ثمة ما يجعل المتمرد مستغرقا في حلم المستقبل

جمال الموساوي

[email protected]

المتمرد في نهاية الأمر لا يعرف شيئا.

ثمة ما يجعله مستغرقا في حلم المستقبل.

يغمض عينا

ويفتح قوسا لجملة مفترضة.

الدم منساب

والرؤوس تقطع الشك بمدية متآكلة،

كأن صدفة سعيدة

توشك أن تشتعل.

وكأن ساحراً من العصور الأولى

مقبل، في كتيبة من الأقنان،

إلى حقل الورد.

كل شيء مرتب.

كل شيء بين بين.

إذن، هناك احتمال واحد.

أن يبقى الدم منسابا في العروق

وأحلامُ اليقظة مرتابةً من زحام الخلق

على باب المستقبل.

أحتاج أحذية كثيرة

وصبر النبيئين،

أحتاج كثيرا مني

كي أعبر الجسر بين ورطتين:

أإلى هؤلاء

أم إلى هؤلاء؟

تشابهت القلوب،

والوجوه ندبتها واحدة.

أحتاج أحذية كثيرة لطرق تشبه

المتاهة،

والكمائن،

والفخاخ.

في كل مرة يطوف بي طائف الحيرة

أختفي في جبة عدَّاءٍ

وأطلق المخيلة من عقالها.

هذا وطن يدنو ويقترب،

وهؤلاء..؟

لا أدنو ولا أقترب،

"كم كنت وحدي" يقول الشاعر

في الفلوات،

ألوذ بالخيبة لأصنع قدري.

لا إلى هؤلاء

ولا إلى هؤلاء.

"الحقيقة في بئر.

البئر عميقة ومظلمة" يقول الروائي

في غابة بعيدة

وأنا

كأنني على الأعراف. الغربة كل سِيمَايَ

ولا أحد يتطلع جهتي.