هل السياسة فنّ التوظيف

هل السياسة فنّ التوظيف.. للسيّء والنظيف!؟

عبدالله القحطاني

أبرز مثل ، لتطبيق هذا العنوان على أرض الواقع ، هو النظام الحاكم في سورية .. فهو :

* خارجياً :

(1)   يوظّف ، لدى أوروبّا وأمريكا ، سمعته السيّئة في قمع الحركات الإسلامية .. ليثبت لهؤلاء الغربيين ، أنه نظام جدير بالاحترام والتقدير والدعم !

(2)   يوظف إيواءه لبعض الفصائل الفلسطينية ، للحصول على شهادات تزكية ، منها ، ومن المتعاطفين معها ، بأنه المناصر الأول ، والوحيد ، للقضية الفلسطينية .. والممانع الوحيد للمشروع الصهيوني الأمريكي، في المنطقة العربية ! ويوظّف هذه الشهادات، في تلميع صورته في العالمين العربي والإسلامي، للحصول على مزيد من الاحترام، ومن الدعم السياسي والأدبي.. وتجنيد الأنصارمن الفلسطينيين ، وغيرهم ،  لخدمة مآربه الخاصّة ، في الابتزاز والتخريب ، والتفجير والاغتيال .. في أنحاء مختلفة من العالم العربي !

(3)   يوظّف مالديه من حثالات بشرية ، جمعَها من هنا وهناك ، تحت عناوين شتّى ، كثير منها زاهٍ برّاق .. للبلطجة والابتزاز، والتخريب والتفجير والاغتيال .. فيما حوله من الدولة الشقيقة !

* داخلياً :

(1)   يوظّف قدرته على البطش والقمع ، لإرهاب شعب سورية كله ، وإخماد أيّ صوت يمكن أن يعارضه ، أو يحتجّ على أيّة جريمة من جرائمه ، أو سياسة خرقاء من سياساته !

(2)   يوظّف إعلام الدولة ، لتلميع صورته ، في نظر شعبه ، ونظرالآخرين ، من أبناء الدول الأخرى !

(3)   يوظّف مالديه من أصحاب الكفاءات السيّئة ( الكذب ، والنفاق ، والدجل ) للمنافحة عن مواقفه وسلوكاته ، السياسية ، والاقتصادية ، وغيرها ..!

(4)   يوظّف مالديه من كفاءات حقيقية ، سياسية ، واقتصادية ، وتربوية ، وثقافية .. ممّن استدرجهم إلى خندقه ، وصاروا أجزاء من تركيبة حكمه .. يوظّف هذه الكفاءات ، في مجالات تخصّصها ، للإفادة منها في تعزيز نظامه .. ثم يرمي بها بعيداً ، بعد أن يستهلكها ! فيقتل بعضها ويصف العملية بأنها انتحار ! ويلفّق لبعضها تهماً مختلفة ، كالفساد المالي ، وغيره .. لتشويه سمعتها ، ثم إلقائها في السجون ، أو المنافي !     ونحسب أفراد هذا الصنف ، من موظّفي آل أسد وأتباعِهم ..من عسكريين وسياسيين، وعناصر أمن ، ورجال إدارة .. هم ، وحدهم ، الذين يستحقّون الشفقة والعطف ، من بين آجَراء آل أسد .. لو أنهم ، هم ، أشفقوا على أنفسهم وعطفوا عليها ! وهم ، وحدهم ، الذين يستحقّون الاحترام .. لو أنهم ، هم ، احترموا أنفسهم ، ولم يضعوها في مواضع الذلّة والهوان ، والبيع الرخيص ، في سوق آل أسد الرخيص .. حتى صحّ فيهم قول الشاعر:

إذا أنتَ لم تَعرفْ لنفسكَ حقّها        هَواناً بها .. كانت على الناس أهوَنا

* الأمثلة :

الأمثلة كثيرة جداً ،على كل نوع من أنواع التوظيف ، التي مارسها نظام دمشق، وما يزال !  وأسماء الذين نحِروا من عهد قريب ، حيّة في الأذهان . كما أن أسماء الذين وظّفهم ، من سائر الأصناف الجيّدة والرديئة ، محفوظة في ذاكرة الشعب السوري ! ومن كان حريصاً على معرفة الأسماء ، فيكفيه أن يعود إلى وسائل الإعلام ، التي تداولت أنباء جرائمه تجاه سورية، شعباً ووطناً ، وتجاه ضحاياه الذين بطش بهم بأشكال مختلفة !

أمّا ضحاياه التي تنتظر مصائرها ، على أيدي زبانيته .. فـتُسأل هي عمّا تحسّ به ، وعمّا تتوقّعه ، على ضوء مارأت مِن مصائر مَن سبقها .. من رفاق درب ، وزملاء عمل ، وشركاء نضال !