رسالة إلى الشعب السوري
محمد هيثم عياش
هذه رسالة نبعثها الى الشعب السوري بجميع أطيافه وخاصة اولئك الذين يحبون وطنهم من المسلمين والمسيحيين ندعوهم فيها العمل بجدية وإخلاص للإطاحة بالنظام الذي يحكم سوريا بيد من حديد منذ استلاب حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في هذا البلد عام 1963 ووصول الطاغية الكبير حافظ أسد الى السلطة في عام 1970 بحركة تصحيحية أهلكت الحرث وكادت أن تهلك النسل ليواصل ابنه مسيرة أبيه بهدم البنية الاجتماعية والاقتصادية وجعل من السياسة السورية موضع استهزاء السياسة الدولية ، فلم يعد لهذا النظام أي صديق فقد أصبحت أوروبا تنظر اليه بأنه نظام صبياني لا يملك أي حكمة وحنكة سياسية يستطيع التعامل مع الحوادث الجسام بجدارة وزعماء الدول العربية يعتقدون بأن هذا النظام هو سبب المشاكل والأزمات التي يعاني منها لبنان والعراق وحتى فلسطين ايضا وفقد الغرب والعرب ثقتهم بصدقية الطاغية الصغير بشار أسد كما أصبح مسئولو هذه الدولة يُنْظَر اليهم نظرة إزدراء .
صحيح أن سوريا تعاني من حملة سياسية كبرى عليها جراء مقتل رفيق الحريري الذي لا أحد يعرف قتلته ، لقد اتخذ معارضو سوريا في لبنان مقتل الحريري قميص عثمان يتباكون عليه ويطالبون العالم بتأديب نظام دمشق في جميع الوسائل المتاحة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا أيضا ، وعداوة السياسة اللبنانية لسوريا قديمة ، أذكر عندما كنت تلميذا في المدرسة الابتدائية ببيروت في عام 1967 وكان والدي أحذ الذين أخرجهم نظام البعث لتعاطفهم مع الاخوان ، طالب الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون ، وكان وقتها خارج الرئاسة ، بإخراج جميع السوريين من لبنان وربما يذكر الاخ بلال زهير الشاؤيش كيف أوقفت الشرطة السيارة التي كانت تقلنا من مدرستنا الى بيتنا ليتحروا ما اذا كنا من سوريا او لا فلما رأونا أطفالا دعونا وشأننا .
ولا أريد الابتعاد عن الموضوع فالحديث عن السياسة اللبنانية ذو شجون وطويل ، انما أريد حصر رسالتنا هذه للسوريين فقط ، فالنظام قد أينع رأسه وحان قطافه وتغييره وقطع رأسه مسئوليتكم ولا تنتظروا شجاعة المعارضة الذين يعيشون خارج سوريا بدعمكم بسلاح او غيره بل هي تنتظر مبادرتكم لمساعدتها بالاطاحة بهذا النظام ولن تبخل عليكم بمساعدات معنوية وربما مالية أيضا ، وانكم ان خرجتم الى الشوارع مطالبين بالتغيير ستنتصرون ، ربما يطلق عناصر الشرطة النيران عليكم ، فقد اعتاد هؤلاء على الاجرام الا انهم لن يستطيعوا قتل شعب كامل ، ثقوا بأن عمليات القتل والتصفية والاعتقالات التي يرتكبها النظام السوري خفية وعلانية لم يعد أحد يسكت عليها فالكل يعارضونها ويطالبون بارساء الحريات واطلاق سراح المسجونين فالاعلام عما يحدث في سوريا وجرائم النظام قد اصبحت معروفة للجميع ، صدقونني أن المسلمين ينظرون اليكم بقلق قلوبهم معكم وسيوفهم على هذا النظام الذي يعيث في الارض فسادا وينتظرون مبادرتكم بإعلانكم الجهاد عليه ، ألستم أصحاب الثورة ضد الفرنسيين ان الكثير من آباءكم وأجدادكم شاركوا في حرب ميسلون وأذاقوا فرنسا الويل والثبور بجهادهم حتى أخرجوها صاغرة ، لعلكم تنتظرون تنفيذ زعيم الحزب الديموقراطي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط بشن حرب ضد نظامكم بتهديده الاخير لمؤيدي نظام دمشق ، فهذا الرجل لا يستحق الثقة ، فقد كانت بلدته المختارة الدرزية أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان في بداية الثمانينات مثل فيينا تنعم بالهدوء أثناء الحرب العالمية الثانية وهو لم يعلن الحرب ضد الصهاينة اثناء حرب حزب الله ضد الجيش الصهيوني في صيف عام 2006 بالرغم من أنه كان يتشدق بالنصر والتأييد للمقاومة ضد اليهود ، صدقوني ان جنيلاط كذاب ، وإعلانه استعداده لمحاربة النظام السوري أكذب من مسيلمة الكذاب ، ان تغيير النظام السوري لا يأتي الا على أيديكم ، ونحن المسلمون أجدر وأولى بمجاهدة هذه النظام ، نحن أمة عرفت بالإباء وشهرت بالرفعة وشرايين العزة لا تزال تسري في أجسامنا فحرام أيها المسلمون في سوريا أن نرضى بإذلال النظام السوري لنا / ألم تسمعوا وعْدَ الله تعالى لنا بالنصر / ولا نهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين / فأنتم مؤمنون ان شاء الله تعالى هل نستيم قول شاعركم / جلال البخاري – الدمشقي / الذي تحدى جمال باشا السفاح قائلا :
نحن جند الله شبان البلاد نكره الذل ونأبى الاضطهاد
وقول شاعرنا :
ونحن أناس لا توسط بينا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
فاننا ندعوكم يا شباب الاسلام في سوريا بالمساهمة من أجل تحرير بلادنا من العبودية لهذا النظام الذي استضعفنا وأذلنا ونحن معكم .