بين نارين ..ويشعلون الثالثة- وهم..الرابعة!
عبد الله خليل شبيب
البعض يعتبر الأخطار المتعارضة والمتصارعة خطرا عليه .. فهنالك [ تناقض ظاهر] بين ما يسمى داعش ..وبين التوسع الفارسي الذي تستغل فيه إيران المذهب ومترادفاته ..وتحاول أن توسع سلطانها .. بردائف أخرى من غير الجنس الفارسي ..ولكنهم يدينون لها بالولاء المطلق – مثل حزب الله اللبناني ..والحوثيين الذين تركوا الزيدية المعتدلة ..وجنحوا إلى الإثني عشرية الصدامية التكفيرية الشتّامة اللعّانة!.. فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار !..واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير!!
وحار بعض المستهدفين من الطرفين أو النارين كيف يكفون النار عن وجوههم أو عن ظهورهم ..!وكلاهما يتمدد .وإن كان الخطر الداعشي أُعلنت عليه حرب عالمية .. فكيف لو كان دولة حقا ولها كيان وسلاح وأجهزة دولة حقيقية؟!
.. المهم أن أؤلئك[ المستهدفين]..عمدوا إلى فئة او قوة ثالثة ..كانت أصلح ما يعوق [تنمر وتغول] الطرفين السابقين .. ولم يسبق منها إساءة لمعظم من ذكرنا – أو أشرنا إليه- من المستهدفين بالخطرين السابقين ..ومع ذلك تصرفوا تصرفات عدائية مستفزة لمن يحسبون في صفهم أو من أصدقائهم..أو – على الأقل – لم يسيئوا لهم وليسوا خدطرا داهما حالا عليهم كإيران وداعش !..وكأنهم ركنوا إلى أطراف أخرى ظنوها تحميهم ( أيبتغون عندهم العزة ؟؟!! فإن العزة لله جميعا) ..ولن تكون تلك الأطراف الغريبة والمعادية للأمة إلا وبالا على كل من يركن إليها ويطيع إشاراتها – أو أوامرها!- بمعاداة نفر من قومه ..ومن يحسب في صفه!-. وإن كان اتجاها وتصنيفا – وليس تحيزا وعسكرة وتحالفا .. ولا يبدي- بل ربما لا يضمر – له عداء ! وبذلك يكون قد نابذ ذلك الطرف ( المفترض أنه صديق أو على الأقل ليس خطرا حقيقيا ولا واضحا ..) .. فجعل منه عدوا له ..ومع أن هذا الطرف ليس مسلحا ولا مقاتلا ..كقوات الطرفين السابقين ..ولكنه له امتدادات شعبية وأصداء واسعة وقبول عريض – عن كثب وعن تجربة!..وله أنصار كثر .. يعرفونه جيدا ويعرفون استقامته وأخلاقيته وصفاء تدينه وإخلاصه ..وبذلك يكون [المستهدفون] خسروا جبهة واسعة وإن لم تكن في صفهم .. فهي على الأقل لا تؤذيهم ولا تستهدفهم مباشرة! ..ولكن أي استفزاز لهم سيكون له ما بعده ..ولن يكلفوا أنفسهم بالذود عن[المستهدفين ] المتداعين ..والمتراجعين ..أمام قوتين كاسحتين.. ولن يجدوا من يقف معهم
لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره!
– حتى ولو توهم[المستهدفون] – المشار إليهم- أن الأعداء المتدخلين – سرا وعلنا!- في شكل أصدقاء يحمونهم.. بل سيساعدون أعداءهم حتما في المستقبل !..ولعل جماهير الوسط والاعتدال ( الأكثرية الصامتة – كما يسمونها!)يميل كثير منها إلى أحد الطرفين –المكتسحين! نكاية بمن استفزوهم..مع أن بيوت هؤلاء من زجاج هش ..وعوراتهم بادية وتجاوزاتهم ومظالمهم ومفاسدهم بلغت عنان السماء ..وأزكمت روائحها الأنوف ! والدفاع عن مخازيهم ومثالبهم واستئثاراتهم صعب بل مستحيل ..لتراكمها وتعاظمها وقدمها واستمرارها ..حتى صارت لازمة لهم لا يستطيعون الفكاك منها ولا التخلي عنها !! بل هي ..وأصحابها .. تعتبر نارا رابعة تشعل نفسها بنفسها! وكفيلة بحرق أصحابها !!:
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله !
ولديهم من التناقضات– الممكن استغلالها وإشعالها- ما يكفي لهدم جبال!