ألا إن حزب الله هم المفلحون

ألا إن حزب الله هم المفلحون

محمود عاطف الشيخ

[email protected]

أحزنني كثيراً ما التقطته أذني و شاهدته عيني في شاشة التلفاز من مآسي و كوارث يمر بها أشقاؤنا في قطاع غزة من حصار و غارات و تقتيل ، فالحصار الذي دام طويلاً لم يكن فقط يفصل القطاع عن العالم و لكنه جعل أهالي غزة يمرون بظروف اقتصادية و معيشية شديدة الصعوبة فهم يواجهون نقصاً متزايداً في الغذاء و نقصاً مماثلاً في الأدوية و الخدمات الطبية أدى لزيادة الحالات و المرضى الذين ليس لديهم أي وسيلة لمواجهة أمراضهم الغادرة ، علاوةً على الحواجز العديدة المقامة حولهم و تحول بينهم و بين من يحيطون بهم و تفصلهم عن أقربائهم في الضفة الغربية و مئات الآلاف من المعتقلين في سجونهم الموحشة ، و لم يكتفي قادة تلك الدولة الآثمة بذلك بل زادوا الطينة بلة بأن قاموا بقصف القطاع مرات عديدة بصواريخهم شديدة التطور و الفتك و التي حصدت في كل مرة أرواح عشرات الأبرياء من أفراد الشعب من أطفال و شباب حتى الرضع – بينهم شهيدة عمرها يومان فقط ... سأترككم تتخيلوا مدي الوحشية التي فعلت بها ذلك و مدى الأثر و الحزن الذي ألم بأسرتها - و تسببت في عشرات الإصابات منها ما يرقد بين الحياة و الموت في حالة حرجة و منها ما يحتاج إلى عمليات جراحية صعبة ، و أيضاً ذلك لم يشبع غريزة القتل و الوحشية عند هولاء الوحوش بل تمادوا حتى يهدد أحد المسئولين الصهاينة أهالي غزة بأنه إذا ما استمر إطلاق صواريخ القسام – البدائية المغلوبة على أمرها في مواجهة أقصى و أعتى الأسلحة الإسرائيلية و الأمريكية - سوف تقوم القوات الإسرائيلية بإحداث محرقة لا مثيل لها و لن تستثني أحداً في إشارة منه إلى ما يعرف بالهولوكوست ... و حينما قرأت هذا التصريح ازداد يقيني بأن اليهود ليسوا من الشعوب السامية بل هم أكثر الشعوب عداوة للسامية و هم يتبعون الآن نهج النازية التي قامت على كراهيتهم و ابادتهم دون هوادة في معسكرات التعذيب .

لقد وجب على العرب و المسلمين أن يتخذوا خطوات حازمة جادة في سبيل رفع الحصار على غزة و وضع حد للأفاعيل المنكرة الجائرة التي يقوم بها المحتل الغاشم الذي لا قلب و لا ملة و لا أنسانية لديه سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية ، فغزة و فلسطين جزء لا ينفصل من العالم العربي و الإسلامي و الشهداء الأبرار الذين راحوا ضحية الجرائم البشعة لإسرائيل بشر تربطنا بهم وحدة الهوية العربية و وحدة الدين الإسلامي الحنيف و أود أن أذكر القادة العرب أنه إذا ما كان موقفهم تجاه إسرائيل صارم لا لمحة فيه للخوف و لا التراجع و لا التردد فسيكون الله بجانبنا تجاه أعدائه و سيكون النصر و الغلبة حليفينا مهما طال بنا الزمن و مهما استبد بنا الأمل فلن يقف بجانب الشعب الفلسطيني ـ بعد الله تعالى – سوانا - نحن العرب إخوانهم و أشقاءهم - فالمجتمع الدولي الذي تحركه بعض القوى المنحازة لإسرائيل سوف يندد بهذه الجرائم و يسكت بعد ذلك ليترك العدو الغادر يستكمل بيده اآثمة ما يقوم به من فظائع و تنكيل و استنزاف و معاداة و كراهية للفلسطين و العرب أجمعين دون مخافة منه من توقيع أي عقوبات أو ضغوط جدية عليه .

و هذه دعوة أوجهها لكل كاتب عربي و اسلامي ليوظف قلمه في مواجهة تلك الكارثة التي ألمت بأمتنا و يحاول قدر ما يستطيع أن يجعل كلماته سهاماً تخترق قلوب الإسرائيليين و يوضح ما يقومون به من كوارث و أعمال وحشية بكل و ضوح حتى يعلم العالم أجمع أن هذه الدولة ما قامت إلا لتؤدي دورها في إبادة الإنسانية و الطفولة و البراءة بل إبادة  كل صور الحياة .

و نهايةً أختم كلامي بقول الله - سبحانه و تعالى – في سورة المجادلة :

" ألا إن حزب الله هم المفلحون "