المعارضة السورية بين المطرقة والسندان
المعارضة السورية .. بين مطرقة
العنف الأسدي ، وسندان الفكر السلمي !
سامي رشيد
* لا نحسب المعادلة ، اليوم ، خافية على أيّ سياسي سوري ، معارض لأولاد الأسد:
ـ سلطة مدجّجة بسلاح الوطن كله ، وبقدراته كلها! ومعارضة مسلّحة بالكلمة، وحدها!
ـ المعارضة لا تؤمن بحمل السلاح ، في وجه سلطة محسوبة وطنية .. لأسباب عدّة ، من أهمّها :
(1) الحرص على الوطن ، الذي يولّد الخوفَ عليه من العنف المسلح .. والخوفَ على دماء الشعب ، من أن تراق في صراع داخلي عبثي !
(2) الخوف من تداعيات صراع داخلي عنيف .. أن تؤدّي إلى ماأدّت إليه الصراعات العنيفة في دول أخرى ، مثل : العراق ، والصومال ، وأفغانستان ..!
ـ العالم لا يشعر بوجود معارضة سورية ، ذات قيمة أو فعالية .. حين ينظر إلى واقع الساحة السورية ، فلا يرى فيها إلاّ أولاد أسد ، يعبثون ويعربدون ، ويفرضون شروطهم على الآخرين ، حتى خارج سورية ، عبر حلفاء وعملاء وأتباع .. في لبنان وغيره !
ـ الأطراف اللبنانية ، التي تعاني من ذبح يومي ، على أيدي عصابات آل أسد ، عاجزة عن مدّ الأيدي إلى المعارضة السورية ، للتخلّص من رأس الأفعى في دمشق ، الذي يحرّك ذيوله في لبنان! وإذا لم تكن عاجزة ، فلا بدّ من البحث عن تفسير آخر، لإحجامها عن مساعدة المعارضة السورية ، شريكتها في الهمّ والمصاب ، والبلاء المقيم !
· أسئلة للمعارضة :
ـ كم تتوقّعون أن تؤتي الكلمة العزلاء ثمارها ، في مواجهة السلطة المسلّحة !؟
ـ الزمن يجري لمصلحة مَن يجيد استثماره .. فهل لديكم تصوّرعن كيفية استثمارالزمن، لمصلحة الشعب السوري ، ومعارضته الوطنية !؟
ـ هل تَعدّون الاحتلال الفارسي ، المطّرد المتنامي ، لسورية..احتلالاً وطنياً، كاحتلال آل أسد ، لاتجوز في مقاومته ، إلاّ الكلمة العزلاء ، والتظاهر، والاعتصام، والصراع السلمي .. بشكل عامّ !؟ أم له تفسير أخر، في رأيكم ، يحتاج إلى تفكير من نوع آخر!؟
ـ أهذه دعوة إلى العنف المسلّح !؟ لا .. هذه دعوة إلى قراءة المعادلة بصورة صحيحة، على ضوء المستجدّات.. لبناء مواقف سليمة ، ممكنة ومجدية ، ليس فيها مخادعة للنفس، ولا إضاعة للأوقات والجهود ، ولا تبديد لآمال الشعب ، المنتظِر على أحرّ من الحمر ساعة الخلاص ! وهذا يعني ، بالضرورة ، تكثيف الجهود في الاتّجاه السلمي ذاته ، وإضافة أنشطة جديدة ، محلياً وإقليمياً ودولياً .. مع وضع الاحتلال الفارسي في دوائر خاصّة من التفكير، السياسي .. وغيرِه !