جرائم الايرانيين ضد الفلسطنيين تكذب مزاعم يوم القدس الايراني
جرائم الايرانيين ضد الفلسطنيين
تكذب مزاعم يوم القدس الإيراني
احمد حسين البغدادي
بكل أسف وأسى ومرارة لا زال الايرانيون يتاجرون بنا وبقضيتنا المصيرية، من خلال دغدغة العواطف واستغفال الجماهير والضحك على الذقون وذر الرماد بالعيون، وتمرير مشاريعهم ومصالحهم وتحقيق استراتيجياتهم، على حساب عقيدتنا وديننا وجراحاتنا.
هذا اليوم تحول العراق وبحسب ما خُطِط له، لنصرة المخطط الايراني بتحويل كل شوارعه الى شماعات لتعليق صور الخامنئي وهو يدعو الى تحرير القدس ، وتقمص قميص المقاومة والتسربل بسربال الحريص على الأمة الإسلامية!!
وحتى نضع النقاط على الحروف والأمور بنصابها، لابد من وقفات هادفة لمعرفة الحقيقة، وإظهار الخفايا الغائبة، التي يصر البعض على إغفالها وآخرين عن التبرير لها بشتى المبررات الواهية الواهنة، التي تزيد القضية وهنا وضعفا، وتصرف الأجيال الواعية عن دينها ومبادئها وعزتها.
فعن أي قدس يتحدث الخامنئي ولا تزال جرائم العصابات الصفوية للاجئين الفلسطينيين في العراق بعد عام 2003 المتمثلة بميليشيا جيش المهدي وقوات بدر، شاخصة حيث ارتكبت أبشع المجازر وتم تهجير أكثر من ثلثي الفلسطينيين لدول أجنبية، وهنا يظهر جليا حقيقة يوم القدس من خلال إبعاد الفلسطينيين عن القدس لتلك الممارسات في العراق!!
وأخيرا كلنا شاهد ورأى مجازر الجيش النصيري السوري حليف إيران ماذا فعل في مخيمات الرمل الجنوبي في اللاذقية، وبوقوف منقطع النظير من قبل إيران وحزب اللات مع تبجح أمينه العام حسن نصر بالخطب الرنانة وتضامنه الكامل مع النظام السوري!! فأين نصرة المظلومين إذا وقد ذهب أكثر من 2200 سوري جراء هذه الانتهاكات!! فعن أي قدس يتكلم القوم ويتظاهرون؟!!
كان الأجدر بمن ينادي بالقدس لو كان صادقا – وهم خلاف ذلك – حماية الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق، وعدم اضطهادهم، ولا زلنا نسمع هذه الأيام عن اعتقالات تعسفية لفلسطينيين وأخذ اعترافات تحت التعذيب والإكراه من قبل الجهات الأمنية العراقية ، فأين خامنئي من نصرة هؤلاء المظلومين؟!! أم أنها شعارات لاستدراج المغفلين !!
بعد هذه العينة من الحقائق والحجج الدامغة، هنا سؤال يطرح نفسه: متى يستوعب إخواننا في فصائل المقاومة هذا الدرس؟!! ومتى يتوقفون عن كيل المديح والثناء لايران ، والتغرير بالبسطاء وتضليلهم من خلال الجري خلف شعارات عفا عنها الزمن، وادعاءات خاوية؟!! فالدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء.
والعجيب أن هذا اليوم أصبح نصرة للفرس بدل القدس!!!! وتلميع رموزهم وزنادقتهم بدلا من كشفهم وإظهارهم على حقيقتهم!! والأخطر من ذلك كله إظهارهم بمظهر المتبني لخيار المقاومة الداعم لها المتصدي للعدو اليهودي والمتغطرس الأمريكي الذي يصفونه بالشيطان الأكبر!! وهنا ينطبق عليهم المثل الشعبي المصري ( أشوف كلامك أصدقك أشوفك أمورك أستغرب ) وإلا فدولة تمتلك سلاحا نوويا وتتبجح بكل هذه الفقاعات الهوائية وقد خذلت أهلنا في غزة عندمت احترقت !! فأين صواريخ عابرة القارات والقدس جغرافيا بنفس القارة!! أم أن الأمر لا يعدو مجرد جعجعات بلا طحن!!
إن إيران تحصد مكاسب سياسية وإعلامية جراء هذا اليوم المزعوم، وليست حريصة على القدس ولا على الفلسطينيين، والشواهد والوقائع والأحداث لأكبر برهان فكفاكي يايران تكذبين وتلعبين بمشاعر أهلنا في فلسطين.
إن القدس لن تحرر إلا بعقيدة صافية وتوحيد حقيقي، ومنهج قويم وسلوك صحيح، وبقلوب خاشعة صادقة مع الله مخلصة في أعمالها، وأيادي بيضاء متوضئة وجباه ساجدة لله لا لغيره، أما ان توسس المليشيات في العراق وتقبض الدولارات من ايران وتوسس لها القنوات وتعلق لخامنئي الصور في الطرقات بانه محرر للقدس ماهو الا نفاق وداية لتمرير المخطط الايراني لتنفيذ مصالحا في المنطقة ؛ فلا ننتظر منهم نصرا ولا موقفا مشرفا مهما صرخوا ونعقوا وجعجعوا ورفعوا شعارات، فالدعاوى والشعارات والتسميات لا تغير من الحقائق شيئا إطلاقا.
نقلا عن دنيا الرأي