حزب الله يعبر الحدود السورية و يشن هجمات دموية على أعداء الأسد
حزب الله يعبر الحدود السورية
و يشن هجمات دموية على أعداء الأسد
لوفداي موريس
الإنديبندنت
لقد مضى أسبوعان منذ أن تم تهريب عمرو العلي وهو بحالة لا وعي خلال الحدود اللبنانية, وذلك بسبب إصابته بجراح في شفته نتيجة تعرضه لطلقة إضافة إلى إصابات عميقة في قدميه و يديه بعد أن انفجر صاروخ في حائط من الاسمنت كان يقف أمامه وتحول إلى شظايا.
مقاتلو الجيش السوري الحر يقولون بأن العدو لم يكن من جنود الرئيس بشار الأسد, و لكنهم مسلحون من الجناح العسكري لحزب الله الشيعي, و هو الحليف الذي وقف طويلا إلى جانب إيران و النظام السوري.
المتمردون و السكان الهاربون أخبروا الإنديبندنت أن حزب الله قد بدأ هجوما واسعا على الجانب السوري من الحدود في منتصف أكتوبر, و ذلك بعد أن حاول الجيش السوري الحر و فشل في السيطرة على قرى حدودية و نقاط عبور. في الليل تطلق صواريخ كاتيوشا من مواقع لحزب الله من منطقة الهرمل لتمطر مواقع المتمردين على امتداد الحدود, كما يدعون.
يقول شاب سوري ملتح يبلغ ال 23 من العمر وهو يقف في مخبئ مؤقت في مبنى زراعي قديم يطل على قرية عرسال اللبنانية على بعد القليل من الكيلومترات عن الحدود "الجميع يعلم أن لديهم مقاتلين هنا". و يقول بأن الموقف قد تغير في الأسابيع القليلة الماضية حتى مع تدفق المزيد من المقاتلين.
تبين الأدلة أن حزب الله يرسل المزيد من المقاتلين عبر الحدود لدعم النظام السوري. وقد احتشد أنصاره في سهل البقاع من أجل تشييع مجموعة من المقاتلين من بينهم قائد ميداني بارز قال حزب الله أنه قتل أثناء أدائه " لواجبه الجهادي" دون تحديد المكان.
إن المشاركة المتزايدة للحركة تهدد بزعزعة استقرار لبنان, الذي يعاني فعليا من عملية اغتيال و سام الحسن وهو مسئول أمني رفيع, و التي حدثت قبل أسبوع. و تثور الكثير من التكهنات بأن النظام السوري أو وكلاؤه هم من يقفون خلف عملية القتل هذه.
الجولة الأخيرة من القتال بحسب السكان المحليين و المقاتلين, ركزت على قرية جوسية السنية الصغيرة, و القرى المحيطة بها, و المعابر و طرق إمداد السلاح و المقاتلين التي تقود إلى مدينتي القصير وحمص.
لقد أدت محاولة المتمردين اتخاذ مواقع متقدمة على طول الحدود في الجانب السوري – حيث العديد من القرى شيعية و داعمة لحزب الله- إلى أن يقوم النظام باستدعاء تعزيزات من الحزب بحسب أحد قادة الجيش الحر الذي عاد إلى بيته في لبنان من المعركة الأسبوع الفائت. وقد قال عمر شيخ علي من بيته ذو الأثاث الجيد في سهل البقاع حيث سجل هناك كلاجئ "لقد كان الهدف السيطرة على مواقع عسكرية على الحدود و على معبر الجوسية, إننا نعتقد أنه كان هناك تسريب للمعلومات من داخل الجيش الحر حيث قام النظام بطلب المساعدة من حزب الله. لقد كانوا مستعدين لمواجهتنا".
يقول المتمردون أن تعزيزات حزب الله و استخدام المروحيات و القوات الجوية و الصواريخ أدى إلى قلب موازين القوى.
تقول حسناء المحمد التي تبلغ من العمر 24 عاما و التي هربت من قرية الناصرية قبل أسبوعين :"في الليل قام حزب الله بإطلاق الصواريخ علينا من الجانب اللبناني, و كان لدينا الجيش السوري الحر في الجانب الآخر, لقد كنا محاصرين".
لقد سقطت معظم قرية الجوسية في يد النظام مرة أخرى الأربعاء الماضي, بعد استخدام ما أطلق عليه " البراميل المتفجرة" – و هي عبارة عن براميل مملوءة بالتي أن تي و الشظايا – و إطلاقها من الطائرات المروحية بحسب المقاتلين. وفيق خلف, و هو عضو في مجلس بلدي العرسال يدعي أن 300 عائلة من الجوسية موجودة الآن في البلدة.
عمرو العلي الذي كان يقاتل في قرية الزهراء, على مشارف الجوسية, يقول "لقد كانت لنا اليد العليا هناك, و لكن حزب الله جاء مؤخرا معززا بآلاف المقاتلين بسبب أن الجيش السوري لم يستطع مواجهتنا لوحده".
يدعي مقاتل شاب بأنه تعرف على أعدائه على أنهم من حزب الله من خلال مهاراتهم القتالية و بنادق إم 16 الأمريكية الهجومية. و لكن شيخ علي يقول بأن الوضع غير واضح. "إن الجنود مختلطين مع بعضهم البعض, و لا نعرف كم هو عددهم بالضبط, ولكن دليلنا أولئك العائدون بالأكفان إلى البقاع أو أولئك الذين نلقي القبض عليهم".
لقد ادعى الجيش الحر أنه ألقى القبض على 13 مقاتلا من حزب الله في الأراضي السورية, و هدد بالانتقام من خلال ضرب معقل الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت إذا لم تنسحب قواته من المعركة.
لقد أنكر حسن نصرالله زعيم حزب الله إرسال مقاتلين و لكنه يقول بأن العديد من السكان الشيعة الذين يعيشون في القرى اللبنانية الحدودية الذين يدعمون حزب الله قد حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم بعد أن أصبحوا تحت الهجوم من المتمردين السوريين. ومع تحول الحرب الأهلية السورية إلى مواجهة طائفية تغذيها قوى إقليمية فإنها تظهر كم أن لبنان ضعيفة أمام الفوضى التي تجتاح حدودها و التي تظهر جلية في القرى و البلدات الموجودة في سهل البقاع, حيث الجيوب السنية المتعاطفة مع الثورة موجودة في قلب أرض حزب الله الشيعية.
إذا كانت عرسال موطنا لمقاتلي الجيش الحر العائدين و اللاجئين و تجار السلاح, فإن قرية اللبوي المجاورة تعتبر ملجأ قويا للشيعة حيث ترفرف أعلام حزب الله و صور حسن نصرالله في الشوارع. يقول شيخ علي :" الدم سوف يسيل هنا, إنها مسألة وقت فقط".