عليكم لعنة الله والناس أجمعين

عليكم لعنة الله والناس أجمعين

يا أنذل وأحط النّاس

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

 (يُطالبني بعض الأصدقاء بالتروّي والابتعاد عن التجريح وإن كان الخصم مُجرما ساقطاً نذلاً، فأُحاول أن أستجيب لأترفّع بقلمي عن ذكرهم ، ولكن يأبى هؤلاء إلا أن يُذكّرونا بقبائحهم وإخراجنا عن طورنا وصبرنا ، فعندما يتعلق الأمر بإخوتنا وأهلنا  وأحبتنا الأحرار في الداخل ؛عندما يُساقون إلى سجون الظُلم والظلام بلا ذنب ارتكبوه ، أو عندما تحاكمهم محاكم التفتيش" أمن الدولة" بالأحكام الجائرة الشوفنية تنقلب الموازين ، ولا نستطيع حينها إغماض أعيننا عمّا يجري، وأشعر حينها بالتقصير إن لم أُواكب الحدث ؛ والإخلال بالعهد مع أولئك الأحبّة على نُصرتهم إن لم أتكلم ، فأضطرللتصعيد في اللهجة بما يواكب دناءة القائمين على الأمر وظلمهم وجَورهم ، ولأتربّع كناطقاً رسمياً بأسمي واسم المُعارضة وكذلك بالنيابة عن شعبنا السوري الحبيب، لأُعبّر عنهم جميعاً عن  مدى حنقنا وحنق العالم من هذا النظام الكريه ، الذي لايرعوي حُرمة ، ولا يعرف الرحمة ، ولا يعرف عهداً ، ولا يخاف الله في عباده ، وكأنّ همّه الأوحد هو قهر الناس وإذلالهم لإخضاعهم لرغباته وشهواته ؛ فقبّحه الله وقبّح الله من يؤيده أو يُناصره كائنا من كان ، وهم يرَو مايوقعه بشعبنا وبلدنا من عظائم الأمور وشر المُحدثات،  وهم يُصفّقون له بكل نذالة وخسّة لم تعرف الإنسانية مثيلاً لأمثالهم، الذين تنطبق عليهم كل صفات الخسّة والدناءة والانتفاع  والاستزلام  ؛ فيُتاجرون بأعراضنا ودمائنا وأمالنا وجروحاتنا ومآسينا ، ليقبضوا ثمن ذلّتهم ودناستهم دون أن ينطقوا ببنت شفى نقداً لهذا النظام ، بل هم رافضون إلا أن يكونوا سهاماً من سهام سيدهم الذي اشتراهم بثمن بخس ، ليطعنوا فينا كمعارضة وشعب أراد أن يتحرر من ربقة الظلم والاستعباد ، ويطعنون في شرفنا ووطنيتنا وولائنا لبلدنا ، فيتهمونا بالخيانة حيناً والعمالة أحياناً أُخرى ، وبقبضنا للأثمان ونحن أفقر خلق الله على الأرض لعفتنا وكبريائنا وشهامتنا ورُجولتنا ؛ ولإبائنا إلا أن نكون أحراراً كُرماءاً أو نموت دون ذلك )

وهذا الأمر ينطبق على الأنظمة والشخصيات المؤيدة والمهرولة إلى نظام بشار وكذلك الأحزاب والهيئات والمنظمات التي تدور في فلكه لتحميه وتُغطّي عليه ، وهي ترى شعباً يُذبح كلّ يومٍ ألف مرّة ، وهي ترى الانتهاكات الصارخة لأبسط حقوق الإنسان في بلدنا سورية ، وهي ترى علية القوم ومُثقفيهم وسياسيهم وهم يُساقون كالنعاج الى مقاصل النظام وحقده الأعمى ليُقضى عليهم بأحكام تُذهب زهرة شبابهم بين جدران القمع والاضطهاد ، ليس على المعارضين  فحسب بل على كلّ إسلامي ناشط ، بتهم سخيفة لايتقبلها عقل ولا منطق  ، فقد حكمت محاكم تفتيش الغلام بشار هذا العام على العشرات ممن اتهمتهم بالانتساب للإخوان المسلمين " الفصيل الوطني الإسلامي المُعتدل بالإعدام في مُحاولة يائسة لإخافة الناس وبعث الإشارات للمتصهينين بأنهم خير من يقمع المارد الإسلامي ، بينما بعض المتأسلمين والمُتموطنين والمُنافقين من كل اتجاه ، الذين يدّعون الدمقرطة والحرّية والشعارات البرّاقة يصمّون أذانهم ، ويُغمضون أعينهم عن عمد عن هذه الممارسات اللا أخلاقية  واللا إنسانية ، فيؤيدون النظام بصفاقة كاملة تحت مُسمّيات المواجهة الوهمية والمُقاومة الكاذبة ومواجهة الضغوط الخارجية التي صنعها النظام بيديه ، فيبررون للنظام شنائعه وقبائحه وهم يستمتعون بآلامنا وآهاتنا دون أن يقولوا لنظام الإجرام كفى ، ودون أن يتخذوا موقفاً مؤيداً لإخوانهم في الدين والعقيدة والعروبة والإنسانية

فكل أُسبوع يُطلّ علينا نظام بشار بمحاكمات بربرية همجية  لاتختلف عن مُحاكمات الجاهلية العُظمى ونظام الرق الذي لايجوز للعبد أن يفتح فاه أو ان يعترض فيه على ظُلم  سيده ، في نفس الوقت الذي نجد فيه هؤلاء المُرتزقة خارسون ولا يتكلمون وفي ركاب النظام السوري سائرون ، وهم لأنظمتهم التي أتاحت لهم الفرصة عن التعبير والممارسة الديمقراطية كارهون ، ويتعاملون مع هذا المُستبد نكايةً بما عندهم ، وهم يعلمون بأن أمثالهم من الإسلاميين وغيرهم من الوطنيين  في سورية مقمعون ؛ بل ومسحوقون ، والويل لهم إن طالبوا بما عندهم من الحقوق ، ومع ذلك فهم يُصّرون على إيذائنا والانتقام منّا لأننا بظنّهم ضُعفاء ، متناسين واجبهم الديني والوطني في نُصرتنا ؛ بل على أقلّ تقدير الصمت والابتعاد عن النظام كموقف تضامنيٍ مُعبّر ، وكذلك الموقف الدولي والأُممي المتخاذل ، الذي لايتحرك إلاّ وفق مصالحه وليس على أساس المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة ؛ التي إذا ماوقع الضيم فيه على أحد أبنائهم أو حُلفائهم تقوم الدنيا لأجله ، بينما هم يستحون وحتّى في غمرة انفعالهم على نظام الحقد والجريمة أن يذكروا الانتهاك الواسع لحقوق الإنسان في سورية

مُعادلات صعبة الفهم والتبرير ، ولكن ليس عزاؤنا في ذلك إلا اعتمادنا على شعبنا الحبيب وإرادته الحُرّة في التغيير ، وأمثال هؤلاء سيذهبون إلى مزابل التاريخ ، الذي سيلعنهم جميعاً وستقول الشعوب كلمتها بحقّهم دون مواربة في يوم من الأيام ، وسيكونون في أسفل ذلك الحين في أسفل السافلين ، كما ارتضوا لنا الانحسار والاستئصال وظُلم المُتجبّر وسطوة الجلاّد

وأخيراً : فقد حكمت محكمة الغابة التفتيشية "أمن الدولة مؤخراً على  المواطن عبد الحميد محمد قبيسي، المعتقل منذ 8/1/2007 تحت مُسمّى جديد بتهمة الشروع الناقص بالانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين بموجب القانون /49/ لعام 1980، بعشر سنوات مع الأشغال الشاقّة المؤبّّدة ، وكانت قبلها قد حكمت على ضمير إنسان بعقوبة مماثلة بدعوى نيّته بالانتساب لهذا التنظيم ، كما حكمت من قبل على العشرات معظمهم من العائدين من العراق بسبب ظروف الحرب والفتن فيه بنفس الأحكام الظالمة ، كما تعرّض العديد من المواطنين المُعتقلين منذ شهور للاستجواب من قاضي التحقيق الفرد القمعي في أسوأ مهازل التحقيق واستخراج الأقوال تحت التعذيب أو من خلال التنّصت عليهم بالسجن لكلمة خرجت نرفزةً أو بتأثير الممارسات القذرة عليهم ، كما وتعرضت  زوجة المناضل الدكتور وليد البنّي الصيدلانية إلى الإساءة ومُحاولة المساس بها وهي تُكّلّم زوجها وسوء الألفاظ السوقية وفُحشها عندما نبّهت السجّان الخنزير الذي أراد إهانتها بهذا الفعل المُشين ، وتأييد الضابط النقيب الإستخباراتي اللعين التابع إلى جهاز أمن الرئاسة له ، ورشقها لها بأفظع الألفاظ ، ولعنها وزوجها وأهلهما ، وكم كفرية على الطريق ، وتأييد رئيس قسم الحراسات بالسجن لهذا التصرّف وطردها من مكتبه بعد أن أنهى تلك الزيارة ، دون أن تتخذ الداخلية أو الأجهزة التي يتبع لها هؤلاء الأوغاد أيّ إجراء ، إثر صمت العالم عمّا يدور من المآسي بحق المواطن السوري والوطن الحبيب ، ولكننا مُصممون على التغيير مهما علت التضحيات ، ومُعاقبة كل منحط خسيس يُشارك في مأساة شعبنا الحبيب