تابع البرامج النووي الإيراني 10
مقالة رقم (10)
العد التنازلي لاقتناص الفريسة العراقية
وإيران تتجاذب مع توزيع الأدوار الغربية
حسين علي محمد حسنين
كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر
تابع البرامج النووي الإيراني:
( 1 )
مناورات أوربية أمريكية بالقرب من الحدود الإيرانية
للتخلص من نظام صدام حسين
فى 17 مارس شاركت فرنسا وبريطانيا فى المناورات الجوية المعروفة باسم ( نسر الأناضول ) وهى الخطة السرية التى كان من المتوقع استخدامها فى التخلص من نظام صدام حسين وكانت تضم كل من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وتركيا اضافة الى مساهمات المانية فى إطار حلف الناتو. يذكر ان الإعلام الغربي أعلن عن تلك المناورات بأنها تهدف الى تنمية قدرات قوات حلف الناتو على القيام بعمليات مشتركة فى حال الانتشار السريع للقوات . كما أشارت بعض التقارير العسكرية الأوربية الى أن أحد اهداف تلك المناورات تمثل فى التركيز على وضع شفرات وتكتيكات اتصال مشتركة من اجل التدريب عليها لاستخدامها فى العمليات القتالية الخاصة بإسقاط نظام صدام حسين . يلاحظ أنه خلال تلك المناورات تم استخدام أنظمة ( أكمى ) الإسرائيلية الصنع القادرة على نقل الصوت والصورة فى وقت واحد من الطائرات أثناء تحليقها فى الجو الى مراكز القيادة . ( تعد تلك المناورة أول بادرة لمشاركة القوات الفرنسية فى إطار استخدام قوات التحالف للتخلص من نظام صدام حسين وهو ما تحاول فرنسا نفيه دائما، لكن دون جدوى ).
واشنطن تستخدم ورقة انتهاك حقوق الإنسان ضد إيران لتشتيت الإنتباه عن العراق:
زلماى خليل زاد
فى 19 مارس 2002 أعلن زلماى خليل زاد المساعد الخاص للرئيس الامريكى جورج بوش وكبير مديري قسم جنوب غرب آسيا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا فى مجلس الأمن القومي الامريكى أن إرادة الشعب الإيراني فى انتقاص دائم بل وأنها منتهكة من قبل أقلية إسلامية متشددة وغير منتخبة تمتلك السلطات والقوة داخل البلاد ، وان هذه الأقلية غير المنتخبة وقفت دائما منذ ظهورها فى عام 1979 ضد حرية الشعب وضد إرادته فى الوصول الى نظام ديمقراطي مستخدمة فى ذلك القمع والتخويف والإرهاب ضد أبناء الشعب، كما وقفت أيضا ضد إجراء حوار مسئول مع الولايات المتحدة الأمريكية. وشدد زلماى على ان النظام الإيراني يدعم الإرهاب ، ومن ثم يجب على حكومة طهران ان تؤكد للعالم الحر أنها ليست ملاذا للإرهابيين ، وعليها ان تقطع اتصالاتها مع المنظمات الإرهابية مثل حزب الله اللبناني وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين وذلك باتخاذ خطوات واضحة وصريحة أمام العالم ومنها وقف إمداد تلك المنظمات بالأموال والأسلحة والتدريب ، كما يجب على ايران تفكيك شبكة جيش القدس فى أفغانستان والمجموعات المتفرعة عنها التى تدعمها القيادات الإسلامية الإيرانية التى تسعى الى زعزعة استقرار أفغانستان . أيضا يجب على القادة المتشددين فى ايران وقف مسعاهم فى الحصول على أسلحة نووية . بدت تلك الخطبة العصماء فى نظر المحللين السياسيين بأنها محاولة فاشلة لتشتيت الإنتباه عما يجرى الإعداد له لإسقاط النظام العراقى.
دعم أمريكي غير محدود لإسرائيل:
فى أول أبريل عام 2002 تم عقد اتفاق بين واشنطن وتل أبيب تنص بنوده على ان اى هجوم يقع على اى منهما يعد هجوما على الطرف الآخر ، ويدخل فى ذلك العمليات الإرهابية التى يمكن ان تتعرض لها اسرائيل . وقد تعهدت الولايات المتحدة الامريكية بأن تساعد اسرائيل بكامل قواها السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وقد بدا ذلك واضحا فى الدعم الامريكى اللامحدود لحكومة شارون ضد الفلسطينيين واستخدام واشنطن لحق الفيتو فى مجلس الامن لمنع ادانة اسرائيل سياسيا . كما نص الاتفاق على وجود تنسيق استراتيجي واسع فى حال قيام واشنطن بعمليات عسكرية ضد ايران او سوريا (يلاحظ انه لم يتم ذكر العراق !!) حيث تعد اسرائيل حليف أساسي وإستراتيجي لواشنطن فى اى عمليات عسكرية تقع فى اى بقعة من العالم . كما أشارت بنود الاتفاقية الى موافقة واشنطن على تطوير نظام صواريخ أرو الإسرائيلية المضادة للصواريخ .
انقسام داخل الاتحاد الاوربى بشأن أجندة التقارب مع إيران فى إطار سياسة توزيع الأدوار:
وفى 13 مايو 2002 ذكر بيان صادر عن وزراء خارجية الاتحاد الاوربى انه لم يتم التوصل الى إجماع دول الاتحاد بشأن تعزيز علاقات التعاون التجاري مع إيران ، وأوضح البيان أن السبب وراء ذلك يرجع الى وجود خلافات بين مؤيد ومعارض حول مدى جدية حكومة طهران إزاء الإصلاح السياسى الداخلي خاصة المتعلقة بانتهاكات ايران لحقوق الانسان ودعم حكومة طهران لبعض المنظمات الإرهابية . وقد كشفت بعض التقارير عن وجود فريق أوربي تتزعمه فرنسا وأسبانيا وإيطاليا واليونان وبلجيكا يطالب بسرعة إبرام اتفاق تجاري مع إيران دون النظر الى البنود المتعلقة بالإصلاح السياسى وانتهاكات حقوق الإنسان داخل ايران أو محاربة الإرهاب ، وأشارت هذه التقارير الى أن تلك الدول التى تتزعمها فرنسا وإيطاليا تعتقد أن هذا شأن داخلي وان حل مشكلة انتهاك حقوق الانسان والإرهاب قد يستغرق تنفيذه وقتا طويلا ربما يصل إلى خمس سنوات على اقل تقدير وهو ما لا يتفق ومصالحها الاقتصادية ، لذلك طالبت هذه الدول بضرورة الاسراع بإبرام اتفاق عاجل دون تصديق برلمانات الدول الأعضاء عليه ، على أن يتم بعد ذلك معالجة القضايا السياسية عبر خطابات إعلان نوايا مع طهران . ( هذا الموقف الذى تتزعمه فرنسا وإيطاليا يتناقض بشدة مع الموقف الأميركي الذي يصنف إيران على أنها جزء من "محور للشر" ومحاولتها إنتاج أسلحة دمار الشامل ، لكن ذلك يأتى فى إطار سياسة توزيع الأدوار بين أوربا والولايات المتحدة بخصوص الهجوم المرتقب على العراق ).
أما الدول الأوربية التى تصر على إنهاء ملف انتهاك حقوق الانسان داخل ايران ودعم حكومة طهران للجماعات والمنظمات الإرهابية فهى تتمثل فى الدانمارك وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وهولندا ، وقد شددت تلك الدول على ضرورة الالتزام بالمبادئ السياسية للاتحاد الأوروبي وعدم تجاهلها .
**************
(2)
الغرب يتظاهر بالتشدد وإيران تتجاوب
إسرائيل تطلق أفق (5) للاستطلاع والتجسس على العراق والدول الخليجية المجاورة:
فى 28مايو 2002 قامت اسرائيل بإطلاق قمرها الصناعي أفق-5 الذي يعد استكمالا للجهود الإسرائيلية فى مجال التجسس الفضائي ومراقبة التطورات العسكرية فى الدول العربية والإسلامية وتحديدا العراق وإيران فى منطقة الشرق الاوسط . ويدور أفق-5 على ارتفاع 450 كيلومترا ، وقد بلغت تكلفته 60 مليون دولار ، واشرف على تصنيعه مؤسسة الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع شركة أمريكية-اسرائيلية . ويذكر أن أقمار الاستطلاع الإسرائيلية تسعى إلى تحقيق هدف الإنذار المبكر والاستطلاع الفوري إزاء اى تحركات عسكرية معادية ، او اى هجمات صاروخية موجهة ضد اسرائيل باعتبارها جزءا ضروريا فى منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ الباليستية (أرو) حيث تحتاج اسرائيل الى امتلاك أقمار صناعية للاستطلاع والإنذار المبكر بما يتيح لها صد اى هجمات صاروخية معادية حتى يمكنها تشغيل منظومة الدفاع الصاروخي . وتعد منظومة الأقمار الصناعية محل اهتمام رئيسى لإسرائيل الى جانب تطوير أسلحة الدمار الشامل .
ايران والبدء فى مشروع غزو الفضاء:
وردا على تطور تكنولوجيا أقمار التجسس الإسرائيلية ، أعلنت الحكومة الإيرانية فى أول يوليو 2002 عن عزمها فى اقتحام الفضاء الخارجي بقمر صناعي جديد أطلقت عليه اسم(الزهراء) . وتتمثل مهامه فى التجسس والاستطلاع لحساب الأمن القومي الإيراني فوق سماء منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة وإسرائيل بصفة خاصة على أن يستخدم فى إطلاقه صاروخ ( شهاب-5 ) . وفى هذا الصدد بدأت مراكز تكنولوجيا شبكة الصواريخ الإيرانية فى العمل على إنتاج ذلك الصاروخ البعيد المدى حيث تقرر دخوله الخدمة قبل حلول عام 2010 .( يذكر فى هذا الصدد أن ايران استفادت من علماء تكنولوجيا الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى الباكستانية ) .. لكن الشىء الهام هنا هو السماح لإيران بدخول معسكر التجسس الفضائى وذلك طبقا للمثل المصرى (سيب وأنا سيب).
أمريكا تطالب طهران بضرورة إجراء إصلاحات سياسية داخلية:
فى 13 يوليو عام 2002 طالب الرئيس الامريكى جورج بوش من حكومة طهران ضرورة إجراء إصلاحات سياسية داخلية بما تكفل منح حرية اكبر للشعب الإيراني فى التعبير عن حقوقه والحفاظ عليها فى إطار ديمقراطي . وأعرب الرئيس الامريكى عن تضامنه مع آلاف الطلبة الايرانيين الذين خرجوا فى مظاهرات احتجاج ضد النظام الإيراني المتشدد ، وطالب الحكومة الإيرانية بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين من الطلاب والصحفيين والسياسيين الايرانيين الذين ينتقدون سياسة النظام المتشدد . وأكد بوش على انه إذا تحول الشعب الإيراني نحو مستقبل قائم على حرية أوسع وتسامح اكبر فهو لن يجد صديقا أفضل من الولايات المتحدة الامريكية .
أوروبا تبحث مع حكومة طهران انتهاكات حقوق الإنسان:
محمد خاتمي بير ستيج
فى 22 أكتوبر 2002 أعلن وزير خارجية الدانمرك بير ستيج مولر الذى ترأست بلاده الإتحاد الأوروبي أن الاتحاد قرر بدء حوار مع إيران بشأن وضع حقوق الإنسان، وان هدف الاتحاد من ذلك هو دعم الإصلاحيين المقربين من الرئيس الإيراني محمد خاتمي والذين يمثلون الغالبية فى ايران . وأشار مولر إلى أن المباحثات الأوروبية الإيرانية الأولى حول حقوق الإنسان ستجري في أول ديسمبر 2002 بالعاصمة الإيرانية طهران وأن هذا الحوار لن يخضع لأي شرط إيراني مسبق وسيكون موضع متابعة منتظمة من جانب الاتحاد الاوربى ( فى الوقت نفسه أشار تقرير بريطاني الى ان النظام الإيراني يساوم الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة بورقة حقوق الانسان مقابل توسيع نطاق التعاون التجارى والاقتصادي). وقد أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا عبروا فيه عن قلقهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والقيود المفروضة على حرية التعبير ووضع المرأة في إيران ، وشدد البيان على أن الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه العميق إزاء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في إيران أمام دورة الجمعية العامة الـ57 للأمم المتحدة . يذكر ان الاتحاد الأوروبي طالب حكومة طهران اكثر من مرة بوقف عمليات الإعدام في إيران ضد الناشطين السياسيين وغيرهم الا ان ايران لم تلتزم بذلك واعتبرت المطلب الاوربى تدخلا فى الشئون الداخلية الإيرانية .
استجابة إيرانية محدودة لملف حقوق الانسان:
على الصعيد الإيرانى قام مجلس الشورى فى 15 ديسمبر 2002 بالتصديق على صيغة جديدة لنص قانون يحظر التعذيب الجسدي والمعنوي للمعتقلين السياسيين الايرانيين بهدف الحصول على اعترافاتهم . يذكر ان ذلك التصديق جاء بعد ضغوط أمريكية أوربية مضنية على النظام الإيراني( عدا جبهة فرنسا وإيطاليا وأسبانيا واليونان وبلجيكا التى تهتم اكثر بالمصالح الاقتصادية) ، وكان مجلس الشورى الذي تسيطر عليه غالبية إصلاحية قد صدق يوم 8 مايو 2002 على النص بعد قراءة أولى ، لكن مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون رفضه في شهر يونيو 2002 .
تعاون روسي_ إيراني للتغلب على صراعات الدول الواقعة على بحر قزوين:
فى 20 ديسمبر 2002 تم إبرام بروتوكول تعاون نووي إيراني- روسي يقضى بقيام ايران بإعادة النفايات النووية المستخدمة فى مفاعل بوشهر الى موسكو . جاء ذلك التعاون الروسي فى إطار قيام موسكو بتوسيع نطاق التعاون الإيراني الروسي بإعتبار ايران دولة ذات نفوذ تاريخي وعقائدي مع دول الجنوب السوفيتي القديم . وتسعى موسكو من وراء ذلك الى تنشيط المظلة الروسية من خلال كومنولث الدول المستقلة مستخدمة فى ذلك الهيكل العسكري العام مع العمل على إبقاء القواعد العسكرية الروسية بتلك الدول الواقعة فى الجنوب الروسي للسيطرة على الأهداف الاستراتيجية بتلك الدول الإسلامية الصغيرة خاصة أذربيجان التى اعلنت عن رغبتها فى الانضمام الى حلف الناتو وأوزبكستان التى بدأت فى التمرد على الاسرة الروسية . وتهدف روسيا من وراء ذلك الى إبعاد الولايات المتحدة عن منطقة وسط آسيا خاصة وان واشنطن تسعى لامتداد حلف الناتو الى بحر قزوين والمناطق المحيطة به من القوقاز وحتى الشرق الأوسط . الجدير بالذكر أن منطقة بحر قزوين تشهد صراعات غير مسبوقة حيث تنسق موسكو مواقفها مع كازاخستان، وتتفاهم ايران مع تركمانستان ، أما تركيا التى تقف معها واشنطن فإنها تدعم أذربيجان فى نزاعها الحدودي مع ايران والذي تفجر عقب قيام ايران بإرسال سفنها الحربية فى 23 يوليو عام 2001 لوقف أعمال التنقيب عن البترول فى مياه بحر قزوين . ( يذكر هنا تدخل موسكو لفض النزاع بين ايران وأذربيجان لعدم إتاحة الفرصة لواشنطن فى التدخل بالمنطقة) .
واشنطن تندد بالنشاط النووي داخل ايران:
لم تقف واشنطن مكتوفة الأيدى إزاء ذلك التعاون الروسى الإيرانى .. ففى 25 من ديسمبر عام 2002 قامت إحدى الشركات الامريكية التى تعمل فى مجال التجسس بالتقاط صورا جوية لبعض النشاطات النووية غير المعلنة داخل ايران وهو معمل يقع بمدينة (ناتانز) خاص بإنتاج اليورانيوم المخصب ، اضافة الى صور لمعمل آخر فى مدينة ( اراك) لانتاج الماء الثقيل . وقد توصل تقرير الاستخبارات الامريكية الى أن هناك مفاعلات إيرانية ذات أغراض متعددة منها التسليح النووي وهو ما لم يكن مطروحا من قبل فى تقارير الاستخبارات الامريكية او الأوربية . وعليه نددت واشنطن بالتعاون الروسي الإيراني فى مجال تكنولوجيا التسليح النووي.
*************
(3)
واشنطن وإسرائيل تبحثان السيطرة على مياه المتوسط
إستعدادا للعراق
تعاون أمريكي-إسرائيلي للسيطرة على مياه البحر المتوسط:
فى 27 ديسمبر 2002 قامت الاستخبارات الأوربية( فرنسا والمانيا) بتسريب معلومات تفيد بأن هناك مشروعا أمريكيا إسرائيليا بخصوص نشر أسلحة نووية استراتيجية فى مياه البحر المتوسط ووحدات دفاع صاروخي لحماية اسرائيل والمصالح الامريكية بالمنطقة من اى هجوم صاروخي إيراني أو عربي(يقصد بذلك سوريا وحزب الله وحماس) سواء على الأراضي الإسرائيلية او المصالح الامريكية بالمنطقة . وأوضحت تلك التسريبات الأوربية أن يوفال ستينتز رئيس اللجنة الفرعية العسكرية بالكنيست الاسرائيلى عقد سلسلة اجتماعات سرية مع كبار قيادات الجيش الاسرائيلى لبدء تنفيذ ذلك المشروع بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية . كما بينت تلك المعلومات ان اسرائيل وواشنطن تخططان للسيطرة على مياه المتوسط فى المستقبل القريب نظرا لمحدودية المجال الجوى الاسرائيلى وامتلاك ايران وبعض الدول العربية لصواريخ جو-جو متطورة . أيضا أشارت المعلومات الأوربية إلى أن اسرائيل تمتلك نحو 102 طائرة مقاتلة من طراز اف-16 يلوك 52 متعددة المهام والتى تلعب دورا كبيرا فى حماية أمن اسرائيل .
مناورات أمريكية إسرائيلية تركية بالمنطقة:
فى أوائل يناير 2003 بدأت الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وتركيا مناورات جوية وبحرية مشتركة أمام السواحل الإسرائيلية ، وهى الخامسة من نوعها . وقد شملت المناورة تدريبات على أعمال الإنقاذ البحري والتنسيق بين القيادات العسكرية فى الدول الثلاث، جاءت تلك المناورات فى وقت تزايدت فيه احتمالات توجيه ضربة عسكرية للعراق.
ايران تعلن فى تحد اكتشاف مناجم جديدة مليئة باليورانيوم:
الدكتور محمد البرادعى
وفى أول فبراير 2003 قامت حكومة طهران بدعوة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعى للقيام بزيارة المحطة النووية التى يوجد بها مفاعل ناتانز الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب طهران وذلك للتأكد من الاتهامات الامريكية التى تشير الى أن تلك المحطة تتخصص فى تخصيب اليورانيوم بغرض استخدامه فى الأسلحة النووية . (يذكر أن الدكتور البرادعى قام بزيارة ايران فى ديسمبر 2002 وقام بجولة تفقدية مستخدما طائرة هليوكوبتر خاصة لمراقبة مواقع منشآت ايران النووية ) .
وفى 10 فبراير عام 2003 وقبيل زيارة ممثلين من الهيئة الدولية للطاقة الذرية الى ايران خرج الرئيس الإيراني محمد خاتمى واعلن أمام عدسات التليفزيون والصحف العالمية انه تم اكتشاف مناجم عديدة مليئة باليورانيوم فى الأراضي الإيرانية وسوف يتم استغلالها فى البرنامج النووي الإيراني . واكد خاتمى ان بلاده تستخدم برنامجها النووي فى الأغراض السلمية والمدنية ، وشدد على ان ايران لن تستخدم برنامجها فى صناعة الأسلحة النووية .
فى نفس الوقت أعربت الحكومة الإيرانية عن تزايد مخاوفها من المناورات الامريكية الإسرائيلية التركية على السواحل الإسرائيلية والتركية القريبة من طهران . وشددت الحكومة الإيرانية فى بيان لها على ما أعلنته اسرائيل من إقامة مشروعات مشتركة مع تركيا للسيطرة على منابع حوض نهرى دجلة والفرات بالعراق فى مجالات الرى والصناعة والزراعة والسياحة .
رد الفعل الاسرائيلى:
جاء تصريح الرئيس محمد خاتمى بمثابة تحد خطير لقادة اسرائيل وهو ما دفع رئيس الوزراء الاسرائيلى شارون الى بحث البرنامج النووي الإيراني مع الرئيس الامريكى جورج بوش فى أوائل مارس عام 2003 أثناء زيارة شارون لواشنطن وذلك قبل حلول ساعة الصفر لضرب العراق ، كما قدم شارون للرئيس الامريكى تقريرا وضعه جهاز الاستخبارات العسكري الاسرائيلى (أمان) يشير الى ان ايران على وشك إنتاج أسلحة نووية ، اضافة الى تطوير شبكة صواريخ شهاب البعيدة المدى . وطالب شارون بضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لإجهاض البرنامج النووي الإيراني الطموح والتفكير جديا فى توجيه ضربة استباقية للقضاء عليه .
الموقف الإيراني والتمهيد لضرب العراق:
محسن رضائي
فى 25 مارس 2003 واثناء قيام قوات الحلفاء بضرب العراق فى محاولة لإسقاط نظام صدام حسين قامت القيادة الإيرانية بتسريب معلومات تفيد بان ايران ليست هدفا سهلا كالعراق خاصة وان الادارة الامريكية لا تملك معلومات دقيقة حول القدرة التسليحية الإيرانية ، وان القوات الامريكية ستواجه بمئات الآلاف من الايرانيين سواء من قوات الحرس الثوري او قوات البسيج ( اى المتطوعين) ، كما ستواجه القوات الامريكية بعشرات الآلاف من الاستشهاديين اضافة الى قوات حزب الله اللبناني ، إضافة إلى كل مؤيدي ايران فى عدد كبير من الدول التى يوجد بها تجمع شيعي ولدى معظمهم الاستعداد للتضحية من اجل ايران. فى نفس الوقت أكد محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني من ان وجود القوات الامريكية فى كل من أفغانستان والعراق يمثل نقطة قوة لإيران وليس ضعفا كما يعتقد البعض خاصة وان لدي إيران مؤيدون فى العراق وأفغانستان . وشدد رضائي على قدرة ايران فى التأثير على الرأي العام العراقي عبر قناتي العالم وسحر العربيتين واللتان يتم التقاطهما بهوائي عادى وفى متناول كافة الشعب داخل العراق .
لكن يبدو أن طهران لم تكن تحمل التهديدات الأميركية الإسرائيلية على محمل الجد . ومع ذلك تم تغيير مسار الإعلام الإيراني الناطق باللغة العربية 180 درجة من التركيز فى الاحتجاج على الوجود الأميركي بالعراق إلى التركيز على الجرائم التي ارتكبها نظام صدام بحق الشعب العراقي ، والذى أعطى بعدا ضمنيا بأن التهديدات الأميركية لإيران لم يكن على محمل الجد.