ويبقى الزخم عالياً بيوم استشهاد الحريري
ويبقى الزخم عالياً بيوم استشهاد
رجل الأمّة الحريري .. رغم مقتل مغنية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
(
لماذا قتل مغنية بهذا اليوم ؟ ولماذا التزامن في تشيعيه مع الذكرى الكُبرى الثالثة
لاغتيال رمز لبنان وبانيه الشهيد الفذّ رفيق الحريري رحمه الله ؟ هل هي صدفة؟ أم
أنها الأيدي القاتلة الحقيقية هذه المرّة هي التي نفذت حادثة تفجير مغنية، لاشك إن
قتل رجل كعماد مغنية لابدّ أن يكون مُتصاحباً مع أمر جلل لرجل ذاع صيته ، ولم يجدوا
مُناسبة ولا توقيتاً أفضل من هذا اليوم العظيم الذي يتمّ الإعداد له من قوى
الاستقلال والتحرر للتغطية على الجريمة السياسية ، وللإدعاء على إسرائيل حيناً
وأمريكا وأُوربا أحياناً أُخرى لشحن شارع الأتباع والأزلام والعملاء في هذه
المُناسبة التي لاشك من المفروض ان تُغضب حزب الله ولكن باتجاه مِن هذه المرة ؟
ومثلما يقولون : 'ضرب عصفورين بحجرة واحدة '، فمن هو الذي يستطيع اختيار الوقت
والمكان وقوّة التأثير غير النظام السوري وحده ؟؟؟ بل هناك عصافير أُخرى وراء قتل
مغنية ومنها لتعطيل المهرجان الكبير الفاصل في الحياة اللبنانية في يوم 14 شباط
لإثبات الذات المُستقلّة والحرّة من خلال الحشد الكبير الذي سيُمكن المُعارضة من
استعادة المبادرة وزمام الأمر بعد صبرها الطويل على الطرف الآخر ، من أجل انتخاب
الرئيس وإعادة دور المؤسسات والقضاء على حكومات المليشيات والعصابات والمربعات
الأمنية التي ينطلق منها القتلة لتنفيذ جرائمهم ، ولسوق القتلة إلى المحكمة ليكون
مكانهم هناك في لاهاي وراء القضبان ليرتاح الناس من شرورهم وآثامهم مثلما قال
جنبلاط والحريري منهما رؤوس كبيرة)
الشيخ سعد الحريري ابن الشهيد الرمز باني لبنان ووليد بيك جنبلاط الرجل الثوري
المُقدام وتيّارهما ، عندما يتكلموا وهم واثقون من أنفسهم فإنهم لايتكلمون عن فراغ
، وهذا مانطقوا به من أنّ رؤوساً كبيرة وكبيرة جدّاً ستُساق إلى قاعات المحاكم
الدولية رغماً أُنوفها وتؤخذ من رقابها أو دعساً حتى تصل إلى هناك، ولذا حثوا الشعب
اللبناني للنزول إلى ساحة الحرية لإعطائهم الدعم والزخم اللازم للسير في طريق
التخلص من المجرمين واستقلال لبنان، والطرف الآخر وهو النظام السوري ومن معه يُدرك
صحة هذا القول ، ومغنية وغزالة وغيرهم ممن اشتركوا في عمليات اغتيال وتفجير ودماء
معروفةٌ أراضيهم وأماكنهم وبالتالي المطلوب تسليمهم رغما عن أُنوف من يشدّ على
أياديهم وساعة المحكمة قربت ، وبالتالي لابد من التخلص من الأدلّة والثوبتيات
والأراشيف وكل من يُشكل خطراً على رؤوس النظام السوري ، فتمّ التضحية بمغنية بعلم
حزب الله أو بدونه ؛ كما تمّ تصفية كنعان والزعبي ومصطفى التاجر والقائمة طويلة
ويجب ألا ننسى تاريخ مغنية الإرهابي لصالح حزب الله والنظام البوليسي
القمعي السوري ، من تفجير السفارات الى الاعتداء على الطائرات المدنية إلى غير ذلك
، ولا يستطيع مغنية القيام بكل هذه الأعمال لولا الدعم اللوجستي الذي يُقدمه النظام
السوري لمثل هذه العمليات ، وكانت مُهمة مغنية الذي لمع اسمه وآخرون لازالوا في
الخفاء إضافةً إلى ماذكرت الإشراف الكامل على ترسانة الأسلحة التي تصل من طهران
بصناديقها إلى مطار دمشق ، دون السماح حتى للجمارك السورية الإطلاع عليها ، التي
تنزل إلى حاويات وتريلات وتذهب برفقة الاستخبارات السورية عن طرق عدّة إلى مخازن
حزب الله في لبنان، ولا شك أنّ من تلك الأسلحة مانُفذ به الاغتيالات والتفجيرات في
لبنان ، ومغنية يعرف الكثير ومطلوب للعدالة الدولية ، فلا بدّ التخلص منه بأسرع
مايمكن قبل أن يصير أمره مُحرجاً ، سواءً تمّ ذلك بالاتفاق مع حزب الله أو من عدمه
، لأن مثل هذه الأمور لاتحتاج إلى الأذن ، فقط قوات الاستخبارات هي التي تُنفذ
عندما يأتيها الأمر من رأس الهرم المتسلط
على كل حال تعالوا نتهم إسرائيل كما ذهبت إلية آلة النظام السوري
الإعلامية وحزب الله ، فإن كان ذلك صحيحاً فهذا يتطلب الرد بما يلاءم الحدث ،
وإسرائيل نفت كما نفت في الهجوم السابق على الأراضي السورية ثُمّ أقرت، ووعد
النظام بالرد في الزمان والمكان المُناسبين ، ولم يفعل شيء ، أمّا في هذه الحادثة
فلم يتخذ أيّ موقف من الاعتداء على سورية فما معنى ذلك ؟ لاشك معناه تورط النظام
السوري في عملية الاغتيال التي حصلت في وسط دمشق وعلى مقربة من الجهاز الأمني كما
قتلوا كمال جنبلاط في لبنان على مقربة من الحاجز الأمني السوري ، ليرحل مغنية ومعه
الكثير من الأسرار ؟ كما سيرحل رستم غزالة وغيره من السوريين واللبنانيين المتورطين
بجرائم حرب ممن قد يُطلبوا إلى لاهاي ، ولكل واحد منهم سيُكتب طريقة لرحيله للعالم
الآخر
أخيراً لايسعني إلا أن أقول : وانّ غداً لناظره قريب ، وما على الشعب
اللبناني إلا أن يُثبت للعالم أجمع إصراره وعزيمته على التحرر ووقوفه إلى جانب
قيادته السياسية الوطنية في وجه أعداء الوطن والإنسان اللبناني ، ولابدّ له من
النزول بكثافة عالية إلى ساحة الشهيد رفيق الحريري لرفع الصوت بأننا لن نرتضي عن
الاستقلال التام بديلاً ، ولن نقبل بالفراغ الرئاسي والمؤسساتي ، ولن نقبل بغير
الدستور حكماً ، ولن نقبل بأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية ، ولن نقبل بالمربعات
الأمنية وسلطة المليشيات علينا أو السلاح وقرار الحرب والسلم بغير الدولة اللبنانية
، ولن نقبل أن نُغادر بلدنا إلى المهجر بعد اليوم ليعيث فيها الغربان والقتلة ، ولن
نُرهن قرارنا لغير اللبنانيين الخلّص ، ولن يكون استعمار بعد اليوم ولن يعود إلى
لبنان ثانيةً ، لينتصر اللبنانيون بأبنائهم وسواعدهم ولن يرضوا عن ذلك بديلا ن
وإنها معركة سلمية حتى النصر بإذن الله.