نووي الله لا يعطيهم العافية
نووي الله لا يعطيهم العافية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
ليس
عيباً أن يكون لدينا النووي والذرّي والكهرامطيسي والهدروجيني والإشعاعي والاندماجي
وغيرة ، ولكن إذا كانوا سيُستخدموا لصالح الإنسان السوري ، بينما الوقائع أثبتت بأن
توجه هذا النظام المعتوه لمثل هذه الأمور ليس إلا لتوظيفها في مشاريعه المُدّمرة
وإرهاب من حوله من الدول، فالأسلحة التقليدية التي امتلكها والجرثومية لم يُقصّر في
استخدامها على أبناء شعبه ، وقتله لعشرات الآلاف منهم في حماة والمدن السورية ،
وإجراء التجارب الكيماوية على المُعتقلين الذين قضى كل واحد منهم إلى ربّه بطريقة
مُعينة ، ولو لم يكن لكلامي هذا صحّةً فليتفضل النظام وليُرينا إيّاهم حتى وهم
أموات ، لإجراء الفحص النووي عليهم والتأكد من صدقية هذا القول ، وفكرة النووي كانت
تُراود الجزّار الأكبر حافظ أسد الذي عهد إلى ابنه لإتمامها بغية تحقيق توازن الرعب
للدول العربية بالتنسيق مع إيران ، بحيث يُصبح النظام السوري هو الأهم لفرض شروطه
على الآخرين ، ولكن بعد فضيحة التعاون النووي المخابراتي السوري مع الكوري
والإيراني ، لم يبقى أمام هذا النظام إلاّ الإدعاء بعدما أدرك بقرب كشف النتائج عن
نيّته بالتعاون مع روسيا لبناء محطات نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية كتغطية
عمّا كان ينوي فعله)
فنحن ضد أن يمتلك نظام بشار أي قوّة نووية قد يدعي بانها موجهة للكيان الصهيوني ،
لأنه امتلك كل أنواع الأسلحة الفتاكة من قبل ولم تُستخدم إلا ضد الشعوب المعزولة من
السلاح ، فقتل من الفلسطينين عشرات الآلاف ومثلهم فعل باللبنانيين ، وقبلهم كان
نصيب الشعب السوري أضعاف الأعداد المذكورة وتدميره للمدن ، ولم ينسى العراق بسيارات
الموت عبر التفجير التقليدي ، فكيف إذا ملك السلاح النووي الخطير ؟ لاشك فإنه شيئ
يصعبُ تصوره ، وسيسود حينها حالة من أجواء الرُعب والكآمة والكتامة والخوف الشديد
على المنطقة ، ولن يقتصر إرهابه بالشعب السوري فقط ، الذي لاقى على أيدي هذه
الطُغمة الحاكمة الويلات ، ونحن كسوريين ومُعارضة نرفض بقوّة امتلاك النظام السلاح
النووي بأي حال من الأحوال ، لا بل نُطالب هذا النظام بالرحيل قبل أن تدوسه اقدام
الشعب كما فعلت مع تشاوشسكو وميليوفلستش وغيرهم ، فنحن لا نُريد إلا ان نعيش بسلام
، وسلاح اسرائيل النووي لن يُرهبنا لأنه أوّل من سيصيبها إن استخدمته ، وسنسعى بكل
قوتنا عبر القنوات الدبلوماسية وبالتعاون مع كل الدول العربية على إزالة هذا السلاح
من المنطقة رغم أُنوفهم ، وخاصة بعد أن أشرف على التلف أو بعد ان صار خطراً واحتمال
وقوع كارثة بيئية عندهم كالتي حصلت في تشرنوبل
نحن
لانريد أن ندخل في سباق نووي مع أحد ، بل نُريد ان نلتفت الى شعبنا ورخاءه وأمنه ،
وانتشاله من حالة الفقر والجوع والمستوى المعيشي الهابط ،ووقف السرقات وعمليات
النهب التي يقوم بها بشار وحاشيته وبالذات أمين صندوقه وخزنته اللص الكبير رامي
مخلوف، وفكّ شعبنا من سجنه الأكبر الذي هو الآن بعهدة المجرم حسن وحافظ مخلوف ،
ونُريد بدلاً عن ذلك بأن نعمل على برامج تنموية تُعيد الأمل لشعبنا ببناء مستقبل
أفضل وزاهر ، ونريد أن نعمل على تنظيف السجون من كل مُعتقلي الراي والكلمة والضمير
وتكريمهم، الذين تُقدّر اعدادهم بالآلاف ، ونُريد ان نُعيد البسمة الى مواطننا
السوري بعدما افتقدها طوال أربعة عقود من عهود القمع والقهر والإذلال ، فنحن لدينا
أولويات سنعمل جاهدين على تنفيذها بالكامل لما فيه مصلحة الوطن ، وكذلك سنعمل على
إعادة كل سوريي المهجر ليُعيدوا بناء بلدهم بأيديهم ، لاسيما طبقة المُفكرين
والعقول منهم، ونُريدُ أن نُعيد الثقة من جديد لمواطننا السوري بقيمته ومكانته
وأهميته ، وبالتالي فنحن لانُريد من هذا النظام إلا أن يرحل ليرتاح منه الناس ومن
حوله فقد ملّت الخلائق من وجوده واشمأزت النفوس منه ، فنحن لا نُريد إلا ان نعيش
بسلام وأمان وكرامة وحرية ، وهي من ابسط حقوق الإنسان
فنحن لانُريد النووي ولا غيره مما يُخططه النظام لتقوية نفسه على حساب شعبنا الذي
صار يأخذ المازوت والكثير من السلع على البون ، وبلادنا تُنتج مايزيد عن الستمائة
ألف برميل يومياً من النفط ليشحد حاجته من أهم المواد في حياته ، وبالتالي فماذا
سنستفيد من النووي إذا صار حال شعبنا من أجله ومن اجل السلطة الغاشمة في الحضيض ،
وهل ينفع النووي لأخذه كأبرة في العضل لتخديرنا عن مآسينا وانكساراتنا واحزاننا
وألامنا ودماءنا ومُعاناتنا وأهاتنا ، وعليه فإننا لانُريد النووي ، لا بل سنُحاسب
بشار وعصابته عليه، وعلى كل عمل أقدموا عليه يُضرُّ بمصالح الوطن ، وأنفقوا عليه
المليارات التي اقتطعوها عنوة من جهد وتعب وخيرات المواطن السوري ليرموها الى
القُمامة كما فعل المعتوه الليبي ليُقدموها في النهاية الى من يدعون مُخاصمته كهدية
مجانية ثمناً لبقائهم ، وبالتالي لايسعنا إلا ان نقول لهم في نهاية المطاف بأن
لايُبارك الله فيهم ، ونتمنى عليه سبحانه بأن يكسر أياديهم ويجعلها مغلولة الى
أعناقهم ،مُغلّلين بالأصفاد ، ولا يعطيهم العافية على هذا العمل الأحمق.