كذبة الحل السياسي في سوريا
معاذ عبد الرحمن الدرويش
منذ انطلاق ثورتنا المباركة و لا يزال يردد مسؤولو العالم أجمع عن حل سياسي في سوريا.
و الذريعة الوحيدة التي يتستر خلفها أولئك الأفاكون أن الحل السياسي للحفاظ على مؤسسات الدولة.
عن أي مؤسسات و عن أي دولة يتحدثون، فمؤسسات الدولة كلها صارت في خبر كان،فلا يوجد إي مؤسسات تعمل ،كيف تعمل و قد تهدم ما تهدم من مقراتها و تدمر ما تدمر من أركانها و نهب ما نهب من مقوماتها، و حتى لو كانت قائمة فكيف يمكن لمؤسسات دولة ان تعمل و ثلاث أرباع الشعب السوري مهجر ما بين الخارج و الداخل.
فحتى مؤسسة الجيش التي " يطنطن " بها كثيراً المسؤولون الأمريكيون هي أول مؤسسة انهارت فعلياً في نظام الأسد ،فأحرار الجيش من ضباط و صف ضباط و مجندين انشقوا عن الجيش و تركوه إلى غير رجعة و هؤلاء يمثلون حسب الإحصائيات أكثر من نصف تعداد الجيش في السابق ، و أما مناصري نظام الإجرام فكان مصير معظمهم الموت و التقارير تؤكد أن حوالي خمسين ألف منهم قتلوا ،و هذه النسبة تمثل أكثر من نصف من تبقى يعمل تحت جناح نظام الإجرام.
فمؤسسة الجيش عملياً هي أول مؤسسة انهارت في نظام الإجرام الأسدي،أما ما نشاهده اليوم فهم ليسوا إلا عبارة عن شبيحة جاؤوا من داخل سوريا من المناطق الموالية لنظام الإجرام و مرتزقة جاؤوا من خارج سوريا ، تحت جناح ديني أو سياسي أو إغراء مالي أو لأي سبب كان.
فالمؤسسة الوحيدة التي لا تزال عامرة في ظل نظام بيت الأسد الإجرامي هي المؤسسة الإستخباراتية و بكل أفرعها ،
و ربما تكون اليوم هي أكثر ازدهاراً و قوة مما كانت عليه ما قبل الثورة.
فالحل السياسي يكمن هنا ، هو بالحفاظ على كينونة نظام بيت الأسد و ليس الحفاظ على مؤسسات الدولة كما تدعي أمريكا و دول العالم قاطبة.
و لو كانت أمريكا و دول العالم صادقة بطرحها ، بحل سياسي للحفاظ على مؤسسات الدولة،لكانت أوقفت الحرب بالقوة – و لديها المقدرة على ذلك – من خلال قوات فصل دولية ، و منذ بدايات الثورة و قبل أن تنهار الدولة و مؤسساتها ،و من ثم أرغمت الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
و الحقيقة هي بالحديث عن حل سياسي بالعلن ، و إذكاء نار الحرب بالخفاء و تزويد النظام بكل ما تملك من تكنلوجيا تدميرية بهدف القضاء على سوريا نهائياً.
و من ثم سيأتون بالحل السياسي لبقايا دولة ، من الركام و الرماد.
ربما أن يكون- الحل السياسي - في أحسن الحالات ، أن يزيحوابالمجرم بشار من على كرسيه و ربما يتمادون بعطائهم بأن يقدموه للمحاكمة الدولية و يطيحوا به، مقابل أكثر من نصف مليون شهيد ، و تدمير سوريا برمتها. و إرجاع سوريا إلى ما كانت عليه سياسياً ، بعد تغيير في بعض الديكورات و الألوان في نظام الإجرام الأسدي ،و الذي لم و لن يجدوا مثله نظاماً مخلصاً لهم على مر العصور و الأزمان.