لو أنَّ هؤلاء القتلى كانوا نصارى أو نصيريين
جمال الدين صابر
خمسة آلاف شهيد بل ستة وربما أصبحوا عشرة وعشرين ماذا يهم. ستون الف معتقل ماذا يهم؟ تقاريرهم تقول إنهم يقتحمون البيوت ويغتصبون النساء والرجال،وأنهم اغتصبوا رجلا في الثمانين من عمره ماذا يهم. يجيبني صاحبي المكفهر الوجه والذي يغلي داخله مثل بركان.. ماذا يهم ما دام كل هؤلاء مسلمين سنة عربا يلقيها في وجهي دون استئذان..
يقول لي إنه لم يكن يوما طائفيا ويرفض أن يقول ويؤكد أن من حقه ومن واجبه ان يسأل. يعيد القول علي تذكرت التفجيرات التي حصلت ضد كنائس النصارى في العراق ويكررلا تسجل عليّ أنا ضد القتل حتى لو حصل ضد أمة من الفئران ولكن لو أحصيت رسائل الغضب والاستنكار والتهديد والوعيد ولو أحصيت التحليلات والتقارير التي كتبت من أجل عشرات المسيحيين الذين قتلوا في العراق وكل ما قيل ويقال عن واقع الشعب السوري اليوم لقلت كما أقول ليس النظام السوري وحده هو الطائفي ولكن العالم كله منغمس في الطائفية كما أراه..
السيدة هيلاري كلينتون في لقائها الخاص مع المعارضة السورية ذكرت وهي تدير ظهرها لشلال الدم في سورية مصطلح الأقليات قريبا من عشر مرات.
لست عاتبا أبدا لا على بابا الفاتيكان ولست عاتبا على بشارة الراعي ولا على عطا حنا ولا على هيلاريون كابوجي ولا على خامنئي ولا على السيستاني ولا على حسن نصر الله ولا على ميشيل عون وقد تعجبون أن تجدوا هؤلاء جميعا وإن اختلفوا في سلة واحدة يجتمعون على خذلان الشعب السوري أقصد – المسلم السني في سورية - والاستهانة بدمائنا ويؤيدون قتل أطفالنا خوفا من أن يكبروا فيقتلونهم..
أنا كثيرا ما أتساءل يا هل ترى لو أن هؤلاء القتلى الذين سقطوا في سورية على مدى عشرة أشهر كانوا من نصارى سورية من الكاتوليك أو من الأرثوذكس أو من النصيريين هل كان سيتعامل بنديكتوس أو الخامنئي وشركاهم مع الموقف بنفس الطريقة هل كان الساسة الغربيون سيحافظون على هدوئهم بالتذمر الممل كما يحدث اليوم وبنفس الطريقة البهلوانيه هل كان أحد في الغرب سينتظر موافقة روسيا والصين إن كانت روسيا أو الصين ستخالف في شن الغارة على بشار الأسد أو على كل من يقارب قدس الأقداس كما يقولون
مرة تابعت منذ يومين سياسي سوري اسمه ميشيل يتحدث بدم بارد يؤيد ويعارض هو يعلم أن الدم الذي يسقك في هذه الجريمة البشعة هو دمنا وأرجو ألا يخادعنا فيقول هو دم سوري لأنه لو كان دما سوريا لامتزجت فيه دماء كل السوريين حسب قانون النسبة والتناسب والأواني المستطرقة أيضا أول الوطنية التي يبكون عليها الصدق قل كم نصرانيا قتل كم نصيريا قتل أقل لك عن حظهم في هذه الثورة ودورهم فيها.....
يلقي علينا نحن المذبحون رجال الأقليات أحاديث الفضيلة المضادة للطائفية. يحدون شفراتهم على أعناق أطفالنا. سمعته بالأمس من حمص من بابا عمر ينادي على الطفل أحمد ابن الخمس سنوات الذي ذبحه النصيري الحاقد والنصراني المساند سمعته ينادي عن أحمد أنه المسلم السني هذه الحقيقة الصارخة ستظل تلاحقهم..
على الشبكة حديث عن مؤتمر للأقليات السورية ظننت أنني سأسمع بيانا باسمهم باسم كبرائهم وزعمائهم وقادتهم يدينون فيه قتلنا وذبحنا واغتصابنا أم أنهم سينضمون إلى أبناء الأفاعي في الحديث عن مخاوفهم..
أنا لست طائفيا ولا أكره أحدا على خلفية دينية أو مذهبية أو عرقية ولا حتى سياسية عندما يحدثنا الشيوخ عن الحب في الله أهش وعندما يحدثونني عن الكره قي الله أبدأ في التأويل أنا أطالب أبناء الأقليات هؤلاء أن يتوقفوا عن مطالبتنا انتظر من الإخوان المسلمين أن يصدقوا في مطالبة هذه الأقليات ليقدموا مواقف وطنية صادقة ليس ليبرهنوا على وطنيتهم ولكن ليفصلوا بين موقفهم وموقف النظام أطالب النصارى والنصيرية أن يتوقفوا عن الصلاة معنا والعشاء عند بشار الأسد..