آخر مهازلها مصر تريد رفع الحصار عن غزة
د. محمد رحال /السويد
في اغرب عملية قرصنة وامام انظار العالم اجمع، اعتدت قوات العصابات الصهيونية على قافلة سلام حملت لأهل غزة الحليب لاطفالها والكراسي المتحركة لشيوخها ، وزيت الطبخ لامهاتها ، وبيوت الخشب لمشرديها والامل لسكانها ، وعملية القرصنة التي فتكت بالعشرات من اصحاب القلوب الرحيمة والايدي الخيرة والذين طالتهم رصاصات العدوان الصهيوني الغادر ، هذه العملية التي استرجل الكيان الغادر فيها على قافلة مسالمة للخير اكدت للعالم اجمع ان هذا الكيان هو كيان من مجموعات شريرة لاتريد ابدا أن تنضوي تحت أي قالب للسلم والسلام ، وان كل الدعوات للسلم والسلام مع هذه العصابات هي مجرد دعوات لقادة وسياسيين واعلاميين من اصحاب الفكر الاستسلامي المنحط والذين كلما دق فيهم اعداء امتنا اسفين الذل كلما لانت عريكتهم وتمدد بساط استسلامهم وتحت مسميات شتى .
الدماء الطاهرة التي نفرت من اجساد الشهداء والجرحى على ارضية السفن المحملة بترياق الحرية ، اندمجت وكونت رقعة واحدة من الدم الطاهر المعطر مسكا، هذه الدماء مثلت الوحدة الحقيقية لأمتنا والتي وحدّها نبي النور ومزق وحدتها حكام اقليميون لاهمّ لهم الا تنفيذ المطالب الامريكية والصهيونية، فكانوا حماة الصهيونية وحراسها.
الاحتجاجات العالمية الواسعة جدا ومعها الاحتجاجات العربية المتواضعة والخجولة والتي كان ابرزها الموقف المصري المضحك جدا ، والذي برز على سطح الاحداث هزليا وطريفا بالرغم من دموية الحدث ، هذا الموقف الذي طالب برفع الحصار عن غزة ، ونسي حكام مصر انهم كانوا ومازالوا هم اداة هذا الحصار ، وان ضحايا الحصار المصري فاق بعشرات المرات ضحايا الحصار الصهيوني والذي بدا وكأنه حصار صهيوني مصري موحد ، ونسي ساسة مصر ان هناك جدارا من الفولاذ هو اشهر جدار فولاذي في العالم بني هدية من ساسة مصر من اجل ملاحقة طعام اهل غزة ، ونسي ساسة مصر شهداء الغاز في انفاق غزة ، ونسي ساسة مصر شهداء القوارب في بحر غزة ، ونسي ساسة مصر تعذيبهم للجرحى الفلسطينيين وشهاداتهم ماتزال حية ، ونسي ساسة التطبيع واركان الخيانة اذلال ابناء فلسطين على معبر رفح وسجنهم في اماكن اشبه بالزرائب فقط لكونهم من غزة ، ونسي ساسة مصر كيف صادروا طعام اهل غزة من المتبرعين في انحاء العالم وتركه يفسد امام عيون واطفال غزة ،ونسي ساسة مصر الاعداد الكبيرة من المرضى الذين ماتوا على معبر رفح الما وهم ينتظرون وتحت سياط الشمس اللاهبة الاذن لهم بالعبور ، ونسي ساسة مصر الاعداد الكبيرة للطلبة الذين تعطلت دراستهم بسبب الحصار المصري ، ونسي ساسة مصر كيف كان اهل غزة يموتون من البرد شتاء ولايجدون مايحتطبونه في الوقت الذي باعت فيه مصر غازها بالمجان تقريبا ليتدفأ عليه قادة الصهيونية ، ونسي ساسة مصر كيف عاملت قواتها الامنية المتضامنين مع اهل غزة وكيف ضربوا من قوات الامن وعلى رأسهم جورج غالاوي ، ونسي ساسة مصر كيف اعتقل كل حر ووطني وقومي ومسلم في مصر وعلى رأسهم بطل عبور الانفاق الوطني الغيور الاصيل مجدي حسين وكل هذا من اجل عيون اسرائيل .
ان الحصار الذي يطالب اليوم ساسة مصر بفكه ورفعه عن شعب مصر هو حصار بدأ في شرم الشيخ ، وان الحصار الحقيقي هو حصار الضمير الذي رزح في اكنافه ساسة مصر درجة تبلدت فيه مشاعرهم وتكلست فيه انسانيتهم ، فما احوجهم لرفع الحصار الصهيوني عن عقولهم.