لا تضعوا كل بيضكم في السلة التركية
لا تضعوا كل بيضكم في السلة التركية؟!
((مابين السطور))
سعيد موسى
قد نتفهم هبة الجماهير العربية وربما الإسلامية لتهتف بحالة هستيرية خلف السيد "رجب طيب أوردغان" وتطرب أكثر لحديث السيد "عبد الله جول"، ولا ألومهم لأنني واحد منهم، وعُذرهم أنهم فقدوا أي بصيص أمل من نيـة أو مقدرة أنظمتهم للتصدي للغطرسـة الإسـرائيليـة؛ فهم بحاجة وتعطـش دائم لزعيم يذب عن كرامتهم المهدورة مِن الكيان الإسـرائيلي ومَن خلف الكيان الإسـرائيلي إضافـة إلى مصيبتهم في قياداتهم، ولكن ما يدعو حقيقـة للغثيان هو تلك الأنظمـة فاقدة الإرادة والثقـة بالذات كي تُسـجل مواقف حتى على سـبيل الثرثرة السـياسـيـة كما غيرهم، فنرى تلك الأنظمـة والزعامات الزائفـة لا تقل تهليلاً وطرباً لتؤيد النجم التركي السـاطع وهو يُدافع عن كرامتهم ويتصدرهم في إدارة المواجهـة الدبلوماسـيـة مع الكيان الإسـرائيلي، وكأنهم مثل شـعوبهم متعطشـون للدولـة أو للنظام القائد لأن فاقد الشـيء لا يُعطيـه، ولا يجد قادة تلك الأنظمـة العربيـة حرجاً من الإنزواء خلف الموقف التركي، الذي لا يملك ربع قوتهم العربيـة سـواء بالعدد أو العتاد أو العُدة والاقتصاد، وهذا التصفيق الرسـمي الذي ينم عن فقدان للإرادة يُفسـر حقيقـة المأسـاة التي تعيشـها شـعوب تلك الأنظمـة. فتركيا التي انطلق مئات من مواطنيها بتوجهات معينة يغلب عليها الروابط الإسلامية والإنسانية استجابة لقادة الحملة الأوروبية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أربع سنوات، وهنا قد تفهمنا توحد الشعوب وأنظمتها، الحاكم والجلاد، العاجز والمُحبط، لتهتف خلف نظام تركي حرَّكته بشكل صاخب جريمة إراقة دماء مواطنيه في عرض البحر على يد المجرم الصهيوني، وربما ما يُفسر عدم حرج الأنظمة الرسمية بالانسياق خلف ماكنة التهديد السياسي التركي لحليف الأمس الصهيوني، هو أن تلك الأنظمة العربية العاجزة لا تخشى من مطامع تركية على ممالكها وجمهورياتها مثل النظام الإيراني على سبيل المثال لا الحصر، وتربطها علاقات هادئة بأنقرة لم يتخللها أي مناكفات أو تحريض يُهدد أنظمتها، هذا بعد تسوية الخلافات المائية التركية ـ السورية وإقامة علاقات كاملة وصلت حد فتح الحدود، وهذا التوحد خلف القيادة التركية بكل تناقضاته بين الشعوب والأنظمة إنما يدل على مشهد مؤسف عنوانه الضعف والعجز والإحباط، فيضعون كل بيضهم، جراء هذه العاصفة التي تسبب بها المجرم الصهيوني والذي تربطه علاقات إستراتيجية كاملة مع النظام التركي، في سلة قيادة "جول ـ أوردغان"!!!
حتى ذهب البعض المفرط في التفاؤل إلى الاعتقاد بأن زوال الكيان الإسـرائيلي سـيكون على يد القيادة التركيـة! الحقيقة أن هذه الشعوب وأنظمتها بمواسم صحوتها قبل الإحباط التالي تنجر بشكل مطلق خلف عواطفها، وتصم آذانها عن معرفة ثوابت السياسة التي لا تعترف بالعداء الدائم وإنما بالمصالح الدائمة، فيعتقدون أن تركيا ستدخل في مجابهة عسكرية غير موجودة سوى في ذهن الحالمون لكسر شوكة جلادهم كي يقوم بإعتاق رقابهم، وربما لا يستوعب أحد وسط العاصفة العاطفية المنفلتة، أن يستمعوا لمن يُطالب بتعديل السرج، وأن لا يُفرطوا في حساباتهم لأن تركيا، كما تلك الأنظمة فرادى ومجتمعة، يدورون في الفلك الغربي عامة والأمريكي خاصة، وأن الولايات المتحدة ودبلوماسيتها واقتصادها وقوتها العسكرية المنتشرة والمهيمنة لقادرة على قلب الطاولة لإسقاط كل تلك الحسابات المفرطة وبالتالي يتسبب ذلك في كسر البيض كله، مما يدفع تلك الشعوب إلى العودة لمربع التكلس الإحباطي على موعد مع زعيم وحادثة صِدام أخرى بين عدوهم المتغطرس ودولة حتى لو كانت كندا!! حيث يهرب العرب، أنظمـة وشـعوب، من مواجهـة حقيقـة أسـباب الضعف والتبعيـة، إلى تبرير هذه التبعيـة والهتافات خلف أي جهـة تواجـه الكيان الإسـرائيلي؛ فتارة يوجدون الرابط الإسلامي مهما كانت دولة المواجهة الإسلامية طامعة بالأرض والثروة العربية ومهما بلغت الخلافات المذهبية تختلف معها الأنظمة وتصفق خلفها الشعوب، وتارة أخرى لو ألقى رئيس عربي خطاب تخلله نبرة مارقة وليس حقيقية من توجيه اللعنة للكيان الإسرائيلي تجد الشعوب تُهلل خلف هذه الشعارات حتى ينتهي صلاحية القنابل الخطابية، وتارة أخرى يُصفقون خلف زعيم لا تربط العرب به علاقة قومية أو دين، بل ربما يصفه البعض في بحبوحة الإحباط بالكافر، لكنهم سرعان ما يُبررون هتافهم نتيجة موقف أو حدث مواجهة مع الكيان الإسرائيلي، بأن الروابط الإنسانية ودعم الحق العربي في مواجهة الباطل الصهيوني، هي الدافع القوي خلف هذه التبعية العاطفية المستدامة.
وربما هذا ما يجعلني استذكر حلقة نقاش بين أحد الطلبة "الأوزباكيين" في الدراسات السياسية العليا بالقاهرة ومجموعة من الطلبة العرب كنتُ واحداً منهم، ودار النقاش حول العلاقات الأوزباكية الرسمية مع الكيان الإسرائيلي، وقد كان الرابط الإسلامي هو منطلق حق النقاش، وقد دافع عن موقف بلاده حيال تلك العلاقة محل النقاش والنقد، فأجاب: "تجدون أن الرابط الإسلامي بيننا هو الذي يُعطيكم الحق في النقد، ونحن كشعوب أوزبكية ودول أخرى كانت تابعة للمنظومة الإشتراكية السوفيتية وعلى مدار ما يزيد على سبعين عام، لا يسمح لنا بالمعرفة الإسلامية أكثر من عمق القشور، وعندما انهار الإتحاد السوفيتي غرقنا في الأزمة الاقتصادية، فمدت لنا يد العون الإسرائيلية بالمأكل والمشرب، وكان الحضور العربي الإسلامي المتسارع بالعزف على وتر الروابط الإسلامية أكثر من الاهتمام بالمتطلبات الحياتية لشعوب منهكة، لدرجة استفزازنا بتشبيه يقول فيه، أن الطائرات العربية الإسلامية كانت تهبط لتفرغ حمولتها من كتب الدين، والطائرات الصهيونية كانت تهبط لتفرغ حمولتها من الدعم الغذائي والدوائي."
وبغض النظر عن حكمنا على هذا التبرير سواء بالتفاهة أو تحميل الدول الإسلامية والعربية المسؤولية، إنما أردت القول بأن العلاقات الدولية تحكمها روابط المصالح أكثر من روابط العروبة والإسلام؛ فتركيا رغم الروابط الإسلامية السنية، ورغم عدم توقف العدوان والمجازر في فلسطين عامة وتهويد القدس وتدمير غزة، فقد كانت حتى الأمس القريب تُدير المناورات العسكرية المشتركة، والعلاقات الدبلوماسية والإستخبارية الكاملة مع الكيان الإسرائيلي، بمفهوم أن المصالح كانت معيار تلك العلاقة ولم يهتف أحد ضد تركيا في حينه، لأن الدول العربية نفسها تحكمها المصالح في علاقتها سواء بالكيان الإسرائيلي، أو حتى بالدول الإسلامية المجاورة التي تحتل الأراضي والمياه العربية!
أذكر منذ عدة سنوات كتبتُ مقالة بعنوان "ماذا لو تم احتواء إيران؟"، فقال أحد الواهمين والمصفقين للزعامة الإيرانية لمواجهة الكيان الإسرائيلي ومن خلف الكيان الإسرائيلي: "لا سمح الله أن يتحقق ما تقول فتكون مصيبة!" على نفس نظرية البعض أو حتى الكل العربي بإراحة الذات تحت شعور الوهن والمذلة والعجز بوضع بيضهم في سلة واحدة، ويوماً ما عندما تتوافق المصالح سيتم إحتواء إيران، فالمصلحـة في يوم من الأيام أثناء حرب الخليج الأولى دفعت إيران لاسـتيراد قطع غيار السـلاح من الكيان الإسـرائيلي رابع دولـة مصدرة للسـلاح في العالم؛ بمعنى أنـه عند خط المصلحـة تسـقط تلك الروابط العربيـة والإسـلاميـة... وهذا ينطبق على العرب وسـقوط روابط العروبـة عند خط المصالح الاسـتراتيجيـة؛ أي أن الروابط الإسـلامية أو العربيـة تأتي في المقام الثاني بعد روابط المصلحـة لأي من دولنا العربيـة والإسـلاميـة وهذه حقيقـة مرة للأسـف، فالقادة الصهاينـة أثناء وبعد العدوان يسـرحون ويمرحون في عواصم المزايدات من اعتدال وممانعـة عربيـة وإسـلاميـة وإقليميـة ودوليـة، وما أن تعوّل الشـعوب العربيـة بوضع كل بيضها في سـلـة الدولـة التي تتداول موسـميـة المواجهـة مع الكيان الإسـرائيلي، حتى تصدم تلك الشـعوب بأنها أفرطت في حسـاباتها التي تنطلق بها من معايير ثوابت عربيـة وإسـلاميـة متينـة، لكنها ليسـت معايير المواجهـة الثابتـة كأولويـة بل اسـتثناء والأولويـة تحكمها المصلحـة لا تلك الروابط، ولو كانت معايير العروبـة والإسـلام هي الروابط المتبعـة أكثر من كونها شـعار وسـحابة صيف، لتحررت الأرض والإنسـان العربي والمسـلم من الاحتلال الإسـرائيلي والاحتلال الغربي، لكن الفصل في العلاقات لمصلحـة دولـة تداول المواجهـة، فينكسـر البيض كلـه ومن ثم نحتاج إلى ربع قرن آخر كي تفيق الشـعوب من صدمـة الخسـارة وفشـل الحسـابات، وهذا السيد/ حسن نصر الله من سطع نجمه وصفقت له الجماهير العربية والإسلامية حتى قال البعض فيه أنه الرجل المرسل بمهمة "زوال الكيان الإسرائيلي" فهو يُصفق اليوم بعد تكبيله ومقاومته بالقرار "1701" وقوات احتلال (اليونفيل) وبقاء الأرض اللبنانية محتلة، يُصفق للنجم الساطع الجديد "أوردغان" ليقول: "أن اهتزاز العلاقات التركية ـ الصهيونية بمثابة زلزال للكيان الإسرائيلي"!
جميعهم يُصفقون وكأنها مهام موسـميـة طارئـة تتداولها دول وجماعات؛ فسـرعان ما تلتهب المواجهـة وتسـري كالنار في الهشـيم إنطلاقاً من وقود شـعار العروبـة والإسـلام، وسـرعان ما تخبو جذوتها لتتحول العاصفـة إلى زوبعـة ثم إلى نسـيم إنطلاقاً من معايير المصالح أو المؤثرات الخارجيـة، حتى لو كان المعيار والنتيجـة العامـة عودة سـطوع الباطل وأفول زوبعـة الحق. هكذا هي السـياسـة لعبـة قذرة تتغير ثوابتها وفق المصالح... وهذا ربما يجعلنا نتذكر توجه الزعيم المرحوم حافظ الأسد عندما انهار الإتحاد السوفيتي فتوجه إلى "جورباتشوف" عراب تهشيم الثوابت والأحلاف إنطلاقاً من أيدلوجية ثابت توازن القوى قبل الإنهيار، فما كان من العراب "جورباتشوف" سوى أن قال شعاره الشهير لضيفه السوري حليف الأمس "اليوم توازن مصالح لا توازن قوى".
فلا تضعوا بيضكم في سِـلال غيركم أيها العرب، ولا تبنوا كل آمالكم وتتهربوا من ضعفكم وعجزكم على قوة غيركم، فمهما سـاندكم "أوردغان" أو (شـافيز) أو (جالوي) فعند القرار المصيري تكون المصلحـة هي صاحبـة الكلمـة الفصل... وهذا لا ينتقص من احترامنا وتقديرنا للسيد "أوردغان" و(شافيز) و(سلفيا) وتركيا، وفنزويلا، والبرازيل... فإن لم يتم استثمار غبار العاصفة عربياً، فسيفيق العرب بمعيار المصالح على عودة علاقات دول تداول المواجهة إلى طبيعتها الهادئة، وقد تحققت مصالح الجميع باستثناء العرب وقضاياهم كوقود لحروب ومناكفات تحقيق تلك المصالح الإستراتيجية، ليندبوا حظهم وتسقط رهاناتهم السطحية العاطفية ويتحول ضجيج الهتاف والتصفيق والإنتفاضات الشعبية إلى إحباط وهدوء وصمت الموتى، فكلمـة وموقف عربي صادق وجاد وموحد يكسـر حاجز العجز والوهن سـيجعل ألف "أوردغان" و(شـافيز) يُصفقون لكم ومعهم كل شـعوبكم، وما دون ذلك فلتطلبوا العوض في مخزونكم من البيض الذي سـيتكسـر في سِـلال غيركم!!!
وأنا أقول هنا ما قد يعتبره البعض كفراً للتطاول على العواطف المقدسة للواهمين من بطل اليوم الذي لا يُشق له غبار ودولة تداول الزعامة الوهمية، أقول أفيقوا فلا تطلبوا من "تركيا وأوردغان" المحال، الذي لن تُحققـه إلا وحدة القرار والجبهـة العربيـة الواحدة، أقول ماذا لو تم احتواء عاصفة الغضب التركي وعادت العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، والتي لم تتضرر حتى الآن كثيراً، وعادت لطبيعتها، فهل يكون ذلك زلزالاً يضرب الأحلام العربية!!؟؟
والخلاصـة عندما نسـتفيق من زوبعـة الجريمـة الإسـرائيليـة، لنصحوا على واقعنا العربي المغثي عامـة والفلسـطيني المقيت خاصـة، لنُقيّم الأمور بشـكل منطقي وليـس بشـكل عاطفي، ماذا حققت عاصفـة سُـفن كسـر الحصار؟ هل اسـتطاعت فعلاً كسـر الحصار؟ بدمويتها المعهودة منعتها (إسـرائيل) حتى من الرسـو على بُعد مئات الأميال بموازاة غزة المحتلـة، وقتلت بدم بارد وجرحت وأسـرت المئات، ورحَّلت من رحَّلت من المتضامنين الأحرار، رحَّلتهم جُثث وأحياء وبعاهات، وأبقت من أبقت قيد الاعتقال، وصادرت السُـفن والمسـاعدات الإنسـانيـة... سـيقول قائل أنها فضحت الكيان الإسـرائيلي وأظهرت وجـه هذا الكيان القبيح، وكأن هذا الكيان كان وجهـه جميل وحاله مسـتور!!! مظاهرات ومسـيرات وثورة إعلاميـة، ومزاد عروض للسـاسـة والزعماء بلعنـة هذا الكيان المتغطرس، ولكن عملياً لا شـيء تغيَّر... منعوا أسـطول الحرية من المرور وقتلوا المتضامنين، وفي المحصلـة لم تُغلق السـفارة الصهيونيـة في أنقرة، والمطلوب تعويضات واعتذار!!!
ورغم التظاهرة العالميـة ضد السـلوك الإجرامي الصهيوني، فقد فلتوا من حتى الإدانـة الرسـميـة في مجلـس الأمن، ورغم كل هذا ضربوا بعرض الحائط كل هذا الغضب الشـعبي... وقد تعودوا عليـه سـابقاً كزوبعـة في فنجان، فردوا على الشـعارات الصاخبـة والفضائح بمزيد من الغطرسـة، وقد منعوا سـفينـة كسـر الحصار الإيرلنديـة رغم صراخ الخارجيـة الإيرلنديـة، واقتحموها وسـحبوها كما سـابقتها الداميـة إلى ميناء (أسـدود) واعتقلوا من عليها، وحتى الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكيـة أمام هذا الصلف الصهيوني لربيبتهم التاريخيـة و"الحضاريـة"، أصبحت دعواتهم مخزيـة بحق الإنسـانيـة؛ فبدل "الضغط" على الكيان الصهيوني المسـخ لرفع الحصار، طرحوا قضيـة مطاطـة جديدة، إعادة صياغـة آليات الحصار، وبهذا ربح الكيان الصهيوني بتحقيق كل أهدافـه في مواجهـة "أسـاطيل الحريـة" ولم يُخفف أو يكسـر الحصار...
وقد اختلف العرب على مصطلح "فك أو كسـر الحصار"، ومن يعتقد أن تركيا، مع احترامنا لرجل المواقف "أردوغان"، بأنها سـتنوب عن العرب في مواجهـة تتجاوز مصالحها مع الكيان الإسـرائيلي والولايات المتحدة فهو واهم... فلن يكونوا ملكيين أكثر من الملك... فعلى العرب وضع بيضهم في سِـلالهم وهم يملكون من عوامل القوة البشـريـة والماديـة والاقتصاديـة والسـياسـيـة والحربيـة، ما يجعل حتى تركيا تنجذب لفلكهم، والصديق والعدو يعمل حسـاب لهم... لكنهم فاقدي الإرادة كأنظمـة رسـميـة وشـعوب لا تملك من أمرها سـوى يومين من تنفيـس الغضب بزوبعـة سـرعان ما تتلاشـى... فماذا فعلت تركيا وماذا فعلت إيرلندا؟ اسـتدعوا السـفراء!!! هذا أمر روتيني مع أي أزمـة، لكن هل قطعوا العلاقات؟ لن يقطعوها كما يتوهم البعض، لأنها قائمـة على مصالح مازالت قائمـة، ولن يتغير من الأمر سـوى أشـياء شـكليـة وخطابات ناريـة للاسـتهلاك الإعلامي، ولكن إذا كان هناك شـيء يتطلب تغيير جذري، حتى لا يكون العرب بحاجـة إلى سِـلال تحمل بيضهم، فالواقع العربي المزري هو المطلوب تغييره أمام الكثير من التحديات المحليـة والإقليميـة والدوليـة، والأهم من هذا كله الواقع الفلسـطيني... التشـرذم المقيت بحاجـة إلى تغيير عاجل غير آجل... لأن الكيان الإسـرائيلي قائم على إرهاب ودمويـة وفضائح، ولا جديد يجعلهم يُغيروا سـياسـاتهم أمام هذا الواقع العربي المتردي، فماذا هم العرب والفلسـطينيون فاعلون!؟ لو كانت الإجابـة انتظار النجم التركي ليُحرر أوطانهم ويرد العدوان عنهم، فهذه هي الفضيحـة والعار بحد ذاتـه وتسـتمر المهزلـة والمأسـاة.....