عرين الأسد
أقوى دراما تلفزيونية من إنتاج الجنرال بوعلي
هبة الله
في ظل هذا الازدحام للأعمال الدرامية الناجحة، وتسابق المحطات العربية والعالمية والصحافة الفنية لتغطية كل جديد وتلقفه ونيل حقوق البث الأولي الحصري، ومتابعة المسيرة الدرامية خطوة بخطوة، نجد معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية.. حتى السورية منها تتهرب من التطرق لمسلسل يعتبر الأضخم في التاريخ الدرامي العالمي، من حيث عدد الممثلين، والميزانية، وتنوع الأحداث، وطول مدة العرض التي تجاوزت الأربعين عاما، وواقعيته حيث يروي بصدق وواقعية حياة بلد كامل بشعبه وأرضه ومقدراته وهمومه ومشاكله وآماله وألامه... يوما بيوم، وساعة بساعة...
إنه المسلسل التاريخي الكبير "عرين الأسد" للكاتب والمخرج الغني عن التعريف السيد "بوعلي".
وقد كان شرفا كبيرا لي أن منحني السيد بوعلي جزءا من وقته الثمين، لأجري معه حوارا صحفيا ساخنا هو الأول في تاريخ هذا المسلسل....
وباسم جميع القراء المتلهفين أتوجه بالشكر الجزيل للجنرال بوعلي أولا، ولجميع الواسطات التي يسرت لي الفوز بهذا السبق الصحفي الكبير، من جنرالات الأمن السياسي والمخابرات وأمن الدولة والداخلية والخارجية ......
- سيد بوعلي...مسلسل "عرين الأسد" اسم كبير وعنوان لأضخم إنتاج تلفزيوني درامي عرفته البشرية حتى الآن... بداية سيدي الكريم هلا أعطيتنا فكرة موجزة عن هذا المسلسل؟
- للأمانة أقول : إن هذه الفكرة جاء بها والدي الذي مضى على وفاته قرابة العشر سنوات... بدأت الفكرة في أواخر الستينيات من القرن الماضي حيث رأى والدي ببصيرته الفذة أن دراما الستينيات والخمسينيات باتت مبتذلة ومكررة، وتفتقر إلى روح التجديد والإبداع.. فقاد ما سمي لاحقاً بالانقلاب التاريخي الكبير على واقع الدراما، وظل يعمل بجهد ويشحذ الهمم، ويجمع المؤيدين إلى أن تم له أخيرا أن يقود مسيرة التصحيح ويعلن للعالم بدء عرض مسلسل "عرين الأسد" بحلقاته المثيرة والشيقة؟؟؟
تدور أحداث المسلسل حول (لكع) الشخصية الأهم وصاحب البطولة المطلقة... شخص نكرة.. مجهول.. مغمور.. مواطن عادي في بلد كبير حي...
استطاع هذا الرجل بمساعدة خارجية أن يرتقي في سلم المراتب العسكرية، حتى وصل إلى مرتبة عالية مكنته من أن يجمع حوله بعض الأتباع والمستخدمين، وأن يقرب إليه بعضاً من أصدقائه وعائلته ليقويهم ويقوى بهم...
إلى أن تمكن أخيرا وعبر سلسلة من الأحداث التي لا تخفى على أحد من المشاهدين والمتابعين، من القفز إلى سدة الحكم، محولاً البلد الآمن المطمئن إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، ومستبدلاً قانون البلد القديم، ودستورها العظيم بقانون الغاب المخيف.... ومن هنا وحتى يتناغم الاسم مع المسمى أطلق على المسلسل اسم "عرين الأسد".
- طبعا كل هذه الأحداث كانت من إبداع والدكم الفاني... حدثنا سيد بوعلي عنكم، متى بدأتم العمل في المسلسل، ومتى استلمتم زمام "العبث" في الإخراج والتأليف المطلق؟
- يعلم الجميع أنني كنت أقيم في إحدى الدول الأوروبية ، مستمتعاً... بما يرسله لي والدي من أموال ومبالغ ضخمة ما هي إلا جزء يسير من الأرباح والعوائد التي تدرها عليه سلسلة حلقات "عرين الأسد"...
استدعاني والدي بعد أن أصابته وعكة صحية شعر من خلالها بضرورة وجود وريث له يتابع العمل وليحافظ من بعده على ثروات الأسرة ومواردها واستراتيجيتها..... خصوصاً وأن المسلسل دخل في دوامة من الرتابة والملل..
لا أنكر أنني كنت جاهلاً تماماً لكل خفايا وأسرار هذا العمل لكنني استطعت أو توجب علي التعلم بسرعة حتى لو استنفذت موارد البلد كلها وكان ذلك بعد المشهد الذي أدخلته بعض العناصر المشبوهة على المسلسل وهو "مشهد مقتل الوريث"...
- عذرا على المقاطعة سيد بوعلي، لكن عندي تساؤل حول هذا المشهد بالتحديد... ما الذي دفعكم إلى استبعاد الوريث من المسلسل مع أنه كان نجما وبطلا وفارسا مقداما، والأهم أنه كان محبوبا من قبل المشاهدين ........
- أجل.. وهنا مكمن الإثارة.......
عادة في جميع الأفلام والمسلسلات هنالك قاعدة كبيرة تقول: البطل لا يموت... نحن وببساطة شديدة كسرنا تلك القاعدة..
- لكنه شكل صدمة لعدد كبير من المشاهدين... وقد ظهر لاحقا عدد من النقاد الذين اعتبروا هذا المشهد بالتحديد هو بداية النهاية لمسلسل "عرين الأسد" إن صح التعبير... وذلك بسبب الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت في محاولة سد الثغرة ومعالجة الصدمة التي خلفها هذا المشهد...
- أبداً.... أخالفك الرأي تماما، وأبسط دليل على ذلك هو أن المسلسل مازال مستمرا إلى اليوم... وسيستمر...
- مسألة الاستمرارية سنتطرق لها لاحقا... لكن الآن سيد بوعلي دعنا نكمل الحديث عن استراتيجيتك الجديدة في إدارة هذا العمل هلّا أطلعتنا عليها من فضلك ؟...
- حسنا.. أود بداية أن أوضح أمراً مهما بشأن شخصية "الوريث": لقد كانت شخصية أساسية ومحورية ومهمة في إنجاح هذا المسلسل، وأعتقد أن هذه الشخصية بالذات هي التي حلقت بـ "عرين الأسد" إلى الفضاءات الدولية والعالمية، لأنها شخصية مبتكرة تماما، ولا وجود لها في أي عمل سابق لا عربي ولا غيره..
وبالرغم من أنه أقل وسامة من سابقه، لكنه نجح في فرض نفسه، والأهم أنه يتحلى بروح الشباب التي بات المسلسل يفتقر لها تماما بعد أن أصبحت كل شخصياته من أصحاب الوجوه المتجعدة والأجسام المترهلة والبطون المنتفخة، والكراسي التي قرفت من جالسيها...
وهنا كان لابد من وضع نهاية للأسد ليموت أخيرا في سلام وهدوء... وليدخل المسلسل مجددا في حلقات حزن وأسى ودموع وحداد... سرعان ما تمحوها مشاهد الفرح والاحتفالات بتولي "لكع بن لكع" زمام الحكم ليصير الأسد الجديد...
- دعني أستوضح منك أمرا: لماذا أبقيتم على اسم الأسد؟ أما كان أفضل لو أعطيتم الوريث اسماً آخر؟ كـ "الشبل" مثلا...؟
- قرد!!! لقد أجبت على هذا السؤال.. وهو حتى يتماشى مع القانون الجديد قانون الغاب...
--- آسف.. صحيح... سيد بوعلي: كيف تصفون المسلسل؟ هل هو مجرد دراما حياتية واقعية، أم أنه يتعدى ذلك إلى غيره من فنون العمل التلفزيوني؟
->- لقد استطاع المسلسل أن يجمع بشكل مبتكر وفريد جميع فنون التلفزة والتمثيل.. ففيه إضافة إلى كونه واقعيا حياتيا.. مشاهد عنف "أكشن": كالاشتباكات التي كانت تحدث بين الضباع وفئات من الشعب، والاشتباكات بين الأمن والإرهابيين المفترضين، ومشاهد رعب أيضاً وتعذيب: كتلك التي تتم سرا في سراديب مظلمة تحت الأرض بحق الأبرياء من أبناء الشعب، ومشاهد مجزرة حماة وجسر الشغور ومجزرة تدمر وصيدنايا والقامشلي.. وغيرها من المشاهد التي كان لها بالغ الأثر في زرع الخوف لدى الشعب وترسيخ الحكم للظالم وأتباعه..
ومشاهد الجريمة والتحقيق والألغاز: كلغز انتحار أحد أكبر أعوان الأسد برصاصتين في الرأس بعد أن قيد نفسه بإحكام إلى كرسي مكتبه.. أو ذاك الذي شنق نفسه ثم رمى بجثته من سطح بناء مؤلف من عشرة طوابق...أوالذي أطلق على نفسه النارمن الخلف ولم يكتف بذلك فرمى بنفسه أمام القطار ......
وهناك مشاهد السحر: كمشهد الانتقال السحري السلمي للسلطة من الأب إلى ابنه وسط هتافات وتأييد الشعب المطلق..
هنالك الفرح والاحتفالات التي تتكرر باستمرار في كل عيد وطني ومناسبة قومية –وما أكثرها-!!
ومشاهد الحزن والحداد لموت ابن الأسد أو أم الأسد او حتى موت الأسد نفسه...
حتى الكوميديا كان لها في مسلسلنا نصيب... حيث نجد الكوميديا الساخرة التي تسخر وتستهزئ بعقول البشر عامة من ممثلين ومشاهدين ونقاد ومراقبين....وكوميديا الكلمة مثل "سوريا الله حاميها"..
وكوميديا المهزلة كمشاهد الاستفتاء على تجديد البيعة، وتعويذة "نعم نعم" وغيرها..ا..
-">-
-">- لقد كان "عرين الأسد" ومازال مصدر إلهام للعديدين...
لقد ألهم عددا من السوريين في الداخل والخارج فباتوا يتسابقون إلى إنتاج أعمال درامية أعتقد من وجهة نظري أنها هزيلة ولا تشكل أي تهديد ولا منافسة من أمثال: .......... وغيرها..
كما ألهم العديد من الدول العربية الشقيقة خصوصا في مسألة "الوريث" وحاليا هناك على الأقل اثنتان من الدول العربية تهيئ وريثا لها..
وقد ألهم عددا من الأصدقاء الغربيين، فشعار التغيير الذي رفعه الوريث في بداية عهده كان مصدر إلهام –كما تعلمون- لأحد مرشحي الرئاسة في إحدى دول العالم المتقدم..
-">-
-">-
أيضا لدينا بعض الشخصيات الفلسطينية الهامة والغنية عن الذكر..
- أفضل ....
- وسابقا كان هنالك دور كبير للنجمة روسيا لكن تم الاستغناء عنه في الوقت الحالي..ي..
- أصل إلى سؤالي الأخير: لقد أجرينا استطلاعا للرأي حول استمرارية "عرين الأسد" فجاءت النتائج كالتالي:لي:
. نسبة بسيطة هي من المرتزقة والمنتفعين والرعاة وأصحاب المصالح أكدوا بتفاؤل أن المسلسل سيستمر.
. نسبة ثمانين بالمئة أكدوا عدم رغبتهم في استمرار المسلسل لكنهم بدوا غير متفائلين..
. نسبة سبع وأربعين بالمئة التزموا الصمت وقالوا: دع الأيام تفعل ما تشاء...
. نسبة سبع وتسعين في في المئة أكدوا أن الوريث "لكع بن لكع" شخصية فاشلة وغير ناضجة، وأن دخوله المسلسل كان أكبر مصيبة، واستمراره سيؤدي حتما لفشل المسلسل وتوقفه..
. بالنسبة لمن شملهم الاستطلاع من أبناء الشعب المشاركين في أدوار ثانوية في المسلسل فقد اكتفوا بالقول: نعم نعم..
-">- ءءءءءءءءءءء.......
-">- أشكر السيد بوعلي على هذه الفرصة الغالية..
وإلى أن نلتقي في تحقيقات صحفية ساخنة وجديدة لكم مني أطيب المنى ودمتم برعاية الله وأمنه..