هل هناك حاجة  لنظام عالمي جديد؟

هل هناك حاجة  لنظام عالمي جديد؟

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏12‏/11‏/14/ عانت اوروبا من حروب كثيرة دينية وقومية ومن اجل حب السيطرة في تاريخها الوسيط والحديث . التطورات التي تشهدها اوروبا ومعها منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى نظام عالمي جديد ينهي الازمات السياسية والعسكرية التي تعاني المنطقتين المذكورتين منها ، فالحرب العالمية الاولى التي اندلعت عام 1914 كانت نتيجة أسباب حب سيطرة الدول الاوروبية القوية على شعوب اوروبا الضعيفة كما كانت اسبابها نتيجة حروب دينية مثل الحروب بين القيصرية الاوروبية ودولة الخلافة العثمانية كما كانت أسباب الحرب العالمية الثانية الطمع بالسيطرة على اوروبا . الا ان تلك الحروب لم تنحصر في اوروبا فقط بل امتدت الى بلاد الشام والعراق وشمال افريقيا وشبه الجزيرة العربية فهذه المناطق جارة طبيعة لاوروبا تملك علاقات تاريخية  عميقة في تاريخ الانسانية .

ويرى وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر من خلال ندوة قامت جامعة هومبولدت البرلينية بتنظيمها عقدت بالعاصمة برلين مساء يوم أمس الثلاثاء 11 تشرين ثان / نوفمبر متزامنة مع ندوة دولية حول تطورات السياسة الاوروبية والشرق الاوسط قام بتنظيمها معهد كوربر للدراسات الدولية ، شارك فيها من واشنطن  عبر ما يُطلق عليه / اجتماع الفيديو/ ان العالم بحاجة الى نظام دولي جديد ، فالنظام الدولي الجديد الذي أعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / نجم عن تحالف دولي ضد الغزو العراقي للكويت اسفر عنه  اخراج الجيش العراقي من الكويت عام 1991 نجم عن النظام احتلال العراق عام 2003 كما سبقه ايضا الحرب ضد ما يُطلق عليه بالارهاب الدولي في افغانستان، هذا النظام اصبح قديما وما تشهده اوروبا حاليا من ازمة اوكرانيا وبروز قوة القوميات بمناطق البلقان وببعض دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى الحرب ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / بحاجة الى نظام دولي جديد لانهاء هذه الازمات قبل ظهور قوى جديدة .

ويرى أستاذ علوم الدراسات السياسة والتاريخ الاوروبي والاسلامي في جامعة مدينة كولونيا / وسط / ان الحروب الدينية / بين الكاثوليك والبروتستانت /  التي استمرت لاكثر من ثلاثين عاما في اوروبا / 1618- 1648 /  كان من اسبابها ايضا الرغبة ببقاء القوى الاوروبية القوية على قيد الحياة ، وما تشهده اوكرانيا حاليا من حرب بسبب الولاء لاوروبا والولاء لروسيا سببه ايضا إثبات واشنطن بانها لا تزال قوية وعلى قيد الحياة لاقناع الاوروبيين بالتعاضد معها بشكل اكثر من ذي قبل ، ربما تستمر الازمة الاوكرانية لسنوات قليلة او كثيرة مقبلة الى جانب استمرار مهاناة الشعب السوري من نظام مجرم ، فالولايات المتحدة الامريكية لم تكن صادقة في يوم من الايام ومنذ بدء قتل الشعب السوري بمساعدته لانهاء نظام اجرامي ، صحيح ان واشنطن استطاعت انهاء نظام صدام حسين الا انها تركت الشعب العراقي عرضة لنظام عنصري وبالتالي زرعت الحقد بين أطياف الشعب العراقي هذا الحقد الذي امتد ليشمل العالم الاسلامي بأسره ، صحيح ان واشنطن ومعها دول في اوروبا وقفت الى جانب الشعب الليبي بانتفاضته ضد طاغوت بلادهم السابق معمر القذافي وأنهت نظامه الا انها تركت الشعب العراقي بدون تنظيم والولايات المتحدة الامريكية غير صادقة بوقوفها الى جانب اوكرانيا موحدة فهي كانت قد حثت رئيس اوكرانيا السابق فيكتوريانوكوفيتش عدم الاصغاء للاوروبيين .

لا احد بحاجة الى نظام عالمي جديد لانهاء ماساة الشعوب المضطهدة بل بحاجة الى حوار وسياسة حزم صارمة تنتهج ضد روسيا وامريكا وايران فهذه الدول الثلاثة وراء التطرف . الاسلام دين عدالة ووسطية وتطرف فكر بعض المسلمين السياسي يأتي من الاحباط والتطرف القومي في اوروبا سببه الاحباط من السياسة الاوروبية التي لا يزال فكر السيطرة على مقدرات شعوب اوروبية وبالشرق الاوسط وافريقيا سارٍ في رؤسها . واعلان امريكا استعدادها لتسليح المعارضة السورية التي تحمل فكرا معتدلا هو لضرب المعارضة السورية بعضها ببعض للابقاء على نظام بشار اسد ولن يكون استقرار باوروبا والشرق الاوسط الا بالحزم.