ما بأيدينا من سلاح فأشرت مرارا إلى أهمية الاستفادة من المؤتمرات الصحفية والتي تتجه لمخاطبة الشعوب الغربية مباشرة
كما دعوت مرارا لتأليف خلايا إعلامية متنقلة وأخرى إلكترونية على النت لبث الفيديوهات المختارة
كما أشرت إلى أهمية تأجيج الشارع العربي وتفعيل دور الشيوخ والعلماء والدعاة وأن إثارة الشارع العربي لنصرة الثورة من أثقل الضواغط على قادة الغرب
وفقك الله لما فيه خير الشام والأمة والإسلام وسدد خطاك.