الرحلة رقم 990

حتى لا ننسى

 الرحلة رقم ٩٩٠

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

منذ  ثلاث عشر عاماً وفي مثل هذا الشهر حصلت كارثه مؤلمه لسقوط طائره مدنيه مصريه وبظروف غامضه في بحر نيويورك وعلى بعد عدة كيلو مترات من بيتنا, وقد آليت على نفسي ان اعيد كتابة قصتها في كل عام وفي نفس شهر وقوعها وهذه هي السنه السادسه والتي أعيد طرحها على القراء الكرام تحت عنوان "حتى لا ننسى ", وكذلك إعادة كتابة أية مأساة اخرى التحقيق الغربي فيها لم يحسم اسبابها مما يجعل الشعوب تتساءل وتطلب بالحقائق بينما حكامنا لم يعد يذكرون شيئآ عنها مع الأسف كونهم مشغولون في ترميم كراسي حكمهم المهترئه

اعزائي القراء

مضى على كارثة الطائره المصريه المنكوبه  ثلاث عشر عاماً بالتمام والكمال, التقارير النهائيه اعلنت من قبل المحققين الأمريكين ولكن هذا التحقيق لم يضع نهاية للقناعات

أعيد عليكم ايها الإخوه والأخوات قصة هذه الطائره المنكوبه بإيجاز مع أسئله مشروعه دون إتهام لأحد, وليس القصد من ذلك هو قصة هذه الطائره فحسب بل مدى وثوق الأمه العربيه بمصداقية التقارير التي تخصنا ونترك للأخرين فرضها علينا .

"تعلن مصر للطيران عن موعد اقلاع رحلتها رقم 990 والمتوجهة بمشيئة الله الى القاهره, على الساده الركاب التأكد من ربط الأحزمه واتباع ارشادات السلامه

الإخوه والأخوات… كان هذا هو النداء الروتيني للإستعداد للطيران. حاله الطقس جيده مع لسعات خريفية بارده .كل شيئ يوحي بالهدوء بمطار جون كنيدي في نيويورك ليلة الواحد والثلاثين من أوكتوبر عام 1999 الطائره المصريه المتوجه الى القاهره في تلك الليله والقادمه من لوس انجلوس كانت في حاله جاهزيه تامه وعلى وشك الإقلاع. في الساعه 1:17 صباحآ طلب برج المراقبه من كابتن الطائره محمد الحبشي اخذ موقعه على المدرج رقم

R22

ليكون على اهبة الإستعداد للإقلاع. في الساعه: 1.19 صباحآ دارت عجلات الطائره وبعد حوالي الدقيقه فارقت عجلاتها سطح المدرج مغادرة نيويورك فوق المحيط الأطلسي متوجه الى القاهره .كان على متن الطائره والتي كانت من طراز بوينغ767 مئتان وثلاث ركاب إضافة إلى اربعة عشر فرداً يشكلون الطاقم. هذه الطائره لم تكن من الجيل القديم فعمرها لا يتعدى العشر سنوات كما ان سجل صيانتها كان ممتازاً , قاد هذه الرحله الكابتن محمد الحبشي وساعده كل من الطيارعادل انور والطيار جمال البطوطي والمسؤوله عن الطاقم الكابتن آمال السيد.

من سجل طيران الرحله تبين مايلي: زود برج المراقبه الكابتن بسلوك الممر الجوي زولو اتلانتيك بدلآ من نورث اتلانتيك وهو الممر الجوي الطبيعي للطيران التجاري فوق الأطلسي… في الساعه 1:35 اي بعد خمسة عشره دقيقه من   الإقلاع وصلت الطائره الى إرتفاع

FL330

.في الساعه 1:40 اي بعد عشرين دقيقه طيران ما زالت الطائره تواصل الصعود الى الإرتفاع المطلوب في الساعه 1:47 طلب برج المراقبه تغيير تردد الإتصال الى تردد آخر قصد منه تحسين الإتصال… في الساعه 1:49 تقريبآ إستلم مساعد الطيار جمال البطوطي القياده بعد ان غادر الكابتن مقصورة القياده إلى دورة المياه استهل مساعد الطيار عمله بالإعتماد على الله قائلآ توكلت على الله… في حوالي الساعه 1:50 تم فصل الطيار الآلي وتغيرت زاوية المصعدين المتحكمتين بالأجنحه بشكل طفيف قادت الطائره باتجاه الهبوط ثم كرر مساعد الطيار مقولته توكلت على الله وبعد ذلك بدأت الطائره بالإنحدار في الساعه  1:50 وثمان ثواني وصلت سرعة الطائره إنحداراً إلى %86 من سرعة الصوت… في الساعه 1:50 وسته وثلاثون ثانيه إنقطع الإتصال مع برج المراقبه ثم انحدرت الطائره الى الإرتفاع 16000 قدم قاطعة مسافة عموديه قدرها 17000 قدم في 44 ثانيه فقط ثم عادت صعوداً الى ارتفاع 24000 قدم قبل ان تهبط ثانية لتستقر في المحيط الأطلسى ويتناثر حطامها على دائره قطرها اكثر من 500 مترآ

نتائج التحقيق:هذا المعلومات من جهتين قامتا بالتحقيق الأولى تعرف بـ

 NTSB

الخاصه بالسلامه والتي اصدرت تقريرها بعد عامين من الحادث والثانيه تعرف بـ ECAA

والتابعه لهيئة الطيران الأوربي. اصدرت الجهة الأولى تقريرها بتاريخ21 مارس/ آذار 2002 ذكرت فيه ان إحتمال سبب الكارثه يعود إلى خطأ فني تسبب فيه مساعد الطيار وذلك بتزويد جهاز التحكم معطيات خاطئه

الجهة الثانيه ذكرت في تقريرها انها تستبعد نظريه المؤامره وان الكارثه سببها خلل ميكانيكي واستشهدت على ذلك بحوادث مشابهة لطائره مكسيكيه عام 2000

واخرى امريكيه عام 2001، كما ان المحققين لا يمكنهم الجزم بان مساعد الطيار حاول تلافي الإصطدام بجسم غير معروف مر قرب الطائره ولايمكن التآكد من ذلك حيث ان الجهات الرسميه الأمريكيه رفضت الكشف عن ترددات راداراتها كما رفضت الكشف عن اي معطيات أخرى

نظريات أخرى

نظريه تقول ان الطائره مرت فوق منطقه عسكريه دون ترتيبات اوليه وتنسيق مسبق مما احدث تداخلاً في إشارات البث. نظريه أخرى وهي التي لقيت رواجآ ومتعة لدى المطلع الغربي ركزت على نظريه الإنتحار والإرهاب معتمدين على ناطق فدرالي لم يكشف عن إسمه ركز على ان مساعد الطيار نطق قبل إنحدار الطائره بعبارة: (لقد إتخذت قراري واضع مصيري بيد الله) ولكن في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1999 اشارت وكالة الأسوشيتد برس إلى ان العباره التي نطق بها مساعد الطيار لم تكن في حقيقة الأمر مسجله وإنما هي ترجمه خاطئه لعبارة: توكلت على الله روج الإعلام الغربي نقلا عن ناطق لم يكشف عن أسمه كالعاده ان مساعد الطيار نطق بعبارة توكلت على الله اكثر من عشر مرات لإعطاء نظرية الإنتحار برأيهم قوه دفع كبيره لدى جمهور غربي لايفقه معناها,

روجت جريدة اللندنيه

SUNDAY TIMES 

  الى ان مساعد الطيار جمال البطوطي كان طياراً حربياً في حرب عام 1973 مع إسرائيل وانه كان محبطاً من خلال ماشاهده في هذه الحرب

إنتقادات لنتائج التحقيق

جاءت اول الإنتقادات من الهيئه المصريه للطيران ودافعت عن سلوك وخبرة طياريها رافضة بشكل قاطع نظرية الإنتحار والتي روج لها التقرير النهائي وتلقفها الإعلام الغربي ضارباً عرض الحائط بكل الإحتمالات الجديه الأخرى وذكرت في معرض ردها ان العقيده والسلوك القويم لمساعد الطيارجمال البطوطي يمثلان رادعآ لمثل هذا الفعل، خاصة وانه قد قاد معه الى هذا المصير216

بريئآ فهل هناك مجنون بإمكانه تصديق ذلك ؟اما الخبراء المصريون فقد شككوا بنظرية الروافع والتي تتحكم باتجاهات الطائره، واثبتوا ان هذه الروافع كانت في حالة إنفصال وليست في حالة ترابط مع آلية الحركه. نظرية المؤامره كانت سائده في الإعلام المصري وخاصة ان ثلاث وثلاثون خبيرآ عسكريآ مصريآ بتقنيات عاليه كانوا من ضمن ركاب الطائره

الإعلام المصري:صحيفة الأهرام المصريه اشارت الى مساعد الطيار برمز شهيد قبل إسمه.. صحيفة الشعب عنونت صفحتها الأولى بعبارة: الهدف الأمريكي هو إخفاء الحقيقه وراء تسترها بتوجيه اللوم للطيار المصري، واتهمت الموساد ووكالة المخابرات المركزيه الأمريكيه بتدبير الحادث.. صحيفة الجمهوريه والمصور ركزت على ان سبب سقوط الطائره قذيفه موجهة من المنطقه العسكريه والتي مرت فوقها الطائره اما عائلة المرحوم البطوطي فقد اشادت بسمو اخلاقه الإسلاميه وعلاقاته المتميزه مع اهله ومعارفه وخبرته الواسعه في الطيران

اسئله مشروعه:الإخوه والأخوات، انا لست طياراً ولست مهندس طيران لكي اضع اجوبه دقيقه لقصة هذه الطائره المنكوبه، ولكن كوني مهندسآ ميكانيكياً مع خبرة معقوله فان ذلك يشجعني على وضع اسئله فنيه وسلوكيه مشروعه اود ويود القارئ سماع اجوبتها من اهل الإختصاص

لماذا اعطي الطيار تعليمات بسلوك الممر الجوي زولو اتلانتيك بدلآ من نورث اتلانتيك وهل هذا الأمر مألوف ؟

لماذا بدل تردد الإرسال الى تردد آخر ؟ علمآ بانه لايوجد ظروف إستثنائيه يتطلب ذلك.

كيف يغادر الطيار كابينة القياده الى دورة المياه ولم يمض على الطيران دقائق معدوده ؟ وهل لا يستطيع طائر مخضرم ان يصبر دقيقتين حتى يعتدل مسار الطائره ؟

إذا كان مساعد الطيار المرحوم جمال البطوطي قد قرر الإنتحار فماذا سيحصل لقراره اذا بقي الطيار على مقعده ولم يذهب الى دورة المياه, هل يعدل عن قرار الإنتحار وهل القرار الخطير بالإنتحار يعتمد على الحظ فقط ؟

ثقافة المرحوم جمال البطوطي عربيه اسلاميه ترفض الإنتحار وهذا الأمر يجهله المحققون، كما انه لا توجد ثقافه امميه اخرى تحض على الإنتحار واخذ مئات ابرياء الى نفس الطريق ؟

لا يوجد منتحر مسلم يعتمد على الله في انتحاره لأن اصل الفعل غير شرعي كيف يترجم امريكي لم يكشف عن اسمه كلمتين عربيتين فقط هما توكلت على الله لهما ترجمه سهله وموافقه بالإنجليزيه هي

RELY ON GOD

مستعملآ جمله طويله ومعقده لاتفي بالغرض إطلاقاً وهل إستعان سيادته بمترجم عربي معتمد؟ ما اسم هذا المترجم ؟

لماذا سحب التعبير الإنجليزي المعقد والموحي بالإنتحار بعد ان إنتشر إعلامياً ؟

المسلم يقول عبارة توكلت على الله في مناسبات لاتقل عن خمس مرات يوميآ ولم ينتحر واحد منهم ؟

الأمن القومي يقتضي عدم حشر ثلاث وثلاثين خبيراً  متميزاً في رحله جويه واحده فمن خطط لذلك ؟

التقارير الرسميه الصادره عن المأساة فيها تناقض واضح، فكيف يعقل بعد عامين من التحقيق لا يتم الإتفاق على اسس واضحه؟.

لماذا تستخف جريدة

SUNDAY TIMES

بقرائها لتخبرهم بان مساعد الطيار جمال البطوطي كان محبطاً من مشاركته في حرب1973 وهي قصه مفبركه حيث لم تلتق هذه الجريده بأي شخص ذو علم

لا بعائلة البطوطي ولا بمسؤول عسكري أو مدني مصري ليحدث الجريده بهذه الأخبار السوقيه اي بعد مضي  سبع وعشرون عاماً على انقضاء هذه الحرب ؟ علماً بانه خاض اقسى التجارب النفسيه قبل ان يتحول الى الطيران المدني

علماء في الطيران يقولون انه اصبح بالإمكان شل كومبيوتر الطائره من الأرض وقطع الإتصال معها وتوجيهها بالطريقه التي يريدونها فهل يمكن ان تكون الطائره خضعت لمثل هذه التقنيه ؟

ما سر ارتفاع الطائره الى منسوب 25000 قدم بعد ان هوت الى ارتفاع 14000 قدم ؟ هل قام الطيار ومساعده بتصحيح الوضع الخارج عن سيطرتهما يدوياً  ونجحوا الى حد ما ولكن خرجت السيطره من يدهما  مرة ثانيه لعوامل مجهوله ؟

اخوتي وأخواتي هذه هي اسئلتي المشروعه آملاً  ان يجيبنا عليها خبير عربي مع دعواتي بالرحمه للضحايا الأبرياء

مع تحياتي