كيف خلاص العراق من الاحتلال الإيراني
كيف خلاص العراق من الاحتلال الإيراني؟
حميد شايع الأحوازي
منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003، والفرصة الذهبية التي كانت تحلم بها ايران في الانتقام من العراق و احتلال اجزاء عربية أخرى بالتناوب، قد حصلت.
قبيل احتلال العراق، امريكا كانت بعلم و دراية كاملة عن مدى استعدادات ايران للنفوذ في العراق وهي التي أسست الاحزاب و المليشيات العميلة لها و دربتها و جهزتها وزودتها بمعدات عسكرية ، كما وكانت امريكا على علم ان ما سوف يحدث في العراق هو حروب اهلية و دمار و عبث وقتل للأبرياء على يد الايرانيين.
التنسيق الامريكي الاسرائيلي الايراني غير المعلن قبل الحرب على افغانستان و غزو العراق، الان اصبح جليا و واضحا للجميع، و خاصة بعد ما صرح به ابطحي نائب رئيس الجمهورية الايرانية انذك عندما قال ان "لو لا ايران لما استطاعت امريكا احتلال العراق". الخدمة الايرانية التي جاءت عملا لمساعدة القوات الامريكية ولتسهيل سقوط الحكم في العراق، ادخلت مليشيات عراقية الاسم و ايرانية الولاء والتأسيس، وبعد احتلال العراق، ما حصل هي المنافسة بين ايران و امريكا على الحكم في العراق، و قد نجحت ايران بالنهاية باستلام السلطة في العراق!
ليس بغريب ان ينغلب العملاء على من صنعهم ليكونو عملاء لجهة اخرى، او بالأحرى ان العميل يجلس باحضان من يؤمن له مصلحته، و هذا ما حصل بالضبط في العراق، حيث من كانو يطبلون ويزمرون لامريكا و يقولون أنها محررة، هم انفسهم الان يقولون ان امريكا محتلة العراق و ايران المحررة، وهذا ليس غريب من هؤلاء، لان العميل يعمل و يحكم من اجل مصالحه الفردية و الحزبية و المهم له ان اين يجد مصالحه في العراق.
مثل ما اشرت سلفا، ان امريكا بعلم عن قدرات ايران التخريبية و طموحاتها التوسعية تجاه العرب، و هذا ما دفع بامريكا ان تتجه نحو ايران في السر و العلن. ما تعتقده كل من امريكا و اسرائيل، و ما يربط ايران بمصالحهم المشتركة و المتفق عليها، ارادت امريكا الاطاحة بنظام الحكم في العراق لان وجوده كان يشكل تهديدا لمصالحهما، لم تاتي امريكا من اجل انقاذ الشعب العراقي أو ما ادعته وجود اسلحة دمار شامل كما معروف، و انما جاءت من اجل تحقيق هدفين، هما مصالحها الاقتصادية و مصالحها السياسية.
لو تحدثنا عن مصالحها الإقتصادية وباختصار شديد، نرى ان العراق و بعد دخول قواته الكويت حصلت امريكا على الحجة لاسقاط الحكم في العراق و ازالة نظامه، و لإزالة التهديد لمصالح الغرب و امريكا الاقتصادية في الشرق الاوسط،
وسياسيا، لتخدم اسرائيل بتمزيق الوطن العربي حتى تبقيه في عدم استقرار و اشغاله في التناحرات و ايقاف تطوره و تمزيقه بالطائفية، ومن يحقق كل هذا، هي بالتاكيد ايران، التي لديها مطامعها التوسعية وهي تحمل الحقد و الكراهية ضد العرب و الاسلام، وهذا متفق عليه بين ايران و اسرائيل و امريكا، لتكملة مشروعهما، و اعادة ايران شرطي للخليج من جديد!
ايران و بعد انتهاء حربها على العراق بجرعة كأس السم، هي التي جاءت تبشر بتصدير ثورتها عبر كربلاء، وصولا الى القدس، وهي التي كانت تبحث و تعمل جاهدة و بشتى الطرق للانتقام من العراق اولا، و ايضا تنتقم من وقفوا الى جانب العراق طوال الثمانية سنوات من الحرب ثانيا، و جاءت الفرصة في طبق من ذهب الى ايران من قبل امريكا ليكون العراق الطريق لسقوط الدول العربية واحدة تلو الاخرى، وهذا هو شعار حربها( طريق القدس يمر من كربلاء!!) وتحقق ما كانت تسعى اليه وها انتم تشاهدون مدى وحشية الاحتلال الايراني في العراق، و ما فعلته من دمار و قتل و تشريد و تشتت و زرع الطائفية و الانتقام من الطيارين و المفكرين و العلماء و الاطباء و غيرهم من الوطنيين العراقيين حتى كتابة هذا المقال، و ابعد من ذلك ان ايران استطاعت ان تصل الى فلسطين و افريقيا و بمساندة من يدعون انهم مفكرين و مثقفين عرب مخدوعين بالشعارات الرنانة التي جلبت الويلات الى الامة العربية و تسببت لزعزعة استقرارها، وضعفها امام اسرائيل وايران. هذه مشكلة عند بعض العرب، كل من يأتيهم رافع راية العداء لاسرائيل، يصفقون له، مثلما حصل مؤخرا لتركيا، و بدأت المقالات و التصريحات تنتشر بمدح تركيا وهي صناعة الغرب مثلما ايران.
سؤال وجيه يطرح نفسه و هو ان كيف يتمكن العراق الخلاص من الاحتلال الايراني؟
على العراقيين ان يعملوا لخلاص وطنهم في داخل العراق وفي ايران! في ايران، بعد تحرير اوطان الشعوب المحتلة من قبل الفرس، سوف يتم القضاء على الارهاب في المنطقة، لان ايران هي من ترعى و تمول الارهاب، وهي التي اسست لتلك القاعدة، و تاريخها مشهود، وعلى العراقيين ايضا ان يطردوا المرتزقة الفرس ومليشيات ايران و العملاء الذين من خلالهم تم تدمير العراق و تمزيقة، و عدم اعطاء العناصر غير الوطنية اية مسؤولية، مهما كانت المسؤولية، كبيرة ام صغيرة، وهذا طبعا لوحده لا يكفي، لطالما ايران باقية مثل ما هي الان، بل سوف يستمر ذلك، لا بل و اكثر من ذلك، حتى تحقق ايران طموحاتها التوسعية و تستكمل انتقامها ضد من وقف الى جانب العراق من الدول العربية، و ممارسات ايران التخريبية و التجسسية في الخليج العربي خصوصا و الوطن العربي عموما اصبحت مكشوفة للجميع. هذه الاحداث لم تاتي بالصدفة، او مؤقتة وتنتهي بعد فترة، انما هذه كلها جاءت بدراسة معمقة و خطط اجرامية توسعية، او في الاحرى، العقلية الايرانية التخريبية التوسعية التي بدئها الفرس باحتلال الاحواز، و هنالك من ساندها و مهل لها شروط تلك الجرائم.
العراق اليوم لقمة في حلق السبع و من الصعب جدا ان الشعب العراقي و قواه الوطنية لوحدهم يتمكنوا التخلص من ايران، بل يحصل ذلك بطريقة واحدة، وهي ان ايران تتفكك، يعني ان الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الايراني و منهم الشعب العربي الأحوازي تتمكن من تحرير اراضيها، الشعوب في ايران هم فقط القادرين ان يخلصوا العراق و العالم العربي و المنطقة برمتها من العقلية التوسعية الاجرامية الايرانية، وتنهي مع ايران الارهاب الذي ابتلت به الشعوب العربية.