إنزل وخليك راجل
آيات عرابي
في يناير الأول نزل الناس من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. حسناً هي مطالب براقة أتفق معها، ولكنها تظل أعراضاً للمرض الأصلي ..
هل تعلم لماذا يجب عليك أن تنزل في 25 يناير 2015 ؟
يجب عليك النزول لاجتثاث حكم العسكر من جذوره، فإن لم تكن تدرك تلك الحقيقة حتى الآن، فدعني أقول لك إن مشكلة مصر في وجود العسكر !
يجب عليك أن تشارك وتحشد غيرك للمشاركة وأن تتمسك بمكانك في الشارع؛ لأن هناك من لا يتوقفون عن خيانتك وبيع دمك بالجرام والتفريط في أرضك وسرقة مالك منذ ستين عاماً.
هناك من يعمل ويخطط مع أعدائك، وأنت نائم تستمع لحكايات ألف ليلة وليلة عنه، وكيف تغيظ زعامته أمريكا ويرتعب منه الكيان الصهيوني، وهو يحتسي الويسكي المعتق مع ضباط المخابرات الأمريكية في الغرف المغلقة احتفالاً بالنصب عليك !
هناك من يفرض عليك الضرائب ويسلط عليك ميليشيات العمم، التي تتاجر بدين الله وتحرفه وتقسم لك أن الرسول قال عنهم "خير أجناد الأرض"؛ ليستمروا في سرقة مالك وشراء السلاح الذي يقطعون به رقبتك ويسطون به على منزلك !
هناك من منع فلاحي مصر من زراعة القمح منذ ستين عاماً ليضمن عمولة في صفقات قمح آتية من عند السادة في واشنطن، أو ليضمن رضاهم، ولتأكل أنت الحصى وليصغر رغيف الخبز وليجع أولادك، فذلك لا يهم ما دامت قنواتهم تمجد في عظمة العسكر !
يجب عليك أن تشارك وأن تحشد؛ لأن هناك من يغتني ويفقرك ويسرق قوتك ويخدرك بالدعاية!
وهناك من حول مصر إلى خرائب وعشوائيات وأسكنك بالمقابر والحفر ليسكن هو القصور !
يجب عليك أن تعترف أن هناك من يسعى دائماً لتجهيلك لتظل عبداً لحاجاتك اليومية، وأنت غني يمكن أن تعيش كما يعيش أي مواطن في دولة أوربية من تلك التي تبيع ملابسك لتهاجر إليها.
يجب عليك أن تعلم أن هناك عصابة تقوم بتوزيع الأدوار منذ ستين عاماً، وأن هدفها هو امتصاص دمك وتحويلك إلى عبد يسرقه العسكر، ويغيبه الإعلام، ويخدره الأزهر أو الكنيسة، وتسجنه ميليشيات المسجلين خطر، وتقمعه عصابات الداخلية!
يجب عليك أن تشارك في 25 يناير لتسترد حريتك ومالك المسلوب، وحاضرك ومستقبلك ومستقبل أطفالك!
شارك واحشد لأن تلك العصابة تريد منك أن تعيش كالنعجة، تسبح بحمد مرتد جهول يعادي الدين ويلحس حذاء الصهاينة، وأن تصدق كل ما يقال لك!
تذكر وأنت تستمع لتلك القنوات التي تمجد الأقزام من العسكر وعصاباتهم، أن المذيع الذي تستمع لكذبه يحصل على راتب شهري يكفي لإطعام أسرتك طوال حياتك، وأن هدفه هو إقناعك أن اللص الذي يسرقك مرتدياً زيه العسكري هو أفضل من يسرقك!
تذكر عندما تنزل أن من حرمك من وجبة عشاء لأطفالك ذات يوم، كان ذلك الجنرال الربع متعلم، وأن والدة جارك التي ماتت دون علاج في مستشفى حكومي قتلها ذلك الجنرال اللص!
تذكر الدم المسفوك في 67 وفي يناير وفي رابعة والنهضة ورمسيس وغيرها!
إذا اكتفيت بمصمصة شفتيك على جرائم الاغتصاب والقتل التي ترتكبها تلك العصابة، فربما يأتي الدور عليك. إن هؤلاء الأراذل وسفلة الناس لم يحكموك ويسرقوك إلا لأنك صمت.
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإن لم تعمل من الآن لإعادة تلك الديدان إلى المجاري التي جاؤوا منها وتستعيد الحقوق المسلوبة، فلا تشتكي.. ولك أن تختار، إما أن تنزل (وتبقى راجل) وإما أن تصبح عبداً للأبد!