هل العَلَمانية ضرورة ملحة

يا علماء المسلمين وقفة صريحة من الشيخ حسون

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏20‏/05‏/10 / يعتبر مفتي سوريا الشيخ احمد حسون أكثر مفتي الدول العربية مقربا  من الاتحاد الاوروبي فهو كان قد دُعي عام 2008 لإلقاء محاضرة بالبرلمان الاوروبي كما زار في وقت سابق من عام 2007 البرلمان الالماني  واجتمع بعض بعض أعضاء البرلمان ضمن خطط البرلمانين الالماني والاوروبي للحوار مع الاسلام وخاصة بعد حوادث 11 أيلول / سبتمبر عام 2001 واستماع الساسة في اوروبا الى آراء بعض علماء العالم الاسلامي حول تلك الحوادث وموقف علماء المسلمين مما يطلق عليه بالإرهاب الاسلامي ولا يعود سبب دعوة الاوروبيين للمفتي حسون بالقاء محاضرات في اوروبا بسبب العلم الذي يحمله للمداهنة التي يتحلى بها .

ورأى الشيخ حسون في محاضرة القاها مساء يوم أمس الاربعاء  19 مايو الحالي في معهد كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية الذي يتبع الحزب المسيحي الديموقراطي بالعاصمة برلين ويرأسه حاليا رئيس البرلمان الاوروبي السابق هانس جيرد بوتيرينغ ، أن جميع الاديان السماوية تدعو الى محبة الله فابراهيم جاء ليدعو الى توحيد الله ونبذ عبادة الاصنام  موسى كان مثالا لتحرير الناس من  ظلم فرعون واستبداده وعيسى عليه السلام جاء ليدعو الى السلام في الارض ومحبة السماء ومحمد ليتمم رسالة الانبياء الذين كانوا قبله / عليهم الصلاة والسلام / وانه لا يوجد أديانا اذ كلها  تدعو الى محبة الله وتقديس الانسان  وكل انسان له الحق باختيار الدين الذي يريد لأن ذلك يعتبر حق من حقوق الانسان فالإكراه على اتباع دين ما مرفوض / وصدق الشيخ فيما قاله وذلك لقول الله تعالى : لا إكراه في الدين / الا أن الشيخ تغافل عن تلك الآية التي تؤكد بأن / الدين عند الله الاسلام /.

وعزا حسون النزاع في الشرق الاوسط الى عدم اعطاء الحقوق لأصحابها فمن حق اليهودي ان يصلي في حائط البراق بالمسجد الاقصى والمسلم في كنيسة القيامة والمسيحي في الاقصى ولكن بشرط ان تكون هناك الحقوق ولم يذكر تلك الحقوق  أهي حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى بلاده وانهاء احتلال الكيان الصهيوني للقدس ومناطق محتلة أخرى كما عزا حسون النزاعات والحروب في العالم الى تسييس الصحافة ، فالاعلام بوجهة نظر الشيخ تابع لمنظمات وحكومات  تتربص بالعلماء الدوائر فقناة الجزيرة كانت وراء الحملة ضده لأنه اشار الى وفد من مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / زاره بدمشق قبل مدة فزعم بأن لو أمره محمدا / عليه الصلاة والسلام / بأن يكفر بموسى وعيسى لكفر بمحمد ، نافيا ما قاله للوفد المذكور وان الاعلام فهم مقولته بشكل خاطئ وان الحملة الاعلامية التي تعرض لها ساهمت بردود العلماء عليه ودعوته للتوبة ، مؤكدا بأن الاعلام هو وراء إثارة الفتن .

ورأى حسون النظام العّلّماني وهو فصل الدين عن الدولة / أخطأ حسون بهذه الكلمة وكسر العين وأسكن  اللام – فالعِلْمانية هو دول العلم والدين والاسلام يأمر بالعلم والعَلَمانية فصل الدين عن الدولة  /  ضرورة ملحة لأن  الدولة للجميع والدين لله وهو خاص بالانسان معلنا بأن هوية السوريين الشخصية لا يوجد فيها الدين الذي ينتمي اليه السوريون فـ 22 مليون سوري كلهم مسيحيون ومسلمون ويهود واكراد وأتباع ديانات أخرى  كما أن النظام العَلَماني نظام منفتح يدعو الى التقدم والتسامح بينما اذا كانت الدولة تتحلى باسم الدينية فانها تعتبر دولة منغلقة على نفسها  تفتقر الى التسامح والحوار .

وشكا حسون من الغرب الذي ينظر الى بعض الدول الاسلامية التي تريد تطوير برامجهها النووي للصالح السلمي والعلمي فايران تؤكد ما تقوم بتخصيبه وتطوير اليورانيوم انما هي للصالح العلمي بينما يؤكد الغرب بأنه ستذهب الى الصالح العسكري الامر الذي سيرغم ايران نهاية الامر تطوير اليورانيوم للصالح العسكري مشيرا أنه يقوم بالإشراف على عشرة مستوصفات طبية ترعى بشكل خاص اولئك النسوة اللواتي يعانين من مرض سرطان الثدي وانه اراد شراء تقنيات طبية لهذه المستوصفات من اوروبا الا انها رفضت خشية ان تذهب هذه التقنيات للصالح النووي مؤكدا أن الحملات الاعلامية على سوريا وتخويف الغرب من احتمال امتلاك بلاده / النووي / وراء ممانعة الغرب بالحصول على التقنيات .

وحث حسون على الحوار الا أنه اشار الى ضرورة ان يحاور المسيحي المسيحي والمسلم المسلم واليهودي اليهودي قبل أن يحاور المسلمون المسيحيون وغيرهم وذلك حتى يكون الحوار ايجابي والله هو المحبة وعلى الارض السلام على حد قوله .

وعبثا حاولنا تصحيح آراء الشيخ ، فقد قلت له بأن الدين عند الله الاسلام فأشار بأن ذلك يعني المسيحية واليهودية اضافة الى الاسلام ولما قلت له أن  / المسلم / هو من أسماء الله الحسنى قال هي صفة وليست باسم علما بأن الله تعالى يقول / ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها / ولم يقل ان لله الصفات الحسنى ، وقد دخل الشيخ قاعة المحاضرات وهو يلبس لباس علماء مسلمي سوريا والشرق الاوسط التقليدي الا أنه كان يخاطب الناس خطاب قسيس .