أراضي خالصة
مصطلح صنفته بلاد فارس بعد احتلالها الأحواز العربية
حميد شايع الأحوازي
سكنو العيلاميين احوازي اليوم، سكنو هذه البقعة من الكرة الارضية التي تقع على السواحل الشرقية للخليج العربي ابتداءا من شط العرب الى باب السلام (مضيق هرمز) بمحاذات جبال زاجرس التي تعتبر الحاجز الجغرافي الطبيعي الذى يفصل بين الأحواز و بلاد فارس،ان حضارة عيلام السامية يمتد تاريخها لسبعة آلاف عام على ارض الأحواز, سكنو الاحوازيين الساميين هذه الارض قبل ان يكون للفرس او بالاحرى "العرق الآري" اية وجودا بشريا يذكر، و بعد هجرتهم من الغوغاز الى منطقة حكمتانة( همدان الفعلي) كانت للأحوازيين العيلاميين حضارة مزدهرة يعود وجودها على هذه البقعة من الارض الى 2500 عام قبل وصول الفرس لحکمتانه، هجرو الآريين و سكنو خلف جبال زاجرس و لم يربطهم اي شياء بالعيلاميين الأحوازيين اية صلة.
لا اريد الخوض بالتاريخ لان كتب الكثير من الأحوازيين و العرب عنه و ما يؤكده و وثقه باحثين و مستشرقين اجانب على عيلامية و سامية المنطقة و لم يكن للفرس اي وجودا في الأحواز، هذا موجودا على المواقع الأحوازية او فی البحث علی غوغل، ليتمكن القارئ الكريم مطالعته بالتفاصيل، ما اود الوصول اليه في هذا السياق هو ان ايران احتلت الأحواز في 20.04.1925 عسكريا و بعد تلك الجريمة الشنعاء مارست السلطات الايرانية اقذر و ابشع الجرائم بحق الشعب العربي الأحوازي و وضع رضا شاه المقبور قوانين عنصریه وتجاوزات، منها "اراضی خالصة" مما يعني ذلك، التهجير القسري الجماعي، طمس الهوية العربية، قتل، طرد، بناء مستوطنات و جلب مستوطنين فرس، تامين و توفير كافة مستلزمات الحياة مجانا لهم، تقسيم المياه و نقلها الى مدن فارسية، سلب كل ما تملك هذه الارض من ثروة، جلب الامراض من خلال المياه الملوثة، حرمانهم من كافة الحقوق الانسانية و حتى الحياة، ممارسة سياسة التفريس و الاضطهاد العنصري و تغيير المعالم و الاسماء العربية، والكثير الكثير من الجرائم، و هذه المراسيم الامبراطوریة التی تنتمی للقرون الوسطى، بعض منها نفذ في عهد الملكيين الغاصبين، و المتبقي تسلمته الجمهورية اللاإسلامية الايرانية اللاشرعية لها في الأحواز لاستكمال مشاريع الاحتلال الفارسي الغاشم و استمراريتها في النهج نفسه، لا بل ابشع من ذلك.
الأارضي الخالصة(زمينهاي خالصة) قانونا اقره الشاه بعد غزو الاحواز و هذا القانون لم يكن في بلوشستان و كردستان و اذربايجان... و انما في الأحواز العربية المحتلة فقط، روجت و مازالت تروج لها العقلية الفارسية العنصرية الشوفينية على المستوى الرسمي و الشعبي منذ احتلال الأحواز، ويعني ان الفرس هم السكان الاصليين لهذه الارض و العرب هم دخلاء، ذلك بمعنى ان يبيح لسلطات الاحتلال الفارسي ان تعمل ما تشاء و بطريقة و حشية لا سابقة لها في التاريخ اذا لم يكن مبالغا فيه. ان اراضي الخالصة تعنى ان الشعب الذي يسكن هذه الارض لا يمتلك اي شئ منها، و المستندات و الوثائق التي يملكها هذا الشعب العربي الأحوازي الاعزل من مستندات للاراض و المنازل و المتاجر و غير ذلك، هذه كلها مؤقتة أو غير قانونية و لا شرعية لمالكيها عند قانون الاحتلال الايراني الذين هم من اعتدوا على الشعب و الارض الاحوازيين باحتلال عسكري من خلف جبال زاجرس، ارض خالصة تعني ان الشعب الأحوازي بتعداد سكانه الاكثر من ثمانية ملايين انسان ليس لهم الحق في الحياة في تلك الارض و كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الايرانية في الأحواز و حسب قانون الاحتلال الايراني العنصري و الشوفيني يجوز لهم القانون بارتكاب اية جريمة بحق هذا الشعب المظلوم دون حق الإعتراض الدستوري و في ظل السكوت المتعمد و المقصود و المشجع لتلك الجرائم من قبل المنظمات التي تدعي انها تعمل لحقوق الإنسان، و النخبة الفارسية و ما تسمى بالمعارضة الايرانية بكل اطيافيها و الوانها من شيوعيها حتى مرتجعيها. هذا ما حصل و ما يحصل الان على ارض الواقع و بعيدا عن مرءا العالم.
ما قام به الحرس الثوري الاجرامي الايراني في مدينة الحميدية الأحوازية بمصادرة اراضي الفلاحين في يوم الخميس 27.05.2010 و الذي واجه الحرس الاجرامي ابناء الحميدية الابطال و كانت حصيلة تك المواجهات 3 شهداء و 7 جرحى، لم يكن اول مرة و انما منذ الاحتلال مارسته سلطات الاحتلال الشاهنشاهية الغاصبة و استمرت به الجمهورية اللااسلامية.
ان عدم معرفة الراي العام العربي و العالمي عن تلك الجرائم الشنعاء و ممارسات الاحتلال الايراني الاجرامية في الأحواز العربية المحتلة سببه التعتيم الاعلامي و عدم الاهتمام الاعلام العربي خاصة و العالم عامة عن ما يجري في الأحواز و هذا ما طالبنا و مازلنا نطالب به فك الحصار الاعلامي عن هذا الشعب المظلوم و الاعزل و الوقوف الى جانبه وقفة انسانية و الانضمام الى صوت الحق لايصال صرخة اكثر من ثمانية ملايين عربي و هم ينادونكم، لايصال صرخة الاطفال و الثكالى الى العالم لمعرفة ما يجري في الأحواز من تنكيل و ارهاب و مجازر ترتكبها ايران في كل لحظة.
ان سلطات الاحتلال الايراني تمنع و تحجب اية معلومة تخرج من الأحواز، و يمنع وصول اي مراسل عربي او اجنبي الى الأحواز ليكشف ما يجري هناك لا بل حتى المعارضة و منظماتهم الانسانية هي ايضا تحجب و تتكتم عن ما يقوم به الاحتلال الفارسي من جرائم ضد الشعب العربي الأحوازي.
نحن الأحوازيين ظلمنا بشكل مضاعف و نأمل ان يقوم الاعلام العربي بواجبه المهني و الانساني تجاه الأحوازيين لكي يتعرف العالم على معاناة شعب عربي اعزل لا يملك شيء الا الارادة و الاصرار و العزيمة لمواصلة نضاله و كفاحه المشروع حتى يسترجع ارضة و كرامته و سيادته على ارضه.