تصريح حول العدوان الصهيوني على غزة

تصريح

حول العدوان الصهيوني على غزة

قصف المدن بالقاذفات..

جريمة واحدة ومجرم واحد وعالم متواطئ

  بطريقة مفاجئة ومريبة يمتد مشهد الجريمة التي تنفذها عصابات الأسد منذ عشرين شهرا على المدن والبلدات والأحياء السورية إلى قطاع غزة لتتبادل الدور هناك مع عصابات نتنياهو الصهيونية ..

الجريمة واحدة ليس فقط في أسلوبها وأدواتها وعنفها وإرهابها فقط ؛ وإنما أيضا في استهدافها للمدنيين العزل الأبرياء من أبناء الشرق العربي في سورية وفي فلسطين .

وسر الجريمة وتفسيرها أن هناك من يريد لهذا الإنسان أن يخضع ويذل أو ان يتلاشى ويذوب ولا أحد يريد أن يترك له دون هذا أثارة من خيار .

المجتمع الدولي بكل ثرثرته وادعاءاته كما اختار من قبل على مدى ستين سنة ان يظل متفرجا على الذبح بكل أشكاله تمارسه عصابات الهاغاناة الصهيونية ومشتقاتها على الأرض الفلسطينية ( الشريط الجنوبي من شاطئ الشرق العربي ) فإنه قد اختار أن يأخذ موقف المتفرج نفسه من عمليات الذبح الأكثر بدائية التي تجري على الأرض السورية ( الشريط الشمالي من شاطئ الشرق العربي )

الجديد في العدوان الإسرائيلي اليوم أن غزة تقصف وأبناءها يذبحون على مسرح دعاية انتخابية رخيصة لنتنياهو وفيما يلي غزة جنوبا تتفتح أزاهير الربيع العربي . الربيع الذي يقول السطر الأول في سفر عزته ( فعلى من يليهم ...) . فهل سيحس زعماء العصابة الصهيونية أن زمن حسني مبارك قد تصرم ، وأن عليهم ان يقرؤوا مخططاتهم بأبجدية الزمن الجديد ..

الطفلة الفلسطينية الغزاوية ذات الأربع السنوات التي قتلتها قذائف نتنياهو في عدوان اليوم تحلق اليوم في سرب إخوانها وأخواتها من أطفال الشام الأعلى الذين قتلتهم قذائف بشار الأسد  

العدوان للدعاية الانتخابية الرخيصة على الأرض الفلسطينية . والعدوان في سياق آخر هو محاولة للتنفيس عن الشريك الذي يكاد يختنق في الشام الأعلى .

لن ينفعنا في شيء في تحديد موقفنا من هذا العدوان أن ننضم إلى ركب الذين يقولون نشجب و  نستنكر وندين . لقد مل شعبنا هذا الكلام المثقوب .. ومل شعبنا سياسات التربص والترقب والمتابعة والاحتفاظ بحق الرد . ولماذا يتجرأ بشار الأسد ونتنياهو على ذبح أبناء الشام المبارك في الشمال والجنوب ولا يجرؤ أحد ممن يليهم من عرب ومسلمين على الرد على القتلة والمجرمين ؟!

شعبنا لا ينهزم ولن يذل ولن يهون ولن يموت أيضا نحن نحيا أو ننتصر وهذا الذي سيسقط كل الطغاة والقتلة والمجرمين ..

ندعو أبناء شعبنا في أعلى الشام في البوكمال ودير الزور ورأس العين وفي حلب وحمص ودمشق ودرعا وفي أدنى الشام في غزة وفلسطين وما حول غزة إلى المزيد من الإباء والصبر والثبات ..

والرحمة لأرواح الشهداء وأحر مشاعر العزاء لأسرهم ، للأيتام والثكالى والأيامى ..

جريمتهم واحدة ومجرمهم واحد وإثمهم واحد وجرحنا واحد ومستقبلنا واحد . ووعدنا ( نصر من الله وفتح قريب ) .

لندن :29 / ذو الحجة 1433 – 14 / 11 / 2012

زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي 

               

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية