من وحي (أرب آيدل)
سؤال عَ الماشي
فراس حج محمد /فلسطين
لماذا لم يتصل (سيادة) الرئيس محمود عباس بوائل كفوري يُوْصيه خيرا بهيثم الخلايلة، كما فعل مع راغب علامة عندما وصّاه على محمد عساف؟ ولماذا لم يبعث الأسرى للأخ هيثم رسالة يطمئنوه على الحلم والحرية والحب (الحاءات الثلاث الحائرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي)! أم ترى أن وائل كفوري لم يمنح أحدا رقمه الخاص!
أم لأن هيثم الخلايلة إسرائيلي، ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ويسكنُ في إسرائيل؟! لذلك لن يكون الخلايلة (فلسطينيا) بهذا الاعتبار اللطيف المرّ، ولاحظوا مبلغ الوطنية العظيمة التي بلغت شأوها (لا أقصد بطبيعة الحال الوطنية موبايل)! إن هذه الوطنية الفريدة دفعت منيب المصري ألا يحضر هيثم الخلايلة، خوفا من التطبيع! وهي الوطنية ذاتها، تلك التي دفعته ليتبنى محمد عساف ابن المخيم، الغزاوي، وجعلته (ذلك الحليم الذي استخفه الطرب)، فرقص على الهواء مباشرة متمايلا (بقده الميّاس) مع ألحان محمد عساف!
فهل يا ترى سيصبح هيثم الخلايلة أول إسرائيلي يفوز بلقب (أرب آيدل)؟
أنا أتمنى ذلك، فيا ليت أن ذلك يحدث، لتتلقاه الدولة العبرية الديمقراطية جدا، البعيدة عن العنصرية بالورود والرياحين والتكريم، ولكن هل سيخرج الشعب الإسرائيلي المتقدم جدا (زرافات ووحدانا) لاستقبال الخلايلة كما فعلت الجماهير في غزة لاستقبال عساف؟ أم لعلهم سيخافون من التحرش الذي يمكن أن يطال نساءهم العفيفات (اليهوديات طبعا) كما حدث لبعض الفتيات في (رام الله الشقراء) في إحدى المهرجانات الوطنية احتفاء بالسفير الشاب "محمد عساف؟
أيضا سؤال آخر يثور بغباره في هذا المساء، على وقع جروح أم كلثوم التي لم تلتئم في "أطلالها". أين ذهبت المغنية "الإسرائيلية" منال موسى؟ هل هي فعلا إسرائيلية أم فلسطينية أم نكتفي بجعلها عربية؟ أراها ستكون مسألة قومية عويصة، لذلك سأكتفي بنعتها بمغنية شرق أوسطية، خروجا من الخلاف الديموغرا-سياسي! ولكن ما الرابط القومي البعيد جدا بين أم كلثوم ومنال موسى؟ لست أدري، حائرا حيرة أشد من حيرة إيليا أبي ماضي في (طلاسمه)!
أرى نفسي ركضت وراء تصنيفها غير المهم، ونسيت السؤال! ولكن حسنا سأعيده الآن: فهل عادت إلى إسرائيل بعد هزيمتها النكراء في معركة إثبات الهوية والصوت الحسن، لأن الوجه الحسن لا خلاف عليه!؟ وهل بقي من خضرائها ومائها وعذوبة صوتها شيئ في ذاكرة العربي الملهوف والمشغوف والمصفوف؟ أما زالت الصحف تكتب عنها ما هبّ ودبّ وتكيل لها المديح بما يشبه الذم، أو تدبج لها الذم بما يشبه المديح؟
مع كل تلك الأسئلة التي هجمت عليّ واحدا وراء واحد قطعانا شبيهة بقطعان المستوطنين، بقي في ذات الذات سؤال ونفسي أسأله لها، سؤال عالماشي: هل احتفظت بكل ما كتب عنها؟ إنها امرأة جبارة لو استطاعت فعل ذلك وتستحق لقب عرّابة آيدل!!
يا ليتها تقرأ سؤالي فتجاوبني عليه لأكون لها من الشاكرين، يا ليتها بقيت في البرنامج ليكون أجمل وأبهج، ولكنها تنحت لصالح مواطنها هيثم الخلايلة لتتمتع بالكرم العربي، حتى وإن كانت إسرائيلية وتعيش في إسرائيل، فدماء العرب سارية المفعول حتى الآن منذ ثلاثة آلاف عام أو يزيد، ألسنا الأمة التي لا تموت! وتجري في عروقنا وعروق منال موسى دماء إسماعيل، ذلك العربي الأبي، الذي يرى اليوم موعده لا الغدا، كما قال الأستاذ "محمد عبد الوهاب"، عليه شآبيب الرحمة والغفران!!