الطغاة يذبحون الشعوب
مرّة أخرى ..
حين يذبحون مروءاتها !
عبد الله القحطاني
1) شعب بلا مروءات شعب ميت .. فالمروءات هي جماع الأخلاق الفاضلة .. لذا :
* شعب لايهتزّ إباءً ونخوة ، لامرأة تَنتهك أحهزة الأمن حرمة بيتها ، أو تقتادها إلى أقبية التعذيب .. هو شعب ميت !
* وشعب لايثور غضباً لكرامته المنتهكة ، عبر كرامة رجاله الأفاضل المحترمين ، ونسائه الحرائر المصونات .. شعب ميت !
* وشعب يفرَض عليه تقديس أصنام بشرية ، ملوّثة بشتّى أنواع السوء ، والشرّ ، والدنَس .. ثمّ لايتحرّك ـ سراً و علانية ـ لتحطيم هذه الأصنام .. هو شعب ميت !
* وشعب يسام الخسف والهوان ، كالعبيد .. ولا يغضب ، ولا يثور.. هوشعب ميت !
* وشعب تسوقه حثالة من البشر ، إلى مَصارعه ، في أقبية الرعب والموت والذل والهوان، عبر سَوق خير رجاله وخير نسائه ، إلى هذه الأقبية .. هو شعب ميت !
* وشعب يَسرق لصوص الحكم ، اللقمة من أفواه أطفاله ، ولا يدافع عنها.. هو شعب ميت !
* وشعب يَحشده أنذال ، لايعرفون معنى الكرامة الإنسانية ، في الساحات العامّة ، ليهتف لجلاّديه الذين يذبحونه صباح مساء : بالروح بالدم ، نفديك ياصنم .. هو شعب ميت !
2) فهل شعب سورية كذلك .. !؟ كلاّ..
* لقد حارب شعب سورية ، الاحتلالَ الفرنسي ، طوال ربع قرن .. وقدّم آلاف الشهداء ، دفاعاً عن حرّيته ..!
* وقد تحرّك شعب سورية ، ضدّ الطغاة الفاسدين ، طوال أربعة عقود من حكمهم .. في انتفاضات شعبية عارمة ، شملت شوارع المحافظات السورية كلها .. وفي مناسبات عدة ! واعتقِل من أحراره مَن اعتقِل ، واستشهِد تحت التعذيب مَن استشهد .. ولم تَلنْ له قناة ، ولم يخنع للفاسدين المفسدين ، الذين يذبحونه بسلاح وطنه ، الذي يَدفع ثمنه من لقمة أطفاله ، ليحمي به كرامته وحدود بلاده ..!
3) هل حقّق الطغاة ، رغبتهم الشرّيرة ، في ذبح الشعب ، عبر ذبح مروءاته ..!؟ كلاّ ..
4) فماذا .. إذن !؟
* إن الشعب يتحفّز، ليحوّل الخوف القاتل ، الذي أراد المجرمون زرعه في أعماقه .. إلى غضب عارم ! وإنه ينتظر الفرصة السانحة ، التي يعِدّ لها ماتحتاج من وسائل !
* وإن إرادة الحياة الحرّة الكريمة ، تضجّ في أعماقه كالبحر الهادر!
* وإن غداً لناظره قريب !