النجم الساطع
النجم الساطع
في تقليب الجروح والمواجع
د.مراد آغا *
[email protected]
بداية هذا المقال في سلسلة شر البلية مايضحك أتوجه بالتحية والاكبار لكل جائع ومعذب
في بلادي سورية وكامل بلاد العرب والعالم ولكل صامت شريف أصابه ذل الفاقة في الصميم
والله على مابه وبأقرانه عليم متمنيا زوال الهم والغم من على رؤوسهم بأقرب وقت وفك
الله أسر سورية ولبنان وأهلهما الصابرين الميامين آمين يارب العالمين
المهم وعودة الى موضوعنا في شر البلية مايضحك ويقهقه ويسهسك نستذكر وخير اللهم
اجعلو خير آخر أيام الصحابي الجليل خالد ابن الوليد والذي أنار حمص وسورية باحتضان
رفاته فيها حيث أشار الى جسمه المثقل والمثخن بالجراح متمنيا لو مات على أرض الوغى
مناضلا ومجاهدا ضد من بغى وتجبر وطغى بينما جراح أهلنا اليوم هي من ماتركه هذا
الزمان من جروح وقروح وندبات
حال أهلنا المجاهدين الصابرين في سورية والتي ينطبق عليها قول الشاعر
ماحيلة الرامي اذا التقت العدا أراد رمي القوس فانقطع الوتر
ان اثقال هذا الانسان الصابر بالجروح والقروح والمواجع مابين مطرقه الصمود والتصدي
وركام الكلام والحديد المصدي والذي استنزف من خيرات البلاد بحجة التوازن
الاستراتيجي مع العدو عبر ركام السلاح والأحلام في تحرير فلسطين والجولان وتكييع
اليهود وحشرهم في الدكان وكان ياماكان
وسندان الفساد المستشري على مبدأ مطرح ماتنصب اسرق وانهب ولا تلت وتعتب
هذان العاملان والذان تم التغلب عليهما وبقفزة نوعية أطارت عقول الأنام وريش الحمام
وسيقان النعام عبر استبدال الجوع بالشعارات والهتافات ولصق صور الأحياء والأموات
وجرجره العباد في المسيرات ونتر العدا أطنانا من الشتائم والمسبات وتحرير فلسطين
والجولان بضربة نقافه وشحاطه وشفة فنجان قبل أن ترجع العباد وتتبادل التهاني ودموع
النصر وترجع الى بيوتها وكأن شيئا ماحصل وكان
ماوصلنا اليه من حال تم فيه استئصال الثروات الكرامات ووصلت فيه الفاقة الى كل ركن
بعدما أفرغت شركات مخلوف بلا خوف ولاليش وزلغوطه وليليليش ومالف لفها من مؤسسات
أفسدوا حتى تسعدوا واصطهجوا حتى تنفلجو مابقي في جيوب العباد في استثمارات ومشاريع
وهمية أصابت بالهذيان والترنح والدوخان مابقي صاغا من البرية بعدما حشرت العدا في
النملية
حتى خرج من كان يتخذ من الحمام منبرا لبث الهموم والغموم الى الشارع محدثا نفسه
مترنحا وراقصا هذا ان لم يستبق نشوته شي كم فالج وجلطه بعد كم مصيبه وورطه
وان كان أول شهداء الخبز قد سقط حقا وحقيقة أمام أحد أفران ادلب مؤذنا ببداية قافلة
قرابين الخبز والجوع في بلاد الظلم والظلام والخنوع حيث يتم تحويل وشحط وربط انتباه
العباد عن الفاقة والحرمان بقصص المؤامرات التي تحاك ضد البلاد وزج مناضلي وأشراف
الوطن في غياهب السجون بحجة التآمر على الأمن العام وكلو تمام وياسلام
واذا تساءلناعن أي أمن نتحدث .عن أمن ملايين الجياع ومفترشي الحصير والمشاع والذين
لم يبقى لديهم مايخشون عليه الا بقايا كرامات لم تصل اليها بعد جحافل الجلادين
والطغاة
عن أي أمن نتحدث بعد أن فرغت البلاد من خيرة أولادها مابين طافش وهارب ودافش ومشمع
للخيط وفاركها
عن أي أمن نتحدث بعد أن تم بيع مايمكن بيعه من البلاد من ثروات وحضارة وتاريخ في
السوق السوداء وبعد شفط وشحط مالذ وطاب من خيرات البلاد ومدخرات المساكين والصابرين
من العباد
هل بقي شيئ يخشاه النظام في بلادنا بعد ارجاعها الى العصور الوسطى وبيع البلاد
الدائم عالقاعد والقايم وعالخفيف وعالناعم بالجمله والمفرق وعالبسطه
كيف يمكن للجندي أو المقاتل السوري أن يفكر بالدفاع عن نظام لم يبق له في قصعات
وطناجر الشوربة والرز والفول الا الحصى والنفايات واللحوم الفاسده ناهيك عن تضور
عائلته وأولاده أمام أم عينيه جوعا وفاقة
هل ستكفيه الشعارات والهوبرات للدفاع عن ماتبقى في هذا الوطن أم سينتظر كما حصل في
العراق دخول دبابات المحتل حتى يخرج هو وأقرانه بصور القائد الأوحد واشباعها تمزيقا
وضربا بالشحاحيط كما حصل على الملأ على مبدأ فشه قهر بعد ظلم الدهر
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي فان ماوصلنا اليه مابين جياع
الداخل ومآسي معذبي الخارج بين مطرقة الغربة وسندان مانراه ونسمعه من آلام وعذاب في
داخل الوطن دون القدرة على عمل شيء اللهم التمنيات لهؤلاء الصامدين والمجاهدين
بالصبر والسلوان
قلوبنا معكم ياأهلنا ونعلم أنه لايخلو ركن في سورية من مأساه ومعاناة تمر صامتة
طويلة وثقيلة لكنها تأبى الا أن تترك بصماتها في جدار الزمان عارا على جلاديها
وغارا وفخرا على صدور هؤلاء الصابرين فرج الله أسرهم وضيمهم آمين يارب العالمين
دامت سوريا ودام شعبها الصابر العظيم
نامي جياع الشعب نامي
نـامـي جـياع الشعب نامي
وعـدوك الـجنة أنهارا وخلانا
هـو نـعـيـم الجحيم أطبق
كـيـف الـنجاة والعدا صالت
أيـن الرخاء والبطون شاغرة
تـعـد أيـامـا تـمضي ثقيلة
أو تـعد مواضع الجروح تقلبا
هـم امـتـحان من رب العباد
صـبـرا عـلى الضيم بلادي
بـلادي أم الـرجـال عزيزة
فـمهما قطعوا الأرزاق وأمعنوا
ومـهـما باعونا النصر وعودا
ومـهـما ساقونا قرابينا مكبلة
سـتـعـودين شآم عزيزةدوماقـريـرة العين والجفن والمنام
وعـدوك الـنعيم انعاما بانعام
بأنياب غاصب وظالم وحرامي
ترمي الهياكل بالسيف والسهام
عامرة الفتات والسكات والأرقام
أثـخنت بالشح والعدم والاعدام
بـالـمـواجع والقروح والآلام
لـكل ذي نخوة وشهامة واقدام
فما قايضت الأمم العز باستسلام
شـآم الـى يوم القيامة والقيام
بـالكرامات ضربا بالصرامي
كـلامـا منمقا بالعشم والأنغام
بـقـهـر عتاة الرعاة للأغنام
مـاأقامت ميسلون أبدا بالدوام
*حركه كفى