معذرة إلى دماء الشهداء وآلام المعذبين
ليس باسمهم ولا باسم من يواليهم يعبث العابثون
زهير سالم*
ملّ السوريون من متابعة متوالية العبث ومسلسله الممل الذي ما زال يقدمه بعض من يسمي نفسه قوى المعارضة الوطنية منذ حفلة التأسيس وحتى جلسات الأمس القريب ...
تتحدث الأخبار في كل موقعة ، عن صراعات شخصية وفئوية وحزبية تشغل الجميع ، ويلقي كل فريق تبعاتها على الآخر . ويتم كل ذلك باسم الثورة ووباسم سورية والسوريين ..
حتى أصبح الصمت على هذا الأداء المزري والمتردي، نوعا من الاشتراك في الجريمة بكل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والسياسية على السواء ..
ووجب على المواطن السوري الفرد ( وكلكم آتيه يوم القيامة فردا ) ان يحدد موقفه من الجناية الكبرى التي يخوض فيها الخائضون ، الذين فقدوا ادنى حدود الشعور بالمسئولية الشرعية أو التاريخية أو الوطنية، باشتراكهم جميعا بلعبة الكيد المتبادل، أو في استرسالهم وصمتهم عما يجري حولهم ومنهم مهما تكن الذرائع والمعاذير ..
أصبح حقا على كل مواطن سوري حر آمن بهذه الثورة ، وحلم بسورية حرة كريمة أن ينفض يدا من كل هؤلاء المتناجشين والمتشاكسين والمتشاحنين والمتكايدين ، وأن يعلن الجميع بلسان عربي مبين : ليس باسم سورية ولا ثورتها ولا إنسانها ولا أي تجمع سوري ديني أو مدني وطني شريف يعبث كل هؤلاء العابثين..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية