من يعبر عن المصريين أبو تريكة أم أسامة سرايا
من يعبر عن المصريين أبو تريكة أم أسامة سرايا؟
خليل الصمادي
[email protected]
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين
الفلسطينيين/ الرياض
ثمة تقارب وتباين بين محمد أبو تريكة ورئيس تحرير الأهرام الأستاذ أسامة سرايا ،
فقد برز كلاهما كإعلاميين في أحداث غزة الأخيرة ، وانتشرت أخبارهما في الصحف
والفضائيات وشبكات النت والمجالس الشعبية والجامعات وغير ذلك فالأول لاعب مشهور
سجل عددا من الأهداف الناجحة لصالح فريقه وأمته في مرمى الخصم وأما الثاني فلاعب
سجل عددا من الأهداف غير الناجحة فإن كانت لصالح فريقة إلا أنها بالطبع ليست لصالح
أمته.
طل
علينا أبو تريكة في مفاجأة قل مثيلها إذا عبر عن معظم المصريين والعرب والمسلمين
بثلاث كلمات فقط هي " تعاطفا مع غزة" بعد أن سجل الهدف الثاني لفريقه في مرمى الخصم
،وأما الثاني فعبر عما يجول في خاطره بآلاف الكلمات التي بالطبع لا تعبر عن
الأغلبية في مقالات منمقة وبالرغم من الإعلان في بدايتها عن حرصه على أهل غزة وشدة
ألمه لحصارهم في مقدمة دبلوماسية مرة أو في محاولة فاشلة للتسلل للذهن القارئ
المغفل مرة أخرى وبعدها يصب جام غضبه على الشعب الفلسطيني وعلى اختياره الديمقراطي
الذي لا يجحده إلا طاغ أو صاحب هوى أو متجاهل.
أبو
تريكة في كلماته الثلاث أصبح حديث المجالس في مصر وفلسطين وسوريا والخليج والمغرب
العربي وغيرها من الدول ،لقد حاز على إعجاب الملايين من محبي الرياضة وغيرها
وبالرغم من تحمله لإنذارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم " كاف " إلا أنه استطاع أن
يسجل حضورا كبيرا في قلوب الملايين وأما الثاني فبالرغم من امتلاكه وسائل الإعلام
والشهرة وتشجيعه من قبل كل من له تصفية حسابات مع الحركات النعبرة عن أصالة الأمة
،وبالرغم من استضافته في عدد من المحطات التلفازية لا سيما تلفزيون فلسطين إذ أصبح
ضيفا دائما به تتناغم طروحاته مع طروحاتهم، إلا أنه لم يستطع أن يقنع إلا ثلة من
القراء، أو المستمعين، بما يكتبه أو يدعيه على الهواء من الغث السمين ، فخير الكلام
ما قل ودل الذي برع فيه أبو تريكة الذي ينطبق فيه قول : "إن من البيان لسحرا"
ويتفق الاثنان في قوله تعالى {وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في
الأرض}
إذا جوجلتم " نسبة إلى موقع جوجل" اسمي أبي تريكة وأسامة سرايا تجد أن الأول ذكر
في المواقع 193000مرة وأما الثاني فلم يذكر إلا 2580 مرة فقط بالرغم من أن الثاني
يعمل في مجال الصحافة والفكر وعالم النت ،والمأساة أنك إذا حاولت أن تلج إلى هذه
المواقع التي ذكرت اسمه تجد أنَّ كتابها لم يرق لهم ما يقوم به الأستاذ سرايا
وفريقه ولا حتى يعجبهم ما يطرحونه من آراء فجلها هجوم عليهم لا بسبب غزة وحدها
ولكن لأمور مثيرة لا مجال لذكرها هنا وفي مجملها لا تعبر عن الشارع المصري الطيب ،
وأما اللاعب أبو تريكة فالمتصفح للمواقع التي ذكرته لا يجد إلا الثناء والإعجاب
لما قام به ، وهكذا فقد رفع الله ذكر أبي تريكة بالخير والثناء الحسن إ بالرغم من
أنه بعيد عن عالم الصحافة والكتابة والنت!!.
وثمة تقارب بين الرجلين فكلاهما لها سابقة ، فالأول له سابقة في نصرة رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نصر الرسول من موقعه كما نصر أهل غزة أيامنا هذه، وذلك
أيام محنة الرسوم المسيئة للرسول وكذا فالأستاذ سرايا له سابقة بل سوابق ، فله مقال
مشهور بعد الحسم العسكري في غزة صب جام غضبه على الشعب الفلسطيني بسبب اختياره
الصحيح وتمسكه بحكومته الشرعيته غير المزيفة ، وليست هي السابقة الوحيدة بل هناك
سوابق كثيرة صبت في مصلحة أعداء الأمة .
لا
شك أن أي موقع إلكتروني ـ وحتى موقع الأهرام ـ لو وضع استفتاء يخيِّر المتصفح
بسؤال مثل : هل تعتقد أن ما قام به اللاعب أبو تريكة يعبر عن رؤية الأمة، أم أن ما
يكتبه أسامة سرايا هو الذي يعبر عن مصالح الأمة؟
اعتقد أن تأييد أبي تريكة سينال أكثر من 90% من الأصوات، وكما أعتقد لو أنَّ
برنامجا حواريا استضافهما كبرنامج الاتجاه المعاكس وفتحت الهواتف على الهواء لعرف
كل واحد حجمه دون رتوش أو مكياج أو دعم خارجي وحتى لا يكون أحد متحيز نتمنى أن تكون
الاتصالات من مصر فقط .
ليس أبو تريكة اللاعب الوحيد الذي أظهر تعاطفه مع حصار غزة ، وكذا ليس أسامة سرايا
رئيس التحرير أو الصحفي الوحيد الذي فتح نار قلمه على أهلنا في غزة فهناك غيره
أمثال محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية وإبراهيم سعدة و بسيوني والدقاق
وغيرهم إلا أنهم وإن شكلوا فريقا متناغما على عجل بدأت تدريباته قبل أيام فأظن أن
لعبتهم ستكون خاسرة لأنهم يلعبون ضد فريق محمد أبو تريكة
أستطيع أن أجزم أن محمد أبو تريكة وفي كلماته الثلاث استطاع أن يتسلل إلى قلوب
الملايين وسجل هدفه بامتياز وأن من شرعوا أقلامهم في النيل من أمل الأمة فشلوا في
التسلل إلى أهدافهم لأن الحكم متيقظٌ هذه المرة فضبطهم وصفر لهم ولكنهم يبدو أنهم
لايسمعون أو أنهم لا يريدون الاستماع ، فهنيئا لهم بهذا الجري واللهاث فحتى لو أنهم
استطاعوا أن يخترقوا الدفاع فإن أهدافهم ستبوء بالفشل لأن حارس الأمة متيقظ ومنتخب
من الشعب الذي أصبح يصد الضربات بمهارة والتي اعتاد اللاعبون الفشلة تسديدها يوم
كان الحارس متخاذلا أو متأمرا على فريقه.