كاسترو يحل محل كاسترو

كاسترو يحل محل كاسترو

لم يخجل العرب بعد اليوم

علي الأحمد

استلم راؤول كاسترو السلطه محل اخيه فيديل كاسترو ، وفارق العمر بينمها ليس اكثر من بضع سنين ، وكلاهما في الثمانينات او على حافتها . وفي ذلك عزاء للعرب الذين يخلدون في مناصبهم ثم يسلمونها لابنائهم من بعدهم ، ولكن كاسترو سلمها لاخيه لانه بسبب انشغاله في الثوره والقياده لم يفطن ان يخلف ولدا يحمل اسمه ويخلفه في  المنصب .

لا ادري حقيقة ان كان الشعب الكوبي فعلا يحب كاسترو ويرضى عن اسلوب ادارته للبلاد طوال نصف قرن ، نعم رايتهم يصفقون في البرلمان تماما كما  يصفق العرب لقادتهم المخلدين ، ولكن مجر فكرة ان يبقى شخص على راس الحكم تلك المده الخرافيه ثم يسلم السلطه عند موته لابنه او لاخيه ، مجرد ذلك اعتبره فكرة غبية وسمجة وممجوجه لانه يقول للناس ولو بشكل غير مباشر كما قال فرعون من قبل : ما علمت لكم من اله غيري .

ام ان كاسترو او غيره يعتبر انه افهم من عليها وان السماء جادت به رحمة وغيثا لتلك الامة المسكينه لياخذ بيدها الى بر الامان ويفتح امام ابنائها الابواب المغلقه وينشر الخير والحب ويغرس الامل في النفوس وينزل البركات من السماء ويصور للناس انه لولا هو وجهوده وامكانته الهائله لما قامت لامته قائمه ولكانت نهبة للطامعين والغزاة والمحتلين ولكنه هو من حررها وهو من قادها وهو من فتح لها السبل حتى صارت على ما هي عليه ولولاه لذهبت ادراج الرياح .

هكذا يصور الجبابرة انفسهم للناس : منحة جادت بها السماء على الارض ، وهبة من الخالق لعباده ، لذلك فليس عليهم الا ان يسبحوا بحمده صباح مساء ، ليس بحمد الخالق ، وانما بحمد الدكتاتور الذي منحه الخالق للعباد الضعفاء المساكين المقهورين ليحررهم ولينقذهم وليمنح لهم الامن والرزق والعيش الكريم والتصدي للاعداء .

الان يمكن للمخلدين من الحكام العرب ولابنائهم ان ينامو قريري العين ، لان ليس هم فقط من يورث الحكم لابنائهم ، هؤلاء الكوبيون فعلوها من ان ليس بيننا وبينم صلة رحم او قربي او جوار او تلاقح بين الحضارات ، بيننا وبينهم الاف الاف الكيلومترات ومع ذلك فقد قامو بما نقوم به في بلداننا لذلك ليس لاحد بعد اليوم ان يفتح فمه بكلمه لانه كما ورث كاسترو شقيقه بن السبعه والسبعين ، على الاقل نحن نورث ابناء الثلاثينات كما حصل في سوريا مثلا عندما تم فتق الدستور السوري واعادة خياطته ليتناسب من طول الزرافه التى تحكم سوريه اليوم 2.11 متر ، (كاسترو ايضا بنفس الطول )  واذا كان شقيق كاسترو هرم وربما كان حفار القبور يستعد لحفر قبره ، فان رئيسنا السوري شاب طموح في مقتبل العمر ، وكله امل ووعود بالخير والعطاء لسوريا ، وهو من الان يعد ابنه حافظ ليرثه بعد عمر طويل لكي تستمر المملكه الاسدية المخلوفيه العلويه في حكم البلاد والعباد في سوريه .

ليس على بشار حرج بعد اليوم لان زعيم البروليتاريا العالميه ورث شقيقه الحكم ، لذلك اين المشكله الان في توريث بشار من ابيه ؟ ويقال ان القذافي ايضا يعد ابنه وكذلك الرئيس اليمني ، لذلك اين المشكله في ان  يجثم بشار على صدورنا خمسين سنه اخرى ، ثم ياتي ابنه من بعده خمسين ثانيه ، السنا في زمن السخافات والخرافات والحكام الذين فقدوا الاحساس بالخجل ، والشرف والمروءه فاستحلوا كل شيء ولم يعد لديهم شيء اسمه عيب او عار او فضيحه ، لانهم ببساطه خلعوا كل تلك الحواجز من امامهم ولم يعودوا يفكروا باي شيء سوى الكرسي الذي يعصر تحت قوائمه امال وطلعات شعوبهم ويذهب بها الى الجحيم .