فتنة داعش... الداء والدواء

محمد سعد الدين

مركز النذير للدراسات

بعد أن نجح اعداؤنا بتجييش الشيعة والسنّة بعضهم على البعض.....وتاليب الملتزمين السنّة على علمانييهم وبالعكس......بدا الفصل الثالث لتقسيم السنّة المتدينيين بين داعش المتشددة وأخواتها من جهة والإسلاميين المعتدليين من إخوان مسلمين وفروعهم من جهة اخرى ...ومسلمين اكثر اعتدالا من علماء السلطة والمال الخليجيين من جهة ثالثة.

ما يحدث بالمنطقة من احداث جسام تتطلب بحق كل جهد مخلص قبل أن تشتعل نار الفتنة الماحقة بين داعش وخصومهم من الجيش الحر بسوريا...بين علمانيي مصر واخوان حماس....بين اسلاميي ليبيا وعلمانييهم ..بين نصرة طرابلس لبنان وخصومهم من معتدلي لبنان السنّة وشيعته...بين انصار الله الشيعة وانصار الشريعة القاعديين باليمن ...بل حتى بين معتدلي تونس وعلمانييهم بعد نتائج الانتخابات وما يليها(الغنوشي اختار الطريق الثالث بفسحه المجال لاعوان الطاغية لقيادة القارب بحجة الاعتدال والحكمة......تونس على موعد مع حرب طاحنة بين متشدديها الذين بايع أغلبهم البغدادي بالأمس و ازلام الطاغيةو معتدلي الغنوشي من جهة اخرى.

تبدو وكان الالغام المؤقوته قد زُرعت بين احضان امة غثاء السيل تنتظر ساعة الصفر لتتفجيرها وتفجير المنطقة برمتها.

حادثة شنيعة ربما اثناء عاشوراء القادم تكفي لاشعال العراق وجواره وتحويل المنطقة الى بركان يرمي شرره الى كل زواياها الاربعة.

فهم استراتيجية العدو ضرورة لابد منها لتجنب الوقوع بافخاخها او على الاقل التقليل من اضرارها .......ربما لهذا السبب يتعين على حكماء السنّة المخلصين اختيار اولوياتهم وحرف مسارهم عن الطريق الذي يدفعهم اليه من خطط بخبث الى دفعنا الى ...الهاوية.

امام السنّة المخلصيين المعتدلين ثلاثة أعداء  مباشرين من شركائهم وجيرانهم يتربصون بهم السوء بل كل السوء.....داعش وأخواتها.....الاسلام السعودي الرسمي وشركائه من المترفين الاماراتيين ووكلائهم....والأخطر الشيعة الفرس واتباعهم من العرب المنافقين من  عراقيين تابعين وحوثيين وحزب الله واخواته.

فلتكن معركة السنّة المخلصين الكبرى مع العدو الأشد خطورة من شيعة وأذنابهم ولتؤجل معركتهم الاخرى مع داعش ومنافقي السنّة الى اليوم التالي............بل فليعقد علماء السنّة المخلصين هدنة اعلامية وعسكرية مع من يريد أعداؤنا أن نكون بالخط الأمامي لمواجهتهم بعد أن غذائهم كثيرا.....وليصمت حكماء السنّة عن الرد على سفاهة المترفين ...الى حين.

المعركة مع أعدائنا  المتلونين البعيدون تتطلب الكثير من الدهاء..........تماما كما يفعلون هم............الحكمة تتطلب منا أن نتعامل مع الواقع كما هو وليس كما كنا نتمنى أن يكون.

ربما سيفهم البعض بعد فوات الاوان لماذا ساعد كل أعداؤنا ووكلائهم دولة داعش العظمى على بناء نفسها قبل أن يدفعنا الى..... محاربتها في حرب داعش وغثاء السيل.

مركز النذير للدراسات

28-10-2014