في مواجهة الطغيان والطائفية وطغيان الطائفية

عبد الله شبيب

في مواجهة الطغيان والطائفية وطغيان الطائفية!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

[ البابا حسن ] بشار الجحش يدمر بابا عمرو حمص الحرية!

معذرة أولا لإخوتنا في ديار الشام عن هذا الوصف الذي يعرفونه جيدا – ويعرفه صاحبه بالتأكيد .. فلم نجد له أليق منه ( هذا مع التحفظ على مثل هذا المصطلح ؛ ولكنه شائع الاستعمال والمعنى عند عامة أهل الشام شئنا أم أبينا!).. ولسنا بدعا في هذا فلقد كانه العقاد يقول عن بعض الأشخاص [ كإحسان عبدالقدوس وقصصه الماجنة ]ما لا يقال ..ويذكرهم في مجلسه بأسمائهم ..ويتحدى ، ونشر الرافعي كتابا كاملا في نقد العقاد سماه    [ على السفود] ورسم على غلافه صورة للعقاد والسفود يخترقه – كما رسم بعض فناني الكاريكاتير رسما لبشار [ على الخازوق ] ..كتنبؤ بمصيره ..- مما أوحى بقصيدة مناسبة قد تُنشَر بعد حين -!

..وكان العلامة اللغوي المحقق محمود شاكر يصف طاغية عصره بأقذع الأوصاف .. وحين يراجَع في ذلك يقول : "لم أجد له أليق من هذا الوصف" . وكثير يذكرون اعتذارات الشاعر  ( مظفر النواب ) حين يسف ..فيقول عن أمثال بشار L (إن أشد بذاءات العالم تتألق فوق لِحاكُم !)

بابا عمرو ..وما أدراك ما بابا عمرو ؟!:

جاء في أحد الأخبار التي ترد كل دقيقة عن [ ملحمة سوريا ] وعن حمص وحي بابا عمرو خاصة ..وغيرهما من البلدات والأحياء المنكوبة ببشار وشبيحته ..:

(قال ناشطون سوريون إن قوات الأمن تقصف منذ فجر يوم السبت بالأسلحة الثقيلة حي بابا عمرو بحمص وتشن حملة اعتقالات مست قرابة مائة شخص، يأتي هذا بعد يوم من مقتل 28 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش في مظاهرات جمعة “بروتوكول الموت”

وأضاف الناشطون أن قوات الأمن تطوق حي بابا عمرو بحوالي أربعة آلاف عنصر بعتادهم الكامل وسط تحذيرات من اقتحامه)

.. هذا كان منذ مدة ..[ وكلاب الشبيحة ولقطاء الجحشية ] تطبق على حمص وحي بابا عمرو خاصة .. وتنهشه بكل وسيلة وبكل دناءة ..!ولا يدري إلا الله ماذا تكون النتائج والعواقب! ( وهل يصلح المراقبون ما أفسد الجحش  ؟)!ُ

ولا ندري ما بين هذا النظام الجحشي وبشاره وبين حمص و(حي بابا عمرو بالذات ) حتى يسلط عليه المجرمون معظم قمعهم ونذالاتهم ..وحتى مسؤول الحزب السابق وزوجته قتلوهما في منزلهما في الحي .. دون مراعاة لسابق نضال أو زمالة أومواطنة ..أو ( عيش وملح ) !.. وهذا مصير من يناصرهم أو يسكت على باطلهم..سيغدرون به شر غدرة !

..ويبدو أن بابا عمرو وحمص تثير حقدهم وعقدة [ نقص رجولتهم وخسة أصلهم ] برجولتها وأصالتها وبطولتها في مواجهة الباطل ..وكشف التآمر الطائفي الحاقد والخطط الرخيصة للنظام القرداحي الجحشي لدق أسافين بين المواطنين ..وجعل حمص تنتحر بصراع طائفي بين سكانها العلويين والسنة ..والذين ادرك كثير منهم [ ملعوب السلطة الرخيص ] وكشفوه وتجاوزوه وحاولوا نبذ التفرق الطائفي قدر الاستطاعة ! .. وإن كانالبعض قد وقع في حبائله وتورط في حمأة مستنقعه وأوحال أحقاده !..

.. ومن قبل – ومن بعد – حقدوا على حماة لنفس الأسباب ..وأذاقوها مر التنكيل والعذاب !

ثم فوجئوا ان سوريا كلها – من درعا حتى القامشلي ومن تدمر وحدود العراق حتى اللاذقية والساحل والجولان - ترفض االذل والإذعان للضيم وتستطيب الشهادة وتفل الموت على قبول الدنية ..وشعارها( الموت ولا الذلية ) ..فوزعوا حقدهم في كل مكان ..وانطلقوا كالمجانين يحرقون الأخضر واليابس ..واستجلبوا معهم أعوانا من الطائفيين والحاقدين من الداخل والخارج ..ولكن كل ذلك لن ينفعهم ..فلكل طغيان غاية ..ولكل ظالم نهاية !" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".

..إن الأسلوب الهمجي الحاقد الذي تتبعه شبيحة بشار الطائفية الإجرامية ضد الشعب السوري ..لا يمكن أن يصدر عن بشر سوي ..ولا حتى عن عدو تاريخي ..بل تجاوز كل ما عرفه التاريخ من وحشية ونذالة !.. فماذا أكثر من قصف البيوت فوق سكانها أو حرقها عليهم أو مهاجمتهم في عقر دورهم وترويع الأطفال والنساء ونهب وتدمير الموجودات ..وحتى حرق الأغطية ليموتوا من البرد ! والقتل والاعتقال العشوائي دون رحمة  أو مراعاة لصغير أو كبير وما يتبع لك ويصحبه من شتائم وألفاظ مقذعة – تليق ببشار وعصاباته – وكفر وزندقة وهتك وفتك وتعذيب حتى الموت وتمزيق لأجساد الأحياء .. بكل حقد ووحشية ودفن البعض وفيه بقية من حياة !؟

 لقد سمعت بأذني أحد المجرمين – وهم يعذبون الأبرياء ويدوسونهم ويضربونهم بالعصي وأعقاب البنادق ويرفسونهم ببساطيرهم ويمشون على جثث الجرحى والشهداء ويستهزئون بهم غير مبالين بحرمة الموت ..وقد تبلدت مشاعرهم وفقدوا إنسانيتهم فأصبحوا أحط من الوحوش ..!..سمعت أحد لقطائهم  يقول عن المعذَّب الذي يدوسه ببسطاره  –يقول  شل الله لسانه :[ بسطاري أحسن من اللي خَلَقو].. يقولها بالقاف[ النصيرية ] المشبَعة وهو يمشي على جثث الأحياء والأموات !

  لقد كان معدل القتل اليومي أول الثورة أقل ..ثم تصاعد إلى العشرات ..ثم  وصل في بعض الأيام إلى المئات [ كما في مجزرة كفر عويد وما صاحبها] ويبدو أن المجرمين الطائفيين متيقنون أنهم سيخمدون الثورة ويقضون عليها ولو أبادوا نصف الشعب السوري أو أكثر ومما يطمئنهم ركونهم إلى مدد بشري من طائفتهم ومؤيديهم من الروافض في الجوار والذين دأبوا على إمدادهم بفرق من المدعو حزب الله ومن جيش الصدر وقوات بدر وحزب الدعوة أتباع المالكي العراقي ..والحرس الثوري الإيراني ..إلخ ..!..ومما يشجعهم كذلك ..عدم جدية الغرب – أو عدم رغبته في تغيير الوضع الحالي ..خوفا من البديل الذي لا يسره ..وهو يشاهد آثار الثورات في أماكن أخرى ..ولسان حاله ( السعيد من اتعظ بغيره) ولن يساهم - بيده - في إزاحة أنصاره [الفعليين] ولو كانوا يتظاهرون بغير ذلك ..ولكن الثورة تتسع وتزداد اشتعالا بالرغم من تصاعد القتل والقمع ..

ويبدو أن النظام مطمئن – كذلك - أنه [ مستفرد بالشعب السوري ] حيث أن معظم العالم يقف متفرجا بل بعضه يحمي البطش الجحشي ويشجعه مثل إيران وروسيا ..أما الآخرون فلا يبالون كثيرا ..وإن احتج بعضهم ..فلا نصير حقيقيا للشعب السوري إلا الشعوب التي لا تملك من أمرها كثيرا ..وليس لهم إلا الله كما يجأرون في مظاهراتهم ..!

..ولذا فقد تطول الآلام والليل الكئيب الثقيل على الشعب السوري حتى يأذن الله باقتلاعه بقدرته وتدبيره : "إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "!

بشار[ متيِّس!] متكلس على إجرامه لا يتعظ بغيره ..!

... لازال بشار مصرا على مبادئه ..وأهدافه في : الاستئصال لكل معارضيه ..وفي محاولة إثارة الحرب الطائفية ظنا منه أنها تحميه وتطيل أجل حكمه الفاسد – بالرغم من بعض المواقف العلوية الرافضة والشريفة من بعض [ أفراد العلويين ]..وإن كانوا يضيعون في      [ بحر الدهماء التي يغري كثيرا من أفرادها النهب والسلب والمكاسب والانتقام ..إلخ ويسكت الآخرون - مغلوبين على أمرهم ..متخوفين على مستقبل الطائفة من هذا التحدي الطائفي الصبغة والأدوات ..بشكل سافر مستفز ]..يكاد يستجيب له الحجر فيقاومه كرد فعل ..مع ظهور كثير من الدلائل والحوادث التي تفضح ضلوع النظام حتى ضد بعض العلويين لإثارة النعرات الطائفية ..ولكن ..تظل الدهماء دهماء !

  وكذلك يريد بشار استدراج تدخل خارجي – ليُظهِر – كما روج القذافي – أن الغرب الاستعماري ضده وأنه يقاتل حلف الناتو..إلخ – ثم ظهر أنه عميل حقير مزمن ! .. وكذلك  لتأتي قوات حليفة للصهاينة تضمن حمايتهم أكثر من وضع ضعيف هش وتدمر موارد سوريا وسلاح جيشها وتعيدها للخلف حتى لا تقوى على النهوض في مواجهة الصهاينة واغتصابهم ومؤامراتهم الدنيئة !.. وكذلك يريد دفع المعارضة لمزيد من استعمال السلاح – الذي غاب عن الشعب السوري أكثر من أربعين عاما فهو لا يعرف استعماله إلا بعض المجندين الأحرار ..وذلك ليستعمل بشار ما بقي لديه من وسائل – بما فيها التوسع في القصف الجوي والبحري والراجمات ليبيد أكثر نسبة من الشعب السوري الحر.. وليتوسع ويمعن في الإجرام !!..وهاهو حي بابا عمرو ..شاهد ومقدمة ..كأنه بينه وبين بشار ثأر قديم !

العراق : الاحتلال يتظاهر بالرحيل تاركا وراءه [ بساطيره ] ومنها المالكي..ليكملوا الإفساد في الأرض والتحريض لحرب طائفية:

.. نحن لا نعرف الهاشمي ولا المطلك ..ولا يهمنا أمرهما ..وأمر أمثالهما كثيرا .. وكنا – كما الآخرون – لا تخطيء أنوفنا الرائحة الطائفية النتنة البغيضة  التي تثيرها تصرفات ورعونات المالكي الذي تركه الأمريكان خليفة لهم ..وهم يُسَيِّرونه من وراء ستار ..يشاركهم في ذلك الإيرانيون..وقد كان الطرفان ولا يزالان يتداولان ويتشاركان النفوذ والإفساد في العراق المنكوب ..! ونفطه المنهوب !

.. ولا يغيب عن الأذهان أن المالكي عضو أو قيادي في تنظيم إرهابي ..هو حزب الدعوة ..وكذلك معظم شركائه .. فما كان له أن يرمي غيره بما هو ضالع فيه ..!

.. لا يجهل أحد ـ أن الاحتلال الأمريكي دخل على [ ظهور بارزين من الرافضة ..] كانوا طلائع شؤم على العراق – أكثر مما كان يعاني منه من حكم عميل قمعي متمرد  فجلبواعلى المنطقة كلها الويل والثبور و[سرطان اليانكي العضال !].. وان المالكي [ البسطار المزدوج = فردة أمريكية وفردة إيرانية ] قد كشف عن وجهه الطائفي المشوه – هو ومن معه – وأعلنها حربا شعواء صريحة على أهل السنة .. ويبدو أنها خطوات اتخذها بالاتفاق والتنسيق مع الأمريكان ..بعد أن يتظاهروا أنهم ولوا ظهورهم وغابوا عن المشهد والساحة – بينما هم لم يغيبوا حقا ..ولكن حتى لا يتحملوا – أمام العالم – آثار تصفية الحسابات الطائفية وتنفيس الأحقاد التاريخية والفرز الطائفي المقيت الذي يمارسه وينفذه المالكي وأشكاله !

ثم إن هذه الحركة المالكية الطائفية جزء – أو فصل – من مخطط كبير – يدفع إليه أعداء الأمة .. ليجيشوها في فريقين كبيرين [ شيعة وسنة ] ليستدرجوهما إلى حرب طائفية كبيرة لا تبقي ولا تذر ..!  لتكون حربا بالوكالة تأكل الأخضر واليابس ..ويأتي[ الكفرة المستعمرون وصهاينتهم ] ليستولواعلى ما تبقى وعلى الأسلاب النفطية وغير النفطية [ على البارد ] كما اعتادوا وذاقوا في وقائع أُخَر !!

.. وهناك ما يعزز هذا الظن والتوجس والتوجه .. من إشارات ومواقف وحركات وتحريضات وحماقات ..من أطراف متعددة كثيرة هنا وهناك ..وكلها تصب الزيت على نار الصراع الطائفي وغيره... والذي يحتاج لعقلاء القوم كي يحاولوا إطفاء ناره ، ومنع انتشاره ... وتعزيز اللقاء والتعاون على القواسم المشتركة ..وهي كثيرة أكثر بكثير مما يمكن أن يفرق بين الفريقين من عوامل وأفكار وقناعات ..ورواسب ..معظمها ثانوية ..ويمكن تجاوزها بسهولة إذا وجد الإخلاص والمصداقية  وحسن النية ..

.. خصوصا وأن لنا أعداء مشتركين يتربصون بنا الدوائر ..ويحاولون الإيقاع بيننا وتفريق صفوفنا ..ونهب ثرواتنا وتدمير مقدراتنا ..وتمزيق صفوفنا ..ولا تأخذهم في مؤمن إلّا ولا ذمة ..ولا يفرقون بين مسلم وآخر من أهل لا إله إلا الله .. ولا يكفون على التـآمر علينا والتكالب على بلداننا وشعوبنا .. فلا بد أن نكون على مستوى الوعي والحذر منهم ومن أدواتهم الكثيرة التي تغلغلت بيننا ..والكوادر التي وظفوها لتنفذ مخططاتهم وتحقق أهدافهم على مدى السنين .... يجب أن يتجاوز وعي الشعوب كل ذلك ..وأن تتمسك بالوحدة على الحق الذي لا خلاف عليه ( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )..

-- --------------------

..ملاحظة: كوننا نرفض التفريق الطائفي فذلك لا ينبغي أنه يعمي ابصارنا عن الواقع الآسن الذي يمارسه البعض – في هذا السبيل - بكل وقاحة بل يجب علينا فضحه ..وتعريته وكشف خططه حتى لا يقع فيها الواعون ولا ينخدع بها البسطاء والمنخدعون ! .. ومهاجمتنا وكشفنا لها دليل إنكارنا ورفضنا لها ولمثلها أيا كانت ..!