عن خسيس بن النواحة الجرهمي

من مقامات رباح .. في البيت المستباح

عن خسيس بن النواحة الجرهمي

وليد رباح

[email protected]

حدثني زرفيل بن قفل .. عن زوجته بيت الطاعه .. عن عمه شحبار بن طنجره .. أن خسيس بن ابليس بن النواحة الجرهمي .. قد وأد دراهمه العبثيه .. القادمة من النعمة البترولية .. في ملف  بوزارة المال الاسرائيلية، يدعى ملف الغاز .. فيه الكثير من الالغاز .. ونغمته نشاز .. ويختلط فيه الغاز بالكاز ..    

ولما كان خسيس ابن النواحة ،  مستفردا بالساحة .. ويضع ( مجلس الشعب) في جيبه الصغير .. ولا تظهر في وجوه اعضائه غير البرابير .. ويختفي عندهم الضمير .. فقد خبأ بعض نقوده في الزير.. عدوها في غفلة من الزمان فكانت  مليارا من الدنانير .. قد وعدهم خسيس بالخير العميم .. وبالموقف السليم .. فلا تكتشف الاجيال جريمة السرقة .. ولا  يظهر فيه الممثل( همبكه) .. ليكتشف فيه التلفيق .. ويحول فيه الغاز الى مجوهرات وعقيق ..

وتعتيما  على ملف الكاز.. فقد استفتى خسيس  جهابذة  اللصوص .. وبقايا حرب البسوس .. وحلفوا يمينا غموس ..  ان موقفه سليم .. ما دام ( يعلف ) الابقار   بالبرسيم  .. ويطعمهم  فتافيت  السكر .. بمساعدة من الجني ( عبقر) .. ولم ينس خسيس ان يستفتي آل خدود .. أصحاب الاخدود .. الذين لهم في السرقات خبره .. وفي كم الافواه عبره ..فاشاروا عليه بقطع الرؤوس .. واستحضار الفؤوس .. لا لحراثة الارض .. وانما لاستباحة العرض .. فعمل خسيس بنصيحتهم ..  واستفاد من جريمتهم ..  وظهرت في الاجواء مجموعة من ( الكتبه)  يغوصون في العمالة حتى الرقبه .. يؤدلجون القضيه .. ويغمسون اقلامهم بالدماء النديه .. نصحوه بافتعال ازمة اخرى .. كي ينسى الشعب  جريمته الكبرى .. فكانت ازمة الخبز  المشهوره .. بعيدا عن منتجع ( المعموره) .. تموت فيه الجماهير الغفيره .. ويفتقدون فيه الفطيره .. فمات في اثناء الزحام .. جموعا من الفقراء الكرام ..  عدوهم فاذا بهم أكوام .. لا يحصيهم عدد .. ويصرخون من اعماقهم يا رسول الله مدد ..

واستتباعا لما نقول .. فقد اختفى طبق الفول .. ولم يجد الشعب الفلافل .. فاختار افتعال(القلاقل).. ففتح خسيس جملة من السجون .. يمارس فيها التعذيب والمجون .. وتهرب فيها المخدرات للسجناء .. كي ينسوا  احوالهم في الصبح والمساء .. ولكي يدمنوا على الطاعة العمياء .. ويصبح فيها البرىء متهما .. والمتهم بريئا .. ويخرج ( المتهم) بعد عمر طويل .. يسبح بحمد ( المهابيل ) ويرجو الله الستر والعافيه .. ولا يقترب من الهاوية .. ويدعو لخسيس  بطول العمر .. ويجيز له عشق النساء السمر ..

ويضيف زرفيل بن قفل .. ان الدنيا اصبحت غابة .. برز فيه الاغنياء ومات  الغلابه .. فارتفعت بذلك الاسعار .. واصبحت على طبق من نار .. فغدا كل شىء غالي الثمن .. الا  الانسان فانه بلا ثمن .. فاستبيحت ذلك الزمان الحرائر .. وغدا الشعب ينام في المقابر .. فضجت من هول الكارثة الاموات .. وارتفعت منهم الاصوات .. لكن خسيسا  غدا يتحكم في اقوات الناس .. ومات فيه الاحساس ..  اكثر من هذا استلهم حياة ( جساس ) فغدا  عينا كالوسواس الخناس .. يكتب التقارير اليوميه .. ليقدمها لحضرة الادارة الامريكية  .. ولا يأبه للزعيق .. ويفرح لنشفان الريق ..

وكان الخسيس ملتفا بالسعاده ..اذ اقدم على ركوب موجة الحرية .. وتبع ذلك بالديمقراطية .. فصفقت له  الجماهير .. فاطعمهم بدل الضأن حمير .. ووعدهم بالخير العميم .. فصدقوه  بتسليم .. وسلموه ثانية مقاليد الامور .. لكي يستورد لهم العطور .. ويغرقهم بالسعاده .. فنسوا احزانهم كالعاده..  واستبدلوا الخبز بالبسكوت .. فكثر بذلك البنكنوت .. واصبحت قيمة الجنيه تالفه ... وقوته الشرائية هايفه .. وعاد الناس يعملون كالثيران.. ويستبدلون السيارات بالبعران .. اذ لم يستطع الناس شراء البنزين .. فهو لا يصلح للتخزين .. فخلطه خسيس بالكاز .. كي يوفر امدادات الغاز .. ويعطيه لاسرائيل .. دون معوقات وعراقيل ..

ويقول زرفيل بن قفل ثانية : ايها الناس .. يا من مات فيهم الاحساس .. واختلفت في عقولهم الاجناس .. ارفعوا الظلم عنكم بالقوه .. والا فامامكم الهوه .. ابدأوا بمجلس الشعب .. فهو عنكم فركة كعب .. لا تعطوا اصواتكم للبلهاء .. ولا تصدقوا اقوالهم العرجاء .. فهم عليكم لا لكم .. هم السوس والدود .. ولايعرفون غير البزنس والعقود ..  رغم الخطابات العسلية ..  والوعود  الورديه .. انهم مجموعة من اللصوص .. يختلط الشريف منهم بالجاسوس .. فان لم تفعلوا ذلك فسيأتيكم الوعد .. ويختطفكم هدير الرعد .. فتكتب عنكم  الاجيال فيما بعد .. كان هنا شعب  صدق الوعد .. وانا لله وانا اليه راجعون.