البنك المركزي وحرق الأدلة: جريمة حكومية

أسعد الكناني

 البنك المركزي في العراق هو من الحصانة والمناعة ما لايمكن لاي قوة في العراق ان تدخله بسهولة وحتى عندما تعرض العراق للغزو الأمريكي كان هذا البنك اخر ما استولت عليه القوات الأمريكية واستطاعت الدخول اليه!! ويكاد موقعه الجغرافي من التعقيد أصعب على اقتحامه ناهيك هن القدرة على الهروب او الانسحاب منه!! فهو وسط منطقة تجارية محاطة بسيطرات معقدة إضافة لقوة امنية كبيرة ثم الأجهزة الكهربائية المنيعة في الدخول والخروج. ومن ثم اذا دخلت تجد بوابات ضخمة وقاصات عملاقه وطابق معقدة ومسالك وممرات لايمكن النفاذ منها بيسر..

 ونعود لعملية الاقتحام التي تعرض لها البنك!!

 حيث ذكر شهود عيان ان القوة القادمة للاقتحام كانت متجحفلة بمركبات الهمر وقوات خاصة لم تمنعها اي سيطرة في الطرق الخارجية الموصلة للبنك!! كون هذه القوة كانت تحمل الرتب العالية والباجات!!! وحتى نمر على مراحل القوة هذه!! هل القاعدة لها من القدرة والقوة ان تجلب هذه المركبات الهمر والباجات والرتب العالية وتستطيع ان تنفذ وتصل للبنك بهذه السهولة؟؟!!

 نترك الجواب ( للناطق قاسم عطا!!)

 نكمل مشوار وصول القوة..

 وصلت القوة وعلى لسان بعض الشهود ان الحرس في بوابة البنك تعرض لإطلاق نار من بنايات مجاورة ومن (القناصة ) تحديدا!!

 ونعود نسال (الناطق قاسم عطا) ان القوة كانت مسنودة من عدد (القناصة) في البنايات المجاورة هل القاعدة استطاعت الاستيلاء على البنايات في وقت الذروة وهو الساعة الثانية والنصف ظهرا؟

 ونسال أين سكان البنايات وشاغلوها، هل قتلهم (القناصة) ؟

 ونترك الجواب لقاسم عطا!!

 ونكمل مشوار القوة المهاجمة!!

 كيف تسنى للقوة من دخول بناية البنك والتحرك السريع نحو (الطابق الثاني تحديدا) والذي يحوي كل سجلات التحويلات الخارجية التي تقدر ب (300 مليار دولار)؟؟!!

 اذا القوة لم تتوجه للأموال

 ولم تكن تريد الأموال ، وحسب رواية عطا سابقا ان القاعدة تعاني (عجزا ماليا) وهذه بنظري أحسن فرصة للاستيلاء على الأموال اذا كانت القاعدة هي من هجم على البنك!!

 ونترك الجواب لقاسم عطا!!

 هنا سيطرت القوة وتم حرق الطابق الثاني والثالث حسب شهادة بعض الموظفين في البنك!! ولما أحست القوة المهاجمة ان قوتها بدات تنفد حاولت الانسحاب من البوابة الخلفية فتم حرق المولد وخزانات الوقود لتضليل وتامين الهروب ، وأما الانتحاريين فكانوا ضمن المخطط ..(اعتقد تم تفجيرهم) عن بعد.. ولو دققنا النظر بوجوه الانتحاريين نجدهم اكثر بعدا من وجوه عناصر القاعدة حسب رواية عطا!!.. وكثافة النيران في محيط البنك وباعتراف (قاسم عطا) يقول ان القوات الامنية فشلت في ثلاث محاولات لاقتحام البنك وإنقاذ الرهائن!!

 اذا يا قاسم عطا القوة كانت كبيرة جدا!!

 وحسب شهود العيان تبلغ (مائة رجل) وهذا ما أكدته رواية الموظفين انهم تعرضوا لعمليات تخدير ولا يمكن السيطرة على بنك كبير بعدد محدود من المهاجمين!! وهنا استطاعت القوة من تنفيذ مهمتها بنجاح والهروب بنجاح أيضا!!

 ونطرح التساؤل التالي:

 1. هل القاعدة تخاطر بعملية نوعية كبيرة في وسط بغداد وتصل للبنك من اجل (حرق مستندات تدين الحكومة!!) وكانت الأموال على بعد أشبار منها!!!

 2. هل القاعدة التي أعلنت مرارا وتكرارا انها انهارت وقياداته يتساقطون وباتت لا تستطيع ان تمسك زمام المبادرة من جديد .. تتمكن في السيطرة على شارع الرشيد وقلب بغداد لثلاث ساعات!!!

 3. وهل القاعدة تملك من الهمرات والرتب والأسلحة والقناصة وماد التخدير تستطيع ان تختبئ في (محل للخياطة النسوية) قرب البنك!!

 4. وكيف استطاعت القاعدة على حد زعم قاسم عطا ان تنفذ هذه العملية الكبيرة وتهرب بسهولة ويسر ولا تستطيع القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وعمليات بغداد ان تعتقل (واحدا فقط ) من إفراد القوة المهاجمة!!؟؟

 وحتى لا نربك عقلية القارئ

 نقول ان من نفذ العملية هو المستفيد الأول من (حرق هذه المستندات) وهي الحكومة والزعماء السياسيين كونها سبقت عقد أول جلسة للبرلمان وحسب الدستور تكون الحكومة (منتهية الصلاحية) ولا يمكنها التصرف بالأموال او التوقيع على مستندات جديدة!!

 إذن المتهم حسب رأيي انها ليست ( القاعدة على رواية قاسم عطا!!) ثم التكتم الإعلامي على العملية من السلطة يؤكد ذلك كما سمعنا تصريح وكيل وزير المالية (الخيون) ان العملية من الحنكة والمهارة كبيره.