يا للعار يا مصر
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
الرئيس حسني مبارك ــ سامحه الله وغفر له ـــ دائما يصرح " إن شعبنا يعيش أزهى عصور الحرية والديمقراطية " ( !!!!! ) ، ودائما يقول كبار أعضاء الحزب الوطني : إن الرئيس ينحاز دائما للفقراء والمحتاجين من أبناء شعبنا .
ونبحث عن الديمقراطية فلا نجد لها وجودا ، ونبحث عن الحرية فلا نجد لها أي آثر ، ولكن المكان العالي في مصر للديكتاتورية والحكم الفردي المطلق، فالرئيس هو القانون ، وهو الحكمة ، وهو الوحيد الآمر الناهي .
وقد قام أحد الصحفيين الأجانب باكتشاف حقيقة مذهلة وهي أن النازلين بسجون مبارك ظلما وعدوانا يفوق عددهم عدد أسرى الفلسطينين في سجون إسرائيل . أي أن هذه هي النقطة الوحيدة التى يتفوق فيها مبارك على دولة الصهاينة . أما الصهاينة فهم أصحاب اليد العليا ، والصوت القوي ، والإرادة التى لا يرجعون عنها .
ثم كانت الكارثة الكبرى التى لم نر مثيلا لها في التاريخ المصري كله ، وهي كارثة تزوير انتخابات مجلس الشورى ، فكل شيء تم بإرادة عليا ، بقوة رجال الأمن الذين ارتفع عددهم في مصر إلى المليون ونصف المليون ، وهو عدد يفوق عدد الجيش العامل . وكان الهدف الأساسي هو عدم تمكين أي مرشح من الإخوان المسلمين من النجاح ، لأنهم يعلمون أن الإخوان سببوا لهم صداعا في مجلس الشعب ، واستطاعوا بوثائق قوية واضحة أن يثبتوا الجرائم المتعددة في حق شعبنا المسكين ، فهم يمثلون المعارضة الحقيقية التى تعمل لصالح مصر .
وقد أخذ هذا التزوير الصور الهمجية الآتية :
1- منع توثيق توكيلات مرشحي الإخوان . وبذلك لم يعد لكثير من مرشحي الإخوان وكلاء عنهم في لجان الانتخاب .
2- منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم ، ماعدا من يحملون " البطاقة الحمراء " . وهي خاصة بـأعضاء الحزب الوطني ، ومن سيدلون بأصواتهم لمرشح الحزب .
3- منع اتصال القرى وقطع الطريق بالقوة لأن فيها للإخوان وجود قوي.
4- تسويد البطاقات لصالح من يريده نظام مبارك ورجاله .
**********
وأكثر الأطفال " عبطا " وسذاجة لا يصدق أن يحرم من النجاح أصحاب أكبر قوة في الشعب المصري وهم الإخوان المسلمون .
وأقول للمزورين الكبار إنكم إذا أفلتم من يد الشعب ، فإنكم لن تفلتوا من يد الله : " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) " آل عمران .
وأخيرا أقول بحسرة كما بدأت : ياللعار يا مصر ... يا للعار يا مصر .