يا قادة المعارضة

د. منير محمد الغضبان

يا قادة المعارضة.. أمامكم الرموز الثلاثة

فكونوا أمام شعبكم في المواجهة

د. منير محمد الغضبان *

[email protected]

لقد أمضيتم حياتكم تعلنون حربكم ضد النظام الفاسد ، النظام الذي يأخذ ولا يعطي ، والذي يفسد ولا يصلح . وقلتم كلمتكم بدون مواربة : نريد التغيير السلمي للنظام.

وتحملتم مقابل كلمتكم الشريفة المعتقلات ونزلتم في أقبية السجون ، وحرمتم من مغادرة وطنكم لتدافعوا عن شعبكم في منتديات حقوق الإنسان ، وهاهو شعبكم بين أيديكم يقول: الشعب يريد تغيير النظام ، ويريد منكم أن تكونوا قادته بكل أطيافكم واتجاهاتكم . فأنتم الأسد الذين يذودون عن العرين . وربيتم جيلا لا يرى سوى الموت سبيلا لحريته ، يقدمون صدورهم عارية للسلاح وزنودهم السمر تُكسّر بها بنادق النظام .

دعوا الكلام . والتنظيم والتعبئة لشعبكم لكن كونوا أمامهم فقط ، فهو أكبر نصر لهم ، فأنتم أساتذتهم . علمتموهم كلمة الحق أن يقولوها ولو على أرواحهم ، وهاهم جاؤوا ليقولوها .أنتم علمتمونا ونحن في الخارج الصبر في الداخل . والجهاد على الثغر بعد أن حرمنا من أوطاننا ، وليس لنا بين أيديكم كلمة أو موقف أو رأي فأنتم أدرى بالوطن في داخله ، وأعلم به في مواطنيه .

ودعوني أعبر عن قادتكم العظام الثلاثة جيل الثمانين شارفها أو تجاوزها . هؤلاء القادة الثلاثة الذين سلخوا من عمرهم في سجون الطاغوت الأسدي حافظ وبشار سنوات طوالا وعلمونا حيث تكون الكلمة أقوى من الرصاصة ، وحيث يكون الموقف أعظم من المدفع . وحيث يكون الحق أعظم من القوة .

هاهو أشب القادة الثلاثة المهنس غسان النجار الذي خرج للتو من السجن يدعو إلى التظاهر السلمي في حلب للمرة الثانية في الخامس من شباط قائلا:

إلى الشعب السوري ، إلى الأصدقاء جميعا ، ثم يتوجه للنظام قائلا:

أخيرا أرجو أن تسمحوا للشعب والشباب أن يعبروا عن رأيهم بكل حرية . وأنا أكفل أنها لن تخل بالأمن ، فحرية الرأي والتظاهر كفلها الدستور . فالشعب السوري متحضر وعلى درجة من الوعي . ولن يكون أقل من باقي الشعوب المتحضرة

الحرية للشعب ، وعاشت الشبيبة المناضلة درع الشعب والوطن . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

والشيخ القائد الثاني هيثم المالح يقول لشعبه وهو في وطنه وبين يدي السلطة الطاغية الظالمة وهو في سيارته عائدا لبيته .

يقول : التغيير في سورية صعب . ونحن أحق الناس بالديمقراطية . وطريق الجنة صعب ، وحقت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ، وقد لاقينا من الظلم والفساد والطغيان ما لم يلقه أحد . ولم نترك وسيلة إلا طرقناها من أجل التغيير ولكن لا أحد يسمع ، ولا حياة لمن تنادي، وإرادة الشعب أخيرا فوق إرادة الطغاة لأنها من إرادة الله.

وهاهو القائد المناضل الثالث رياض الترك يخاطب شعبه قائلا: لقد ولى زمن السكوت.لن تبقى سورية مملكة الصمت .

في سورية اليوم  طيف اسمه الحرية يهيمن على كل أرجاء الوطن ، ورياح التغيير التي هبت في الأشهر الثلاثة الأخيرة على كل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ، لا يمكن لها في النهاية إلا أن تطرق باب الوطن السوري الكبير – لقد سقط حاجز الخوف –لقد غير الخوف من وجهته ، وانتقل من طرف الشعب إلى طرف السلطة .

إن الملايين التي تهاجم اليوم بصمتها عنف الاستبداد وجبروته في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس في حمص وحماة في حوران وجبل العرب لن تلبث أن تخرج عن صمتها وتواجه هذا الاستبداد بوقفاتها الاحتجاجية ،وتحركاتها السلمية ، مستندة إلى تضامن أبناء المجتمع السوري وتكاتف الجيش مع الشعب .. ولن يبقى الخوف مطبقا على الصدور ، ولن يبقى الوطن سجنا كبيرا (الشعب السوري ما بينذل)كما هتف متظاهرون في  دمشق وحلب قبل أيام . وهو يريد الحياة الكريمة ومن إرادته سينبثق فجر الحرية . وستولد سورية الجديدة .

أيها العظماء الأبطال ، أيها الرموز الثلاثة ، يا سادتنا وقادتنا ، يا قادة المعارضة في سورية الحبيبة الآن دوركم ن والشعب رهن إرادتكم وقد قرر أن يموت ليحيا  من جديد وكما قال الحسين سيد الشهداء .

كفى بك موتا أن تُذل وترغما

أيها العظماء الثلاثة . وقد مثلتم كافة التيارات الفكرية للأمة , هلا ضممتم معكم عظماء آخرين  يمثلون كافة طوائف الأمة من الدروز والأكراد والعلويين والعشائر. والأمة جميعها تثق بكم  , بحكمتكم وقيادتكم .

أنتم ربيتم هذا الشعب الثائر، ولم يربه حافظ ولا بشار إلا على الذل والخنوع والموت

فأنتم مع كافة المعارضة في الداخل والخارج يدعون إلى الثبات وقول الحق وإزالة الظلم والفساد

(ولتأخذن على يد الظالم . ولتأطرنه عن الحق أطرا . ولتقصرنه على الحق قصرا )

نحن في خارج الوطن نملك قلوبا تحيا بكم ، وتؤازركم وتدعو لكم ، وأنتم الهداة في الداخل ، والحداة للركب ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

                

* باحث إسلامي سوري