اضحك مع المالكي

د.هدى حمودي

في آخر لقاء لدولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي مع صحيفة الواشنطن بوست كانت إجاباته مثيرة للسخرية وللقلق معا فهي تكشف مدى طائفية الرجل ومدى ضحالة الفكر السياسي الذي يحمله دولة الرئيس ومستوى الكذب والتدليس واللامبالاة بما يجري وعدم الاكتراث بما يتعرض له المواطن من معانات بسبب تأخير تشكيل الحكومة . نضع بين أيديكم مقاطع من اللقاء للحكم على الوصف الذي قدمناه وننتظر من القراء ردود الفعل ....*الواشنطن بوست: بخصوص دمج دولة القانون مع التحالف الوطني العراقي، لتشكيل الحكومة، هل هو اتفاق نهائي؟. -المالكي: نعم، أعلن ذلك، لكن مازالت هناك قضايا، وإجراءات، وآليات. وهناك اجتماعات، لكنها لم تنته. الاتفاق لم يؤسس على قاعدة طائفية كما يقال , لان العراق بالأساس بلد شيعي هل نأتي بحلفاء من أمريكا!!  *الواشنطن بوست: المرشحون السُنّة في قائمتكم لم يفوزوا بمقاعد، وأنتم اندمجتم مع قائمة شيعية. العديد من الناس يرون الدمج طائفياً. كيف تردّ عليهم؟. المالكي: المرشحون الشيعة في العراقية، نحن لم نحاربهم في المناطق الشيعية،ولم نحرق صورهم ودعاياتهم في النجف !! لكن العراقية، ضايقت المرشحين السُنّة في "دولة القانون". وكانت دعايتنا معلقة حتى فى الأعظمية (قلعة العراقية )هذا الاختلاف يُظهر لماذا خسر سُنّتنا، فيما ربح شيعتهم. *الواشنطن بوست: العديد من السُنّة يقولون ستكون حكومة شيعية، والعرب السُنة قلقون أنها لن تمثلهم، بسبب الصفقة بينكم وبين التحالف الوطني؟. -المالكي: في الواقع، بدأ تشكيل [العراقية] على خلفية طائفية. إن حضور بعض الشيعة على رأس القائمة لا يغير حقيقة هذه الكتلة وفيها عودة الى منطق الطائفية، ومنطق الاصطفاف الطائفي ,ووجود قائد شيعي وسبعة عشر مرشحا من الشيعة لايعني انها وطنية !!. لهذا لم يعد مرفوضاً أن يتحد المكونان الأساسيان في الساحة العراقية، لكن ليس على قاعدة أو خلفية طائفية. أريد الإشارة بخصوص تحالفنا. لدينا عضو سُنّي واحد تعويضية (تجميلية)؛ والتحالف الوطني ليس فيه سُنّة، ومن ثم فإن التحالفين لم يغادرا التركيبة الوطنية، لأنهما مازالا يضمان السُنّة الذين هم في قلب عملية صنع القرار.!!  *الواشنطن بوست:طبعا انا لا اعرف أي قرار يصنعه السنة ؟! ولكن علاوي يقول إن تحالف "دولة القانون" و"التحالف الوطني العراقي" سيُجبر العراق على العودة الحرب الطائفية؟. -المالكي: لا يجب أن يقلق علاوي، ولا غيره. دولة القانون، هي صمام الأمان للعملية السياسية ضد أي احتمال للعودة الى الطائفية , وهذا التحالف ليس فيه اصطفاف طائفي كما قلت لكم، والسُنّة موجودة في هذا التحالف. الا اننا متخوفون من اقصاء السنة من الجيش ومن الوظائف العامة وتهجير عدد كبير منهم , وهذا قد يرجع العراق الى الطائفية، وقد يزيد أيضاً من الدور الإقليمي في الساحة العراقية. *الواشنطن بوست: هل هناك خطة لاعادة التوازن الطائفي في العراق ؟ -المالكي: السنة إذا ما أرادوا الامتثال لما نريد ، سيكونون شركاء حقيقيين، وإذا بقوا مشاكسين ولم يمتثلوا، فلن يكونوا شركاء.!!! *الواشنطن بوست: ألا تحتاجهم، أكثر من حاجتهم إليك؟. -المالكي: لا، المسألة واحدة من الأعداد الجامعة. نحن قادرون على جمع الأعداد المطلوبة، لكن حضورهم في العملية السياسية، أحسن من أن يكونوا خارجها. إنه حقهم في أن يعطوا أصواتهم أو لا يعطوها للمالكي. إنه اختيارهم. المالكي لن يقبل من أحد يعطيه صوته مقابل شروط.!!! *الواشنطن بوست: ما هو ردّ فعلك عندما فاز علاوي بشعبية التصويت في الانتخابات؟. -المالكي: لا أريد إعادة فتح هذه المسألة، أو التحدث عما حدث في الانتخابات، أو ما جرى بعد قرار المحكمة في إعادة حساب الأصوات ، نقول إن الاختلاف بيننا في المقاعد لا يؤثر في تشكيل الحكومة .  والاختيار الشعبي يجب أن يحترم وعندما تصبح هذه الأمور موضع مساومة، أعطيكم هذا، وتعطونني ذلك، فهذا غير مقبول. عندما تحدث مشكلة في أميركا، فإن إعلان النتائج يؤجل، وعندما تحدث مشكلة في إيطاليا، تبقى الحكومة لستة أشهر. وفي لبنان، بقيت الحكومة لـ6 شهور أو سنة هذا طبيعي، وفي العراق، لم تمر السنة بعد !!!!!، إن المطالبة الأميركية بالتسريع، ستكون على حساب نوعية الحكومة وإذا سرّعنا، وجلبنا أشخاصاً طائفيين في مواقع السلطة السياسية فإن ذلك سيكون مشكلة. *الواشنطن بوست: طبقاً لصحيفة المدى، أنت طلبت من علاوي أن يترك محاولة أن يكون رئيساً للوزراء؟. -المالكي : انا أرى أن طريق علاوي صعب، وأمامه الكثير من المشاكل. أنا لا أقول أنا ليس عندي مشاكل، لكنها أقل. أنا عندي كتلة متماسكة على خلاف الآخرين. ولهذا، تصوروا المشاكل بالنسبة لعلاوي أو الآخرين , وإذا ما طلب من علاوي تشكيل الحكومة، فإنه لن ينجزها، لأنه سيواجه الكثير من المعارضة. >*ا       الواشنطن بوست      :    فلنتقل الى الأزمة السياسية الحالية. هل ستعود رئيساً للحكومة؟               المالكي:- كل شيء محتمل. في ظل الحوارات والمناقشات، كل شيء محتمل                  الواشنطن بوست  :    هذا يعني انك مرشح؟- با         المالكي: بالتأكيد مرشح... ومن قائمة اكبر.               الواشنطن بوست :  قائمة أم كتلة؟-                المالكي : نسميها قائمة أو ائتلاف. والمقصود «ائتلاف دولة القانون» التي تعتبر اكثر كتلة تماسكاً.*الواشنطن بوست: يقال أنك الآن المرشح الأكثر قبولاً بالنسبة لإيران. -المالكي: أنا لا أعرف ذلك، سواء أكنت مقبولاً لإيران، أم لا. وانا أحتاج الى دعم أي شخص، وأي دولة وايران جار طيب !!!!!!!!!!*الواشنطن بوست: لكنهم أصدروا هذه التصريحات علنا في تأييدكم . المالكي: هذه هي مشكلتنا مع شركائنا. !!*الواشنطن بوست: لقد قلت إن الحكومة يجب أن تضم العراقية أو جزءاً منها؟. -المالكي: بالتأكيد، القائمة العراقية، والمكون السُنّي نفسه، يجب أن يكون في المناصب السيادية، وليس في المناصب الثانوية. نحن لن نقبل أي شيء ماعدا مشاركتهم في المناصب الأساسية، لأن ذلك هو ضمان نهاية حالة العنف والإرهاب.  ثمة رسالة، ربما تجدون فيها فائدة. وجدت في البيت الذي مكث فيه المصري والبغدادي. رسالة مكتوبة من قبل أبو سنان السعودي، يخاطب فيها أبو أيوب المصري، وفيها يقول: إذا بقي المالكي في السلطة، لن تكون قادراً على التحريض للحرب الطائفية، لكن إذا جاء أي شخص آخر للسلطة، ستكون قادراً على إثارة الحرب الطائفية. هذه الرسالة كـُتبت في 19 كانون الأول، قبل الانتخابات. هذا جزء من جزء من الكاريزما السياسية التي نتمتع بها !!!!!.*الواشنطن بوست: هل أنت قلق من العنف؟. -المالكي: العنف موجود، لكن ليس بسبب عدم تشكيل الحكومة.